مقالات

د. رحاب الرحماوى تكتب: الكون والمادة المظلمة (2)

 

ظهر أول دليل قوي على وجود المادة المظلمة في الكون في عام 1981م حيث تأكد فريق من العلماء أن المجرات تتجمع في

حشود كبيرة يحتوي الحشد الواحد على مئات الآلاف من المجرات وهذه الحشود تكون أنماطا معقدة تعرف بالشبكة الكونية

وهذه الشبكة تترابط مع بعضها بواسطة المادة المظلمة حيث تمثل هذه المادة المظلمة الهيكل العظمي الذي تعلق به المادة

العادية التي نراها اليوم في المجرات وفي كل أرجاء الكون.

إقرأ أيضا.. د. رحاب الرحماوى تكتب: الكون والمادة المظلمة (1)

 

يقول العلماء أنه لا يمكن رؤية المادة المظلمة مباشرة لكن يمكن رؤية تأثيرها على المادة العادية فهي كالهواء لا تراه العين

لكننا نحس بتأثيره في الأشياء المحيطة.

ويقول العلماء أن لدينا الآن على الاقل فكرة تقريبية عن مكان وجود المادة المظلمة في الكون لكننا لا نزال نجهل كنيتها

وحقيقتها وهناك العديد من الأفكار التي تم طرحها عن هذه المادة لكن أكثر هذه الأفكار قبولا لدى العلماء والباحثين حتى الآن

ترى أن المادة المظلمة تتكون من نوع جديد من الجسيمات التي تم التنبؤ بها نظريا لكنها لم تكتشف بعد وهذه الجسيمات

تسمى الجسيمات الكبيرة ضعيفة التفاعل وتعرف إختصارا بإسم جسيمات ( ويمب) وهي جسيمات ضعيفة بمعنى الكلمة

حيث تتفاعل بالكاد مع بعضها البعض بخلاف المادة العادية فمثلا عندما يضرب الإنسان حائطا بيده تصطدم اليد بالحائط أما

المادة المظلمة أي ( جسيم ويمب) عندما يصطدم بجدار أو أي شئ مهما كان سمكه وقوته فإنه يخترقه ويمر من خلاله ورغم

ذلك فجسيم ويمب ثقيل مقارنة بالبروتون حيث أن وزنه يصل إلى مئات الألاف مثل وزن البروتون.

وجدير بالذكر أن اصطلاح ( ويمب) هو مجرد تسمية يمكن أن يندرج تحتها أنواع عديدة من الجسيمات وهي أجسام لأهم ما

يميزها أنها أجسام شبحية يمكن رؤية تأثيرها فقط ولا يمكن أن تراها وهنا تكمن صعوبة اكتشافها فهي تتكون من نوع جديد

من المادة التي لا يمكن الكشف عنها ؟؟ فهل ذلك اللغز أصاب العلماء بالإحباط ؟! حتى أن بعضهم قالوا إن المادة المظلمة لا

وجود لها .
وسنعرف الإجابة في المقال القادم إن شاء الله.

إقرأ أيضا.. الدكتورة رحاب الرحماوى تكتب: رؤية الرئيس السيسي لمستقبل مصر

إقرأ أيضا.. د.رحاب الرحماوي تكتب :حكاية لبن العصفور