دكتورة رحاب الرحماوي تكتب: الكون والمادة المظلمة (3)

إن أنصار فكرة ” عدم وجود مادة مظلمة ” لم يأتوا ببديل يصمد أمام فكرة وجود هذه المادة كمادة أساسية في هذا الكون الفسيح.

وفي سنة ( 2006) كانت الضربة القاضية لهم حيث نشرت مؤسسة (ناسا) الأمريكية صورة مذهلة للكون قضت تماما على فكرة إنكار وجود المادة المظلمة حيث توضح هذه الصورة تصادم إثنين من الحشود المجرية ( نسبة إلى المجرة) هائلة الحجم .

ونظرا لأن معظم المادة تبدو بوضوح في المركز فمعنى ذلك أن هذا هو المكان الذي توجد به معظم قوة الجاذبية لكن المناطق الخارجية يظهر فيها الضوء وقد تعرض للإنحناء بفعل الجاذبية وهذا يشير إلى وجود شكل آخر للمادة في تلك المناطق وقد أشاد العلماء بالصورة كدليل مباشر على وجود المادة المظلمة في هذه المجرات وبالتالي في كل أرجاء الكون.

ولكن المشكلة أنه لو كان ذلك الدليل صحيحا ( وهو الإحتمال الأكبر ) فإننا نعود بالمشكلة إلى حيث كنا فمازال التحدي الأكبر يتمثل في العثور على المادة المظلمة وذلك الشبح الذي يملأ الكون لكننا لا نعرف عنه شيئا حتى الآن وربما يبدو الأمر أسوأ بكثير عن البحث عن إبرة في كومة من القش.

إقرأ أيضا.. د. رحاب الرحماوى تكتب: الكون والمادة المظلمة (1)

إقرأ أيضا .. د. رحاب الرحماوى تكتب: الكون والمادة المظلمة (2)

إن العلماء والباحثون لا يعرفون معنى اليأس فجميع الأبحاث تجري على قدم وساق في كل إتجاه في الكون يجربون ويدرسون كل الخيارات في الفضاء وقد بدأ بعضهم يسلك خيار البحث ( في الأرض) والأمل كبير في العثور على دليل في داخل أرضنا وقد بدأت بالفعل التجارب تحت الأرض والسفر في أعماق الأرض في المناجم القديمة وداخل الجبال وفي الأعماق تحت الأرض حيث ينتظر العلماء فرصا نادرة تكون أفضل مما في الفضاء من نواح كثيرة والأمل كبير ( ولم لا ) وقد قال رب العزة في قرآنه الكريم ” وقل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ” صدق الله العظيم.

وربما يبوح الصندوق الأسود للكون بأهم أسراره مصداقا لما يقول قرآننا الكريم فالنفعل ولا نيأس وعلى الله التوفيق والأمل الكبير في أن يجد العلماء ضالتهم في الأرض ونعرف كيف بدأ الخلق وإذا لم نتمكن اليوم فإن غدا لناظره قريب.
فالأرض هي الصندوق الأسود للكون فمنه سنعرف كيف بدأ خلق كل شئ وصدق الله العظيم وإلى اللقاء في المقال القادم عن الطاقة المظلمة..

الوسوم