سلايدرمنوعات

كيف حمي ملوك مصر نهر النيل عبر التاريخ؟.. كبير الأثريين يجيب

كان تطهير الملك بماء النهر أحد أهم الطقوس التى يمارسها الكهنة فى المعبد

>> ذكر فى إعترافاته فى العالم الآخر أن سبب من أسباب دخوله الجنة أنه لم يلوث مياة النهر ولم يمنعه عن جاره،وإتخذ له ربا أسماه حابى ولفيضانه الرب خنوم

 

علاء الدين ظاهر

 

نهر النيل عبر التاريخ يروي حكايته كبير الأثاريين بوزارة السياحة والآُثار  مجدى شاكر مؤكدا  أن المصرى منذ نشأته ووجوده على

ضفاف نهر النيل أدرك أن هذا النهر سبب وجوده وحياته كله،وأنه الأب والأرض هى أمه،وأدرك الشعب كله أن وجود النيل وإستمرار

جريانه يعنى إستمرار وقوة بلده، لذا كان عليه أن يدافع عنه بكل قوته ويحترمه ويقدسه.

حتى ذكر فى إعترافاته فى العالم الآخر أن سبب من أسباب دخوله الجنة هو أنه لم يلوث مياة النهر ولم يمنعه عن جاره،وإتخذ له

رب أسماه حابى ولفيضانه الرب خنوم، وكان دور الملك المصرى عدالة وعمل المشروعات من سدود وخزانات، ليضمن عدالة توزيع

مياهه.

اقرأ أيضا| باحث:النقود وثائق تاريخية يصعب الطعن فى صحتها

 

نهر النيل عبر التاريخ

 

ونرى أوائل ملوك مصر الملك مينا على صلايته الشهيرة حاملا على أحد وجهيها فأسا يشق بها قناة وعلى الوجه الأخر حاملا

بلطة يدافع بها ضد الأعداء،وعلى أقدم قوائم الملوك حجر بالرمو الذى يرجع للأسرة الخامسة كان يذكر مع أسم كل ملك حكم

مصر أهم حدث فى عصره وهو تسجيل منسوب النهر، فهو أساس حياته المادية والأجتماعية حتى قال هيرودوت أن مصر هبة

النيل وهى عبارة ربما سمعها من أحد كهنة مصر.

 

 

تطهير الملك بالماء

 

وكان تطهير الملك بالماء أحد أهم الطقوس التى يمارسها الكهنة فى المعبد، وأقام المصرى المراصد الفلكية لرصد توقيت فيضانه

وحساب الضرائب تبعا لزيادته ونقصانه، وإتخذ من نباتى البردى وزهرة اللوتس رمزين لمصر العليا والسفلى والوحدة،وحتى

أعيادهم كانت مرتبطة به لذا أقام المشروعات التى تضمن المحافظة عليه وحسن توزيع مياهه.

 

اقرأ أيضا| شكوي وحيدة تلقاها وزير السياحة والآثار من زوار قصر البارون..ما هي؟

 

ومن ضمنها شق الترع وإقامة السدود وعمل تعبئة عامة لمواجهة فيضانه،وكان من أهم ادوار الجيش المصري المدنية هو

المشاركة فى إقامة السدود ومن اقدم السدود على بعد حوالي أربعين كيلومترا من القاهرة، وبالقرب من حلوان، حيث يقع ما

يعرف بوادي جراوي؛ وهو واد قديم عميق جفت مياهه منذ زمن قديم غير محدد تماما، وبات الوادي قفرا دون وجود أي مظهر من

مظاهر الحياة سوى بقايا سد مائي عظيم عند مدخل الوادي وفي أضيق نقطة من الجزء الجنوبي الشرقي للوادي.

 

اقرأ أيضا| #حلاوة_شمسنا..قصة سائحين من أوكرانيا زارا مصر 40 مرة

 

وعلى الرغم من أن السد تم اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر فإنه لم تتم دراسته إلى الآن دراسة علمية وافية، وكل ما

نعرفه عن السد هو أنه تم بناؤه في 2650 قبل الميلاد لكي يحجز مياه الفيضان، وتم بناؤه من الحجر الجيري بطول 110 أمتار

وارتفاع 14 مترا وعرض 32 مترا، وقد بقى منه جانباه على يمين ويسار الوادي وبحالة حفظ ممتازة، لدرجة أن السكان المحليين

الذين يعيشون بالقرب من مكان السد لم يخطئوا أنه سد وأنه أقيم لحجز المياه، ولذا أطلقوا عليه اسم سد الكفرة؛ ظنا منهم أنه

تم بناؤه في زمن الكفار قبل بعثة النبي”ص”.

 

أقدم سد مائي والتشابه مع أحجار أسوار الأهرام

 

و هذا السد هو أول سد مائي يتم إنشاؤه في العالم وبهذه القياسات الضخمة، التي لا تدع مجالا للشك في أن مهندسي السد

لم يكونوا يقومون بعمل تجريبي، وإنما يقيمون سدا بناءا على علم هندسي واضح وممنهج،لذلك ليس هناك من شك في أن بناءه

تم في عصر بناء الأهرامات، حيث كان ملوك مصر يشيدون أهراماتهم على الضفة الأخرى من نهر النيل.

 

اقرأ أيضا| تفاصيل ترميم البارون في 3 سنوات وبدء مشروع قصر السلطانة ملك

 

ومن خلال دراسة وضع أحجار السد وطريقة لحمها بعضها ببعض نجد تشابها واضحا بين أحجار أسوار الأهرامات وأحجار السد. ولا

يزال هناك العديد من التساؤلات التي تدور حول سد وادي جراوي؛ أولها في عصر أي من الملوك تم إنشاء السد؟ ولماذا يتم إنشاء

سد في هذا المكان بالذات؟ وهل قام المهندس بعمل تحويل لمجرى المياه أثناء عمليات الإنشاء وقبل اكتمال السد كما هو

معروف في بناء السدود؟ وأيضا هل اكتمل بناء السد أم لا؟ وأخيرا هل تم تدمير السد عن طريق فيضان ضخم كما يقال؟ ومتى تم

هذا؟

 

اقرأ أيضا| أنفاق سرية ودوران 360 درجة وقتل مهندسه.. أساطير وقصص خيالية سكنت قصر البارون

 

وفى عهد الدولة الوسطى فى الأسرة الثانية عشر قام الملك أمنمحات الثالث بعد أن ثبت والده سنوسرت الثالث حدود مصر

عندالشلال الثالث في النوبة وحدود مصر الشمالية حتي اخر فلسطين،كان تركيزه علي الشئون الاقتصادي فقام بعمل مشروع

أقتصادى يوضع تحت بند الري والسدود واستصلاح الأراضي.

حيث وجد أن الفيضان عندما يفيض يهدد منخفض وواحة الفيوم بالغرق ففكر فى كيفية الأستفادة بالمياة المهدرة فوجد ان بحيرة

الفيوم منخفضة فوصل لها المياة وخزنها،فعمل مشروع ( مر ور ) او ( القناة العظيمة )، والهدف من المشروع تخزين ١٣ مليار متر

مكعب ميه كانت بتروح هدر وقت الفيضان فوسع بذلك بحيرة الفيوم،وهي التى كانت تسمى مر ور او موريس وعمقها .

 

بحر يوسف

 

وقام بحفر قناة بطول ١٦ كيلومتر من النيل الى بحيرة الفيوم والتى تسمى ببحر يوسف الان .وكان عمقها ٥ متر وعرضها كيلو

ونصف .ولكى يتحكم في المية عمل سد كبير اسمه هو -ور أو مايسمى الان سد اللاهون ونتج عن ذلك استصلاح الاراضي

شمال وجنوب البحيرة واستصلحت الاف من الافدنة واستمر هذا المشروع حتى عصر البطالمة.

وفى العصر الحديث كان هناك مشروع القناطر الخيرية التى لم تكن فكرة من مستحدثات فكر محمد على أو مهندسيه،بل كان لها

جذور سابقة فقد ذكر نابليون بونابرت في مذكراته أنه من الأعمال الجليلة التي لا مناص من تنفيذها في يوم ما لأن إنشاء سدود

على فرعى دمياط ورشيد سوف تتضاعف مياه النيل .

 

اقرأ أيضا| أنتيكخانة وجمالون وعربة الآلاي..حكاية مركبات الأسرة العلوية في متحف

 

وحين تولى محمد على السلطة في مصر عام 1805م بدأ هذا الحاكم في تحويل معظم أراضي الدلتا إلى الري المستديم،وذلك

ضمن خطة طموحة لتحديث مصر مما استدعى استخدام الأرض الزراعية بكفاءة أكبر وزراعتها بالمحاصيل القابلة للتصدير، وكان

أهمها محصول القطن وهو محصول صيفي يحتاج إلى الماء في وقت يكون فيه النيل شحيحا .

 

اقرأ أيضا| متاحف جديدة وفنادق مخالفة وموكب المومياوات وأشياء أخرى..تفاصيل

 

وبدأت أولى محاولات توفير الماء خلال موسم التحاريق لري القطن عام 1820م بتعميق ترع الدلتا لعمق قد يصل إلى ستة أمتار

لكي تصل إلى منسوبا النيل الواطيء في موسم التحاريق وفشلت هذه المحاولة فشلا ذريعا،حيث كان رفع الماء منها باهظ

التكاليف إضافة إلى صعوبة تطهيرها من الطمي به كل فيضان،وفى عام 1825 تم استبدال نظام تعميق القنوات بنظام أخر يتم فيه

رفع منسوب المياه في النيل والقنوات الكبرى بعمل سدود عرضية بها.

تطهير الطمي خلف السدود على نهر النيل

 

لكن هذا النظام لم يلق النجاح مثل سابقة لتكلفته العالية في تطهير الطمي الذي يتجمع خلف هذه السدود به كل فيضان والذي

كان يحتاج إلى حوالي أربعمائة ألف فرد كل عام يعملون بنظام السخرة لتطهير هذه السد ود فكان لابد من التفكير بطريقة عملية

لرفع مستوى النيل في المواضع التي تستمد منها الترع ماءها مما حدا بمحمد على إلى جمع مهندسيه وأرباب الفن لتحقيق هذا

الهدف.

 

اقرأ أيضا| حكاية مصر الجديدة..كتيب يكشف تحول صحراء قاحلة إلى مدينة عامرة

 

وبعد الدراسات وافقت اللجنة المشكلة على مشروع المهندس الفرنسي لينان دي بلفون والذي اقترح فيه بناء القناطر على

فرعى النيل شمال نقطة افتراق الفرعين بنحو عشرة كيلو مترات وبدأ العمل عشوائيا دون استعداد كاف وتوقف العمل عام 1835م

بسبب تفشى وباء الطاعون بعدها تم استبدال مشروع لينان بمشروع آخر أعده المهندس الفرنسي موجل بك وفى عهد عباس

باشا الأول سار واستمر العمل في إنشاء القناطر الخيرية الشاهدة على نهر النيل عبر التاريخ .

 

القناطر سدا عظيما نهر النيل عبر التاريخ

 

وتعتبر القناطر الخيرية سدا عظيماً على نهر النيل شمال القاهرة بمسافة خمسة عشر ميلاد من النوع المفتوح وأول عمل للري

أقيم على أعظم عمل صناعي للري في العالم بدأ التفكير فيه ليكون الري مستديما وحجز المياه أمام قنطرة لتأخذ الرياحات المياه

وتوصلها إلى أراضي الدلتا كلها وتعتبر القناطر أعجوبة فنية وأثرية،وهكذا نرى أن سدود مصر كلها كانت لتنظيم وحسن استغلال

مياة النيل حتى تم بناء سد اسوان والسد العالى فى العصر الحديث لتصبح شاهدة على نهر النيل عبر التاريخ.

 

 

اقرأ أيضا

باحث:النقود وثائق تاريخية يصعب الطعن فى صحتها

العناني يشيد بإدارة المتحف الكبير في أزمة فيروس كورونا

تفاصيل ترميم البارون في 3 سنوات وبدء مشروع قصر السلطانة ملك