مقالات

د.هويدا عزت تكتب: هل الشكوى تنفيس عن الغضب أم طاقة سلبية للآخرين؟

أحد الأشياء الجميلة في حياة البشر، هو الاستماع إلى الآخرين، وكسب ودهم، وقد توصل علماء النفس الاجتماعي إلى أن الاستماع الجيد إلى الآخرين يزيد من أواصر المحبة، والتقارب الروحي، والعاطفي بين الناس، لكن في هذه الأيام كثرت شكاوي الناس، والحديث عن تفاعلات الحياة اليومية بشكل سلبي، والشعور بالمرارة من سوء الأحوال الاقتصادية، تربية الأبناء، رؤساء العمل والزملاء، أو حتى سوء الأحوال الجوية، وقد أصبحت الشكوى ظاهرة لافتت انتباه العديد من الباحثين للتعرف على الشكوى وتأثيرها النفسي على الشاكي والمحيطين به، ولهذا علينا أن نفهم  هل الشكوى تنفيس عن الغضب .

اقرأ أيضا| شكوي وحيدة تلقاها وزير السياحة والآثار من زوار قصر البارون..ما هي؟

وتختلف سيكولوجية الشكوى من شخص لأخر فبعض الناس يميلون إلى الشكوى بينما يمسك الآخرون بمبدأ التسامح مع الصراع والرغبة في التعامل مع المواقف بشكل إيجابي.

 

اقرأ أيضا| #حلاوة_شمسنا..قصة سائحين من أوكرانيا زارا مصر 40 مرة

 

كما أن العوامل الشخصية للفرد تزيد من مستوى الشكوى، فنجد أولئك الذين لا يبدو أنهم راضون أبدًا، ويعرفوا باسم “المشتكين المزمنين” ، فهم لديهم ميل للتأمل في المشاكل والتركيز على السلبيات.

 

اقرأ أيضا| أستاذ أثار:إفتتاح قصر البارون يوم تاريخى عظيم وسعيد لمصر

وهناك من ينظر إلى الشكوى كنوع من “التنفيس”، حيث يميلون إلى التركيز على أنفسهم وتجربتهم من خلال إظهار غضبهم أو إحبطهم أو خيبة أملهم، فهم يلتمسون بذلك اهتمام المقربين منهم، وذلك لنفهم هل الشكوى تنفيس عن الغضب .

 

اقرأ أيضا| حكاية مصر الجديدة..كتيب يكشف تحول صحراء قاحلة إلى مدينة عامرة

ونرى أناس آخرون يعتقدون أنهم عندما يشتكون فإنهم يحاولون درء الحسد والعين، وللأسف هذا الأمر نجده كثيرًا، وخاصًة في مجتمعات الدول النامية، إلا أن هذا قد ينعكس بالسلب، حيث أن موانع الحسد والعين لا تحتاج إلى أن يشتكي الإنسان ويزعج من حوله، فإنكار الفضل والنعم بكثرة الشكوى سيزيد من إحتمالية وقوعها.
ويكون المتذمر أو الشاكي في مكانة غير محمودة، وتعتبر صفة سلبية حتى في ثقافات شعوب أخرى، فيسمى الشخص دائما الشكوى شكّاءة (whiny)، بإعتبارها عيبًا لا يمكن أن يطاق.

 

اقرأ أيضا| سر سعادة وزير السياحة والآثار بشعار السلامة الصحية في شرم الشيخ

ويقول الشاعر الكبير إيليا أبوماضي:

أيّهذا الشّاكي وما بك داء… كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟

إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس… تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا

هو عبء على الحياة ثقيل… من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا

والذي نفسه بغير جمال… لا يرى في الوجود شيئا جميلا.

 

كثير الشكوى

ومن الناحية النفسية نجد أن للشاكي تأثيرًا سلبيًا على نفسه والمحيطين به، فالشخص كثير الشكوى يحمل كمًا هائلًا من الغضب على نفسه وعلى من يحيط به، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الاعتياد على الشكوى والتركيز على الأمور السلبية، والتعود عليها تؤدي إلى الإحباط واليأس، فأحد الجوانب السلبية للشكوى هو تأثيرها السلبي مزاج الناس، ففي إحدى الدراسات قام الباحثون بتتبع الحالة المزاجية للناس قبل وبعد سماع الشكوى، وتوصلوا إلى أن الاستماع لشكوى الآخرين جعلهم يشعرون بالسوء، والأكثر من ذلك، أن المشتكي شعر أيضًا بالسوء!

 

اقرأ أيضا| متاحف جديدة وفنادق مخالفة وموكب المومياوات وأشياء أخرى..تفاصيل

ومن سلبيات الشكوى أن طاقتها السلبية معدية؛ حيث تنتقل من الشخص الشاكي إلى المُشتكى إليه تلقائيًا، لذا إذا لم ينجح الشاكي في السيطرة على هذه السلبية، سيجد نفسه وحيدًا في نهاية الأمر، كما أنه يجب أن نفرق بين من يأتي لطرح مشكلة معينة ويطلب المساعدة في حلها، وبين من يشتكي تذمرًا لاستجداء العطف، فالأول علينا الوقوف معه قدر المستطاع ليتجاوز محنته.

 

باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة

 

اقرأ أيضا

زيارة شيك..لماذا تذكرة البارون 20 جنيه وليست 100 جنيه؟..العناني يرد

تعرف على موعد إجراء انتخابات مجلس الشيوخ بالداخل والخارج

باحث:النقود وثائق تاريخية يصعب الطعن فى صحتها

العناني يشيد بإدارة المتحف الكبير في أزمة فيروس كورونا

تفاصيل ترميم البارون في 3 سنوات وبدء مشروع قصر السلطانة ملك

مرممو الأثار يكتبون قصة نجاح علي جدران التاريخ في الإسكندرية .. صور

بخيل تبرع بـ 11مليون دولار!! .. قصة عجيبة تعرف عليها .. فيديو

ديدى وجاجا وحور .. سحرة مصر القديمة يجتمعون في المتحف المصري بالتحرير

خواند وخاتون وخانوم .. هكذا كانت تنادي النساء بإحترام من زمان

حواس يكشف حكاية ظاهرة شمسية تروج للسياحة بين الأهرامات

فيروس وانتشر.. فتاة تعرض نفسها للزواج على “الفيس بوك”