مقالات

عزة الجبالى تكتب: عودة للوطن.. وبناء جديد

حينما تضيق سبل العيش في مكان نبحث عن الاخر. أصبح هدف السفر هو حلم الشباب لتحقيق طموحاتهم بعد سنوات الدراسة التي تتبعها أعوام دون عمل حكومي مضمون أو فرصة حيدة في القطاع الخاص تحقق له حياة كريمة وتكون داعمة له في إنشاء أسرة وتأمين مستقبل لها..

وتأتي فرصة السفر للخارج وبرواتب تعطية براحته في العيش وتحقيق أحلامه في مسكن وملبس وتعليم أولادهم وتسليحهم بشهادة ودرجة علميه تهيء لهم فرصة للتعايش والتأقلم مع ظروف المجتمع المتغيرة دوما.

ولكن يأتي السؤال ماذا بعد سنوات الغربة في بلدان العالم ؟
يأتي دور العودة للوطن بعد سنوات تأقاموا فيها داخل مجتمعات وثقافات مختلفة أثرت فيهم وانصهروا داخل نسيجها ..لايأتي لوطنه إلا أيام قليلة لا يتعايش فيها داخل أزمات وأنفراجات بلدة إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وآراء مختلفة وشتي. ثم
يأتي لوطنه بعد سنوات الغربة وقد تجاوز الاربعين أو الخمسين عاما . يحمل معه مدخراته عبر سنوات الشقاء والتعب لتوضع في أحد البنوك لاخذ فائدة تعينه علي التعايش وكأنه يتعرف علي وطنه من جديد. ومن هنا بدأت مبادرات الدولة في تحفيز العائدين من الخارج لإنشاء مشروعات داعمة لاقتصاد ومنشطة له وتوظيف من انتهت عقودهم بالخارج أو من تم الاستغناء عنهم في جائحة الكورونا..

يتم إنشاء مشروعات إما صناعية بتوفير العوامل المناسبة لاعادة إحياء قطاع الصناعة مرة أخري ومحاولة تصنيع ما يمكن أن نستغني عنه في مجال الاستيراد والتصدير.
والقطاع الزراعي ومحاولة واضحة ومجهودات عظيمة لتوفير الأراضي الزراعيه في أماكن ومناطق جديدة مع توفير العناصر المناسبة التي من خلالها يتم إستصلاح الاراضي وتكيفها مع البيئة الجديدة
من خلال استغلال الخبرات العائدة من الخارج في إنعاش الاقتصاد. وتوظيف الأموال لصالح المجتمع وتشغيل أكبر عدد من الشباب في مجال القطاع الخاص كالدول المتقدمة التي تعتمد في أقتصادها علي أفراد وعناصر ذوات خبرة.

هناك من حدد طريقة وهو في بلدان الخارج بإنشاء مشروعات ومتابعتها عن بعد تحسبا لذلك الوقت الذي يعود فيه للوطن حتي يجد وظيفه مناسبه وعمل يستعيد به كيانة حتي لا تنطفئ بداخلة شعلة الطاقة التي كانت هي حياتة.. عمل وتحقيق ذات وعائد مادي..

بالعودة للوطن تبدأ حياة جديدة تستدعي الكفاح من جديد حتي تبني كيان داخل وطنك.. ومستقبل لأبنائك ووضع حجر أساس تقوم عليه أسرة ومجتمع كلنا في رباط وعناصر مكملة بعضها لبعض
وأخيراً وليس آخرا
(ليس بالأعمار تحدد البدايات إنما بالارادة والعزيمة تبني المجتمعات)