مقالات

د. إيرينى تادرس تكتب: دعنا نتفق أو نختلف.. فكلاهما مثمر وبناء

 

في التأمل لطبيعة الخليقة البديعة وما تحتويه من تنوع بديع ومذهل والمتمثل في مخلوقات متنوعة (طيور ..زهور.. نباتات .. أشجار..  حيوانات.. بحار.. ومحيطات) وفى هذا كله كيف أكرم الله الإنسان بجعله كائن مفكر محلل بل مبدعا متميزا بتفرد عجيب (يزرع ويحصد / يربى حيوانات ويروضها / يبنى ويعمر / يصنع وينتج / يطير ويحلق ….إلخ).

وبناء على هذا التميز والذى هو مخزون ثرى من الأفكار والمشاعر والمنطق والضمير والذين بدورهم أنتجوا منهجية وتوجهات وسلوك جعله يختلف أو يتفق مع كائن آخر مثله بناء على التكوين والتربية والجينات والظروف المحيطة.

وفى البحث في هذا الجانب وجدت ما يسمى بالأرضية المشتركة فعندما تتقاطع دائرتين تجد بينهما تلك المساحة المشتركة وهذه المساحة المشتركة من الممكن تطبيقها في العلاقات الإنسانية والتي بطبيعتها تشكل أهمية كبيرة للإنسان الذى خلقة الله سبحانه كائن اجتماعى في المقام الأول.

إقرأ أيضا.. د. إيرينى تادروس تكتب: الأسد محدش ياكل أكله.. كونوا أسودا

إقرأ أيضا.. د. إيرينى تادروس تكتب: هل تؤمن بي؟ وكيف تفعل إن لم تؤمن بنفسك أولا؟

وبالتركيز على تلك الأرضية المشتركة وما تمثله في التفاعل الإنساني وجدت أنها تحتوى على الركائز التي نتفق عليها أنا وأنت فهى مبادئ وقواعد وأمور مشتركة تمكننا من التفاعل وربما التعاون بإثمار وتفاهم شديد.

وما هي تلك المبادئ المشتركة؟

  • كلانا يقدر الآخر ولا يقلل منه (وهذا هو الاحترام والتقدير).
  • كلانا يقدر الإنسانية وقيمة الانسان في العموم وأن الله القدير ميزه .
  • كلانا يثمن الخير في هذه الحياه ويقصده لنفسه ولغيره.
  • كلانا يؤمن بقيمة الوطن وانه المظلة التي تحتوينا وأنها مظلة عظيمة بتاريخها الجليل.

كلانا ……. وكلانا…….

فاذا فتشت بإمعان وإنصاف ستجد أن تلك الأرضية المشتركة مليئة جدا بمبادئ تجعلنا نتفاهم وننطلق منها للتعاون البناء المثمر والإيجابى.

ويأتي هنا السؤال البديهى والمنطقى

وماذا عن المختلف بيننا ؟؟؟؟؟

المختلف كما أراه قد سمح به الله القدير كجزء من طبيعة وسنة الحياة .

أتعرف لماذا؟؟؟؟

لكى تفيدنى وأفيدك ..تثرينى وأثريك .. تصقلنى وأصقلك.

وهذا بالتأكيد دون تعالى أو تفاخر من كلانا.

أما لغة الجهل فهى تنادى ضمنيا او جهارا.

إذا أنت لا تشبهنى فلا أقبلك  وهذا قانون التعظم والأنانية كما أراه.

أما قانون الرقى والعطاء والتفاعل البناء .

فينادى دعنا نتعامل من خلال المشترك فيما بيننا والذى اذا فتشنا عنه سنجده كثير جدا

والمختلف فيك سأقبله والمختلف فيا أشكرك لتقبله.

فربما نفيد بعضنا البعض ويصبح لاتفاقنا واختلافنا قيمة حقيقية عندما نتعاون

دمتم مختلفين مميزين لكن متفقين من خلال الأرضية المشتركة متميزين من خلال إبداع إلهى عظيم فيكم .