سلايدرمنوعات

“طلع ميتين أبونا”.. حكاية مثل شعبى يستخدمه المصريين

الأمثال الشعبية موروث ثقافى غير مكتوب وعصارة حكمة الأجداد الشفيهة

طلع ميتين أبونا أحد الأمثال الشعبية  التي تعد بمثابة تاريخ غير مكتوب للشعوب، وموروث ثقافى  وتاريخى للمجتمعات

بجميع فئاتها وانتماءاتها، فهى حكمة الأجداد الشفهية، التى تتناقلها الأجيال المتعاقبة، وغالبا تصلح لكل زمان ومكان.

والأمثال لا تقتصر على شعوب دولة بعينها، ولكن تتناقشلها شعوب الإقليم الجغرافى، نظرا لقربها أو تجانسها، أو ما قد يربطها

من علاقات تجارية أو اجتماعية.

إقرأ أيضا: مدرس يعود من الموت بعد 4 أشهر على دفنه

إقرأ أيضا: 8 جنيهات زيادة سنوية ..شركات المحمول تبدأ تحصيل الضريبة

طلع ميتين أبونا“.. مثل شعبى ينتشر فى مصر والسودان وغالبية الدول العربية، ولكن كثيرون لا يعرفون أصل هذا المثل،

الذى تعود قصته إلى دولة السودان، قبل قيام الثورة المهدية، حيث كانت التقاليد والأعراف المتبعة فى السودان آنذاك أن يتم

دفن كبير العائلة داخل المنزل، فإذا أراد مالك المنزل بيعه فيكون أمام خيارين، الأول يتمثل فى القيام باستخراج جثة كبير

العائلة من المنزل، لكى يبيع المنزل بسعر مرتفع، ولكن هذه العملية صعبة نفسيا، وقد تكون مكلفة ماديا، أو أن يلجأ صاحب

المنزل إلى الخيار الثانى والذى يتمثل فى عرض المنزل للبيع بـ” الميت” وهذا أكثر صعوبة نفسيا، كيف يترك كبير العائلة فى

منزل آخرين، وعندما يريد زيارته  ماذا يفعل، فضلا عن أن ثمن المنزل سيكون أقل بكثير لأنه يوجد به ميت.

إقرأ أيضا: #صورة_بتتكلم..سر عجوز زارت مصر قبل 115 عاما وبكت علي قصر وحديقة

 

طلع ميتين أبونا  وعبدالله التعايشي

وعقب قيام الثورة المهدية، وتولى الخليفة عبد اللى التعايشى، الشهير بـ عبد الله تورشين، الذى تولى الحكم خلفا للخليفة

محمد أحمد المهدى بعد وفاته عام 1885، قرر التعايشى إلغاء عادة دفن الموتى داخل المنازل لمخالفتها تعاليم الدين

الإسلامي، وقرر ” يطلع ميتين” أم درمان، ودفنهم فى مقابر خاصة بالمسلمين، ومراعاة منه لكبار شيوخ الصوفية، قام بتحويل

بعض منازلهم لمقابر علشان ميصحش ” يطلع ميتينهم” .. وظلت منازل مشايخ الطرق الصوفية مقابر لهم مثل الشيخ حمد

النيل وأحمد شرفى والبكرى وغيرهم، وتم تعميم التجربة، كما قرر الخليفة تعميم التجربة فى الخرطوم ” وطلع ميتينهم”

حتى تم تعميم التجربة فى ربوع السودان ” وطلع ميتين السودان كله”

يذكر أن عملية دفن الموتى داخل المنازل فى السودان كان عرفا متبعا فى ربوع البلاد وتقاليد صعب تغييرها بالنسبة للعامة،

فاستنكر السودانيون تغيير هذا التقليد وقالوا ” كيف يعنى يطلعوا ميتنهم”؟، وظل المصطلح حتى الآن يستخدم للتعبير عن

سلوك غير مقبول، يعنى الواحد يقول مثلا الجماعة دول طلعوا ميتينا أو طلعوا ميتين أبونا.. يعنى أجبرونا نعمل حاجة مش

عايزين نعملها.