منوعات

فرعون محارب من طراز رفيع ونبوءة نفرتيتي أضفت الشرعية علي حكمه..عالم أثار يكشف الحكاية

>> ملك أسس الأسرة الثانية عشرة وأعاد مصر للمجد والثراء والرخاء وتم اغتياله على أيدي حرسه الخاص

 

علاء الدين ظاهر

 

كشف عالم الأثار الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الأثار بمكتبة الإسكندرية حكاية أحد أبرز ملوك مصر عبر التاريخ،وهو أمنمحات الأول الفرعون القادم من الجنوب المصري العريق،وهو أول ملوك الأسرة الثانية عشرة التي تعتبر قمة مجد عصر الدولة الوسطى، الفترة الذهبية الثانية بعد عصر الأهرامات في الدولة القديمة،وأغلب الظن أن هذا الملك كان الوزير أمنمحات الذي قاد حملة إلى منطقة وادي الحمامات في عهد سلفه مونتو حتب الرابع، والذي ربما كان شريكه في الحكم.

اقرأ أيضا| مسئول ترميم أثار مصر عن المسلة والـ4 كباش:وجودها في التحرير دليل علي كفاءة المرمم المصري..فيديو وصور

اقرأ أيضا| باحث:النقود وثائق تاريخية يصعب الطعن فى صحتها

 

الأعمال الأدبية و نبوءة نفرتيتي

 

ولا ينتمي أمنمحات الأول إلى الدم الملكي. وهناك عدد من الأعمال الأدبية التي تعتبر دعاية سياسية له لإضفاء الشرعية على فترة حكمه مثل نبوءة نفرتيتي   و”تعاليم أمنمحات”. وتأثر في العمارة بأهرامات الدولة القديمة خصوصًا أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة. وقام بنقل العاصمة من العاصمة القديمة طيبة (الأقصر الحالية) إلى “إثت تاوي” (أي القابضة على الأرضين) وتم دفنه في هرمه في منطقة اللشت في الجيزة.

 

اقرأ أيضا| شكوي وحيدة تلقاها وزير السياحة والآثار من زوار قصر البارون..ما هي؟

اقرأ أيضا| وزير السياحة والآثار يتفقد متحف المركبات الملكية وترميم مقتنياته..صور

اقرأ أيضا| علي طريقة إدي العيش لخبازه..العناني: الإحتفاليات في قصر البارون ستكون في الحديقة والسطح فقط

 

معارك بحرية

وشهدت بدايات حكمه توترًا سياسيًا كبيرًا وصراعات عدة. وكانت هناك معارك بحرية قام بها أحد رجاله المدعو خنوم حتب الأول وأحرز فيها نصرًا مؤزرًا. وذكر هذا الموظف أن مصر قامت بحملات عسكرية عدة في الشمال والجنوب من أجل استعادة هيبة الدولة وبسط السيادة على مناطق نفوذ وممتلكات مصر. وقام جلالة الفرعون أمنمحات الأول بتدعيم أواصر حكمه والحفاظ على مؤسسات الدولة والعودة للدولة المركزية الأصيلة. واتخذ هذا الفرعون لقبًا مميزًا ضمن ألقابه الخمسة وهو “وحم مسو” بمعنى “معيد الميلاد أو النهضة” للأرض المصرية حيث قام بالعودة إلى أمجاد عصر الدولة القديمة حيث كانت الأهرامات العظيمة والمدارس الفنية العريقة.

 

اقرأ أيضا| 20 صورة للسياحة العائدة ووفود خلال أيام من سويسرا وبيلاروسيا

اقرأ أيضا| 30 صورة و 10 معلومات من أول يوم زيارة في قصر البارون

اقرأ أيضا| قصور وبنوك وسفارات..التراث المعماري لعائلة البارون في أوروبا بلمسة مصرية

 

 

غير أن أسوأ ما شهدته نهاية عهد هذا الفرعون هو تعرضه لمحاولة اغتيال أدت إلى مماته. ودليلنا على ذلك عملان أدبيان شهيران هما: تعاليم أمنمحات وقصة سنوهي. والنص الأول نصائح وجهها الملك الأب إلى ابنه وولي عهده سنوسرت. ولعل أهم ما جاء فيها تحذيره له من أن يثق في أتباعه، وطلب منه ألا يتخذ من أحد صديقًا. ويخبر ولده بما حدث له من اغتيال قائلاً إنه أثناء منامه بالليل، تم رفع الأسلحة على الملك من رجاله، فكان الملك أشبه بثعبان في الصحراء. وحاول المقاومة. وكانت هذه محاولة للاعتداء على حياته من حرسه الخاص بحسب نبوءة نفرتيتي .

 

اقرأ أيضا| أستاذ أثار:إفتتاح قصر البارون يوم تاريخى عظيم وسعيد لمصر

اقرأ أيضا| تفاصيل تطوير البارون..حول مصر الجديدة من صحراء لمدينة عمرانية

 

 

مقاومة الخونة

 

ولم يكن هناك سلاح بيد الملك، فلم يستطع مقاومة هؤلاء الخونة. ولا يوجد شجاع بليل بمفرده، دون سلاح، ودون معاون. ولقد حدث هذا الاعتداء على حياته لأن ابنه سنوسرت لم يكن معه، ولم تكن تسمع الحاشية بهذا، ولم يكن يخطر هذا بذهن الملك إطلاقًا، ولم يكن يعلم بخيانة هؤلاء الأتباع. ويؤكد هذا النص اغتيال الفرعون بواسطة حراسه، بينما كان ابنه وولي عهده سنوسرت (سنوسرت الأول بعد ذلك) يقود حملة عسكرية في لبيبا. وتعبر قصة سنوهي عن موت الملك أمنمحات الأول بشكل رمزي أدبي يعكس عظم أدب الدولة الوسطى، العصر الذهبي للأدب في مصر الفرعونية.

 

أمنمحات الأول ملك محارب من طراز رفيع أسس الأسرة الثانية عشرة وأعاد مصر للمجد والثراء والرخاء، وتم اغتياله على أيدي حرسه الخاص، فلم يكن جزاؤه من جنس عمله الطيب لبلده العظيم: مصر بحسب نبوءة نفرتيتي .