سلايدرمنوعات

الغرب مستمر في خرافاته عن الآثار المصرية..وعالم مصري يتصدي لتفنيدها

ما انفك علماء الغرب ينسجون من خيالهم المريض قصصاً واهيةً حول آثار مصر وقدماء المصربين بعد أن فشلوا في نظرياتهم

وحكاياتهم التي حيكت حول نظرية وطريقة بناء الأهرامات علي يد كائنات فضائية Aliens ،وقد تصدي لتفنيد هذه الخرافات

الدكتور مدين حامد خبير الآثار ومدرس ترميم وصيانة المخطوطات والوثائق بكلية الآثار جامعة الفيوم

 فقد زعموا مؤخراً بأنهم قد توصلوا إلي سرٍ لم يكن معروفاً من قبل بفرضيةٍ جوفاء مفادها أن علة بناء الهرم الأكبر للملك خوفو

من الدولة القديمة Old kingdom لم تكن لاحتواء مومياء الملك وأثاثه الجنائزي كأحد أعظم القبور في العالم حتى وقتنا هذا ،

بل ومن وجهة نظرهم الباعثة على السخرية – وفي سبقٍ جديد بمقال جديد نشرته إحدي الصحف مؤخراً- لإنتاج الطاقة

الكهربائيةElectric energy  ، لأسباب شملت ¬– وفق نظريتهم – :

–           عدم شمول حجراته على نقوش أو مومياوات أو توابيت.

–           استخدام الجرانيت والحجر الجيري الدلوميتي.

–           العثور علي أسلاكٍ نحاسية بالغرفقة المغلقة من الهرم والمعروفة بغرفة الملكة .

–           مرور نهر النيل سلفاً بجانب الأهرامات وانتقال الماء أعلي الهرم بالخاصية الشعرية Capillary property.

–           أن مفتاح الحياة لدي قدماء المصريين يشبه تماماً المصباح الكهربائي Electric Lamp .

–           أن التلوين والطلاء بالذهب يتطلب طاقة كهربائية لإسالة الذهب.

وقبل الرد علي مزاعمهم تلك وتحليلها فالسؤال هنا هل لتشويه خرطوش خوفو قبل أكثر من سنة من الآن علاقة بهذا النسج

غير المستندِ لتأصيلٍ علمي؟؟؟، وهل مراكب الشمس التي عثر عليها بجوار الهرم قد خصصت لأخذ جولة بالطاقة الكهربائية

مثل لعب الأطفال مثلاً ؟؟؟ ، وفي ماذا يختلف الهرم الأكبر عن بقية الأهرامات التي بنيت قبله وبعده سوي اختلاف الحجم

وتعديل طفيف علي التصميم؟، والتي يعلم القاصي والداني علة تشييدها كقبور وللدفن فقط ، لاريب في ذلك!!، وهل

لاستخدام الروبوت في دراسة الهرم من قبل بعض الحالمين في السني القليلة المنصرمة علاقة بذلك أيضاً؟ كما حدث حيال

مقبرة الملك الشاب “توت عنخ آمون” وتوهموا بوجود مقبرة الملكة “نفرتيتي” زوجة إخناتون أو أمنحتب الرابع خلف أحد جدرانها

بدعوي أنه أمه دون اعتبار لوجود التصوير الجداري الذي يملأ صفحة الجدار كقرينة علي ضيق أفقهم….إلخ.

ورداً علي ماسبق فلم يخل الهرم الأكبر من النقوش بدلالة تشويههم لخرطوش الملك منذ فترة ، كما أنه لم يخل من التوابيت

كما زعموا وإلا فإن التابوت الضخم الموجود بداخل الهرم لا يخص الملك ، حتي أنهم عادوا ثانيةًً وفي نفس الدراسة بما يفضح

مخططهم هذا بأن التوابيت الموجودة داخل الهرم تعمل مع الماء الصاعد علي خلق مجال وطاقة

كهرومغناطيسيةElectromagnetic energy وكأنهم في غفلةٍ لأنهم يكذبون.كما أن توفر معدن وحجر الدلوميت (كربونات

الكالسيوم والماغنسيوم CaMg(CO3)2 ) Dolomite في تركيب الحجر الجيري المستخدم لبناء الهرم مع مرور مياه النيل تحت

الأهرامات والأسلاك المعدنية النحاسية لايعني توفر الوسائل اللازمة لإنتاج الكهرباء نظراً لتبنيهم فكرة خلية التحلل

الكهربي Electrolysis Cell والأقطاب السالبة والموجبة لأنهم بهذا يعكسون النظرية فالطاقة الكهربائية لازمة لعمل خلية

التحلل تلك وليس العكس فهي لاتنتج الكهرباء، وتستخدم في أغراض عدة كالطلاء والمجال الطبي والتعدين وترميم وعلاج

مواد الآثار كما فعل مع تمثال الملك ببي الأول النحاسي بالمتحف المصري وفي علاج الأكسدة والتحلل المائي الحامضي في

المخطوطات وغيرها، وإنما هو من سبيل الخلط والجهل، بل هل كان المصريون القدماء قبل 5000 عام على دراية بفكرة

استخدام ماء النيل لتشغيل تربونات توليد هذه الطاقة كون النيل قد كان يمر بجوار أهرامات الجيزة آنذاك

وفيما يتعلق بمفتاح الحياة” علامة العنخ” فما علاقته بهذا التصور الحالم ، ولم التعجب؟ فآخرون قد تخيلوا في أحلامهم أن

بعض مفردات وحروف الهيروغليفية قد كانت ترمز إلي معرفة قدماء المصريين بالأطباق الطائرة بل وصناعة الطائرات والمدافع

!!!!!؟؟؟؟؟، كما لايحتاج الذهب عند إذابته أوإسالته إلي طاقة كهربائية كما يدعون ، فهل من شكل تماثيله من البازالت

والديوريت والجرانيت فضلاً عن المسلات ، ومن قام – وباحترافية عالية- بعملية التحنيط Mummification ، وحرق الفخار ،

وتشييد الصروح العظيمة من المعابد والأهرامات التي يتغنون بها تصعب عليه عملية حل الذهب وإسالته

Melting and liquefying gold السهلة واليسيرة والتي يعرفها الجميع.

لكن فيما يخص مسألة زهاء الألوان علي جدران المقابر فهي مسألة تعود إلي درجة الحفظ في المقبرة وتوفر مسببات التلف

من عدمه مثل الكائنات الحية الدقيقة Micro-Organisms والتي كانت سبباً في نشأة مفهوم لعنة الفراعنة علي أيديهم ،

وكان بطلها أحد أنواع فطرعفن الخبز وهو Rhizopus Pilz السام جداً بعد تمزق حافظته الجرثومية وانتشار جراثيمهSpores  في

الهواء ليستنشقها مرتادو المقبرة، فضلاً عن أكسجين الهواء الجوي ودرجات الحرارة والرطوبة اللازمة جميعها لتتمة سلسلة

من التفاعلات الفيزيوكيميائية المسئولة عن تلف هذه الملونات، فلا تلف دون مسببات ، كم أن بعض الآليات المذكورة ليست

سبباً للتلف إلا إذا تذبذب مستواها علواً وانخفاضاً أو اقترن بفعل عامل أو محفز آخر.

ولا عجب في ذلك كله ، فهم من أنطق مومياء أحد الكهنة ويدعي “نسيامون” في تجربة مثيرة منذ فترة قصيرة ، وهم من

استنسخ صورة لمومياء رمسيس الثاني وشغلوا العالم بها بحجة أنه استنساخ لوجه “فرعون” موسي عليه السلام ، إضافة

إلي بوق الحرب لتوت عنخ آمون ، مصحف برمنجهام ، بردية زواج السيد المسيح عليه السلام ، فهم فقط يبحثون عن مواطن

الإثارة للعالم القديم ، فكلنا يفتش عن ماضيه ليفخر به أو ينساه حسب حاله، وبالطبع لن ولم يجدوا أفضل من أم الحضارات-

الحضارة المصرية القديمة-  ليبحروا في جنباتها .

الفكرة التي تبناها هؤلاء محض افتراء وبعث لمواطن الإثارة بشأن أفضل وأعظم بناء عرفته البشرية ….إن استطاع هؤلاء شغل

العالم بفرضياتهم اللاعقلانية هذه فإنهم بهذا ينسفون فكرة بناء الأهرمات كقبور لدفن المصريين القدماء ……خيال مريض

وعقول خربة لا تفهم ، احذروا هؤلاء فهم يؤسسون لآراء تفرغ حضارتنا من مضمونها واسهامات لقادمين من الفضاء في بناء

أصولها وقطع الصلة بين الحفيد وجده وهي مآرب ابتغاها هؤلاء شكلا وموضوعا وسخروا لها الغالي والنفيس وعلي كل

الأصعدة.