د.رحاب الرحماوى تكتب: الكون والمادة المظلمة (4)

يبدو الكون الآن أكثر غموضا عما كان متوقعا، ففي عام 1920م تأكد العلماء أن الكون في حالة توسع مستمر، وصدق رب العزة فقد قال سبحانه ” وإنا لموسعون”، وبذلك تحطمت فكرة ثبات الكون، واكتشف العلماء أخيرا أن المادة المعروفة والمكونة للكون من مجرات ونجوم وكواكب وإنسان لا تزيد عن 5% من مجموع مادة الكون، وبهذا المفهوم الجديد يواجه العلماء تحديا كبيرا في الإجابة على هذا السؤال : ماهي مكونات الكون إذن؟

وبدأ الفيزيائيون البحث في كل اتجاه محاولين الإجابة على هذا السؤال المحير إلا أنهم قد تمكنوا حتى الآن من معرفة أن المادة المرئية التي يمكن مشاهدتها سواء المعروفة، أو التي يمكن مشاهدتها بالتليسكوب لا تزيد عن 5% كما استنتجوا أن قوى الجاذبية متولدة في هذا الكون من شكل أخر من المادة المظلمة – لم تكتشف حتى الآن إلا أن المؤشرات والدلائل تؤكد وجودها فهي المسئولة عن تشكيل بنية هذا الكون، ويقدرون أن هذه المادة الغريبة العجيبة قد تكون حوالي 35% من مادة هذا الكون أي ما يعادل خمسة أضعاف مادة الكون المرئية وأطلقوا إسم المادة المظلمة.

أي أننا الآن نعرف أو نكاد أن 30% من مكونات الكون هي مادة مرئية بنسبة 5% ومادة مظلمة بنسبة 25% غير أن هذا الوجود الغامض للمادة المظلمة يتضاءل مقارنة بغموض آخر أشد وهو الطاقة المظلمة التي تشكل 70% من بناء الكون هي نوع من قوى الجاذبية المضادة تجعل الفضاء يتوسع باستمرار وتشير كل الدلائل أن هذه الاستنتاجات صحيحه “إنا لموسعون ” صدق الله العظيم.

أي أن مادة الكون المعروفة + الغامضة المظلمة تشكلان 30% فقط من مادة الكون وما تبقى هي القوى المضادة للجاذبية والغامضة التي أطلقوا عليها إسم الطاقة المظلمة إنها لغز جديد من ألغاز الكون الذي يكون الظلام فيه نسبة 95% والمرئي 5% فقط فسبحانه القائل في سورة يس ” وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ” ولنفهم هذه الآية فنتصور أن عندنا (ذبيحة) نقوم بسلخها أي نفصل جلدها عن اللحم فنجد أن جلد الذبيحة يمثل 5% وجسمه يمثل (95%) ومعنى ذلك أن النهار (النور) في الآية يمثل (5%) وهي المادة المرئية وبقية الجسم يمثل المادة المظلمة وكلها لا ترى وتمثل 95% والنهار أو الجزء المرئي يمثل 5% وهو بمثابة الجلد الذي يحيط بالجسم ويتم سلخه وإزالته فيتبقى الجسم وهو الظلام فسبحان الله الخالق الأعظم. فهل هذه الآية تفسر مكونات الكون بهذه العبقرية في سطر واحد في القرآن الكريم !! إنها آية معجزة من آيات الله التي لا تحصى في قرآنه الكريم والله أعلم.

الوسوم