سلايدرمنوعات

حج وتجارة وثروة معدنية..أسرار دروب الصحراء الشرقية في دراسة أثرية غير مسبوقة

نجح الباحث محمود توني شعبان كامل في كشف أسرار وخبايا تاريخية كثيرة عن الصحراء الشرقية،وذلك من خلال رسالة ماجستير ناقشها في قسم الآثار الإسلامية بكلية آثار جامعة الفيوم بعنوان” خانات الطرق البرية فى صحراء مصر الشرقية”دراسة آثارية حضارية”،وحصل علي الماجستير بتقدير “ممتاز”.

دراسة غير مسبوقة

الدراسة التي قام بها الباحث تعد مسبوقة وفريدة ولم يتناولها أحد من قبل،حيث تدور حول خانات الطرق البرية الباقية في صحراء مصر الشرقية،حيث أن خانات الطرق أو غيرها لم يتناولها أحد بالدراسة من قبل،وخانات الطرق البرية الباقية تقع علي إمتداد الدروب والمسالك البرية المختلفة داخل بطون الصحراء الشرقية.

حيث كانت الطرق والدروب البرية بصحراء مصر الشرقية شرياناً للحياة التجارية في مصر،منذ عصور ما قبل الأُسرات وحتي القرن التاسع عشر الميلادي، بالإضافة الي أنها كونها كانت تُمثل دروباً هامة لقوافل الحجاج في العصر الإسلامي.

مناجم الذهب المنتشرة هناك

بالإضافة الي أن هذه الطرق كانت مصدراً هاماً من مصادر الثروة المعدنية للدولة المصرية، بما إحتوته من مختلف أنواع المعادن النفيسة،ولعل أبرزها معدن الذهب الذي يستخرج من مناجم الذهب العديدة المنتشرة علي إمتداد تلك الدروب والمسالك البرية،وكذا مختلف أنواع الأحجار الصلبة وخاصة الجرانيت والرخام،والحجر الجيري والحجر الرملي والبازلت وغيرها من الأحجار الأخري.

وتجدر الإشارة الي أن خانات الدراسة ظلت دفينة الصحراء الشرقية، ولم تحظ بأي دراسات سابقة متخصصة عن تلك الخانات في العصر الإسلامي، بالإضافه الي أنه لم يتعرض أحد من قبل للكشف عن هوية تلك العمائر بشكل دقيق والكشف عن أسرارها وتخطيطاتها، ووظائفها في العصر الإسلامي, وما طرأ عليها من أعمال تجديد أو ترميم في العصر الإسلامي.

وبالرغم أن الخانات في المدن قد نالت منها معاول الهدم، إلا أن مواقع خانات الدراسة في الصحراء الشرقية قد لعبت دوراً هاماً في الحفاظ عليها،حيث ظلت لقرون وعقود في منأي عن الزحف العمراني والخراب والدمار البشري،ولكن للأسف لم تكن في منأي من المخاطر والكوارث الطبيعية.

قال الباحث:لعل من أسباب إختياري لهذا الموضوع الكشف عن الهوية الحقيقية لتلك العمائر الأثرية،والتي ظلت لفترة طويله من الزمن بعيدةً عن أعين الباحثين والمتخصصين في الأثار الإسلامية،ولم تحظ بأي إهتمام أو دراسة بحثية متخصصة،بالإضافة الي تصحيح بعض الروايات الخاطئة والمرتبطة ببعض المواقع الأثرية،بجانب التأريخ الصحيح لتلك العمائر والإضافات والتجديدات التي طرأت عليها في العصر الإسلامي بشكل صحيح وموثق.

بالإضافه الي لفت إنتباه القائمين علي إدارة وزارة الآثار نحو تسجيلها ورعايتها،وإدراجها على خريطة العمارة الإسلامية بصحراء البحر الأحمر،خاصةً أنها تمثل نوعية فريدة من العمارة الإسلامية داخل مصر،بالإضافة الي حماية تلك المواقع من رياح التنمية القادمة، والتى قد تعصف بها وخاصة من خلال مشروع المثلث الذهبي بين( سفاجا – القصير– قنا)،والذي أوشك علي دخول حيز التتفيذ،حتى يتسنى للقائمين علي إدارة محافظة البحر الأحمر ومحافظة قنا أن يتلاشوا تلك المواقع الأثرية عند تخصيصهُما لأى مساحات في الصحراء الشرقية في أي مشروع من مشروعات التنمية المستقبلية.

علاء الدين ظاهر