مقالات

د. هشام ماجد يكتب عن : ” العقم النفسي .. الحلم بين العلم والواقع “

الحالة النفسية تلعب دورًا مهما في نسبة نجاح الحمل، فالاضطرابات النفسية عند المرأة قد تنعكس على سلامة الأجهزة المختصة بالإنجاب، وتؤدي إلى اضطرابات في الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية، وتؤثر على عملية التبويض، وتعمل على اختلال عمل المبايض، ويعمل هذا الضغط أيضا على ارتفاع نسبة هرمون “البرولاكتين” وبالتالي يتحكم في التبويض، كما أنه استجابةً للضغط  النفسي يتم إرتفاع مستوي الكورتيزون الذي يعمل على حدوث تشنجات في قناة فالوب والرحم، مما قد يعيق ثبوت الجنين في الرحم في حاله الحمل ، ويلعب الضغط النفسي والقلق دورا كبيرا على ضعف الجهاز المناعي في الجسم، فيؤثر على عملية ثبوت الجنين في الرحم كما أن تأخر الحمل قد يكون ناتج عن أسباب تفكر بها المرأة وتُخيفها، فمثلا إن كان لديها طفل يعاني من تشوهات وتخاف أن يكون مولودها القادم أيضًا مشوهًا، وإن توفِّيَ للمرأة جنين داخل رحمها بعد اكتماله، وإن كان للمرأة طفل يعاني من متلازمة داون أو اعاقه عقليه ، وإذا كانت تعاني من إجهاضات متكررة، وإن تأخّر الحمل لديها دون سبب عضوي يمنعها من الحمل، أو كانت علاقتها مع زوجها أو أهل الزوج سيئة، أو واجهت موقفًا سلبيًّا أثّر على حياتها، كل هذه الحالات تؤثر على نفسية المرأة وتعمل على اختلالات في الهرمونات وتكون هنا التوصيات في التأهيل النفسي للزوجه والإسترخاء والتخلص من القلق والخوف والتوتر، وأيضا من المهم دور الزوج ومساندتها في هذه المشاعر حتى تتجاوز المحنة التي تمر بها، وإن تطلّب الأمر فزيارة طبيب نفسي للفحص النفسي ووصف العلاج النفسي الآمن تماما بالإضافة الى عمل جلسات علاج نفسي تخفف عنها المشاعر التي تشعر بها، كما آن الدراسات النفسية أظهرت أن النساء اللواتي راجعن العيادات النفسية لهذا السبب قد زادت لديهن نسبة الإخصاب وفرص الحمل. ومن الأساليب العلاجية النفسية المتبعة أساليب سلوكية مثل التثقيف الطبي النفسي والاسترخاء وتمارين التنفس العميق، وحل الصراعات النفسية، والمشكلات الزوجية، أو التخفيف منها وتصحيح طرق التفكير الخاطئة من خلال العلاج السلوكي المعرفي، وأيضًا زيادة تقدير الذات والتوافق معها ، إضافة إلى الغذاء المتوازن والتمارين الرياضية.
وفي دراسات وأبحاث عديدة، أظهرت النتائج أن النساء اللواتي يتعرضن لدرجات عالية من الضغط النفسي تكون فرص الحمل لديهن أقل بكثير من النساء الأخريات، وأن النساء ذوات مستويات التوتر العالية قلّت فرصهن في الحمل بنسبة تصل إلي ثلاثون في المئة عن غيرهن من النساء ذوات مستويات التوتر المنخفضة لذلك فالصحه النفسيه للفرد والمجتمع ليست رفاهية ولكنها أساسية في جميع نواحي الحياة بما فيها تأخر الحمل وأن العلاج النفسي للقلق والاكتئاب والتوتر المبكر يزيد من فرص الحمل.

الطبيب النفسي والمحاضر الدولي.