منوعات

الأزبكية حي القصور والتسلية المثيرة..أمير مملوكي أنفق 200 الف دينار لإنشائه وعبر 600 عاما كان سكن الأمراء والبكوات 

تاريخياً سميت المنطقة بهذا الاسم نسبة إلى الأمير المملوكي أوزبك

هل فكرت في يوم ما أنه وراء إسم الحي أو المكان الذي تسكن فيه تاريخ كبير وحكايات مثيرة؟.. إذا كانت الإجابة نعم فهذا شيء جيد وانت علي علم واطلاع،اما إذا كانت الإجابة لا ندعوك للبحث ربما تكتشف انك تسكن في حي عريق تاريخياً مثل الأزبكية،ولتقرأ ما هو آتي لتعرف حكاية هذا الحي العريق.

أمراء المماليك

كشفت دراسة علمية مهمة قامت بها هدير الشافعي الباحثة والأثرية في وزارة السياحة و الأثار أن الأزبكية كانت هي منطقة السكن المفضلة للأمراء وبكوات المماليك على مدى 600 عام حتى الحملة الفرنسية على مصر 1798، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأمير المملوكي (أوزبك) الذي تحمل منطقة الأزبكية ومن قبلها البركة أو البحيرة اسمه.

وكان الأتابك أزبك إبن ططخ ساكنًا بقرب هذه المنطقة فخطر له أن ينشئ مناخًا لخيوله وجماله – وأن يعمرها، فحرث الأرض وحفر الكيمان ومهدها، وحدد حفر البركة، وعَمر قنطرة خليج الذكر، وبنى رصيفًا محيطًا بالبركة، وبلغ ما صرفه على عمارتها مائتي ألف دينار، ثم شرع الناس يبنون على حافة هذه البركة القصور الفاخرة والدور العالية، ولازالت العمارة تتزايد حتى سنة (1495)، وأنشأ هذا الأمير جامعًا وهذا الجامع كان مكانه بالقرب من مدخل شارع الأزهر وأزيل ضمن ما أزيل في تنظيم ميدان العتبة الخضراء.

شوارع ضيقة

وقد اتفق أكثر الرحالة الذين زاروا مصر في العصر العثماني أن شوارع القاهرة كانت ضيقة وكثيرة التعريج، وكانت أطولها الشارع الموصل بين باب الحسينية إلى باب السيدة نفيسة وطوله 4624 متر، ولم يكن بالقاهرة سوى 4 ميادين فسيحة هي ميدان قرة ميدان تحت القلعة وميدان الرميلة بجواره وميدان بركة الفيل (بركة الفيل نفسها) وميدان الأزبكية (بركة الأزبكية نفسها).

وبقيت القاهرة هكذا على نفس المساحة إلى عام 1213هـ – 1798م عند وصول الحملة الفرنسية بقيادة بونابرت،وقد قاموا بقياس سور المدينة فوجدوه 24 ألف متر وبه 71 بابًا، منها ما هو داخل القاهرة في السور القديم، ومنها ما هو في السور المحيط بها.

بوابات وحارات

ولم تتغير مساحة القاهرة في القرن التاسع الهجري، وإن ظل أطول شوارعها هو ذلك الواصل بين بوابـة الحسينية إلى بوابة السيدة نفيسة وطوله 4614 متراً، وكانت مساحة المدينة القديمة بما فيها الميادين والحارات والشوارع والمباني 1948 فدانًا، منها 1716 فدانًا هي المساحة المشغولة بالمباني والمنازل، منها 232 فدانًا مشغولة بالشوارع والحارات والميادين.

ومن البداية اهتم الرحالة الفرنسيون بزيارة الأزبكية وقد اعتبروها “من أجمل مناطق القاهرة، تنتشر فيها الأشجار الجميلة، وبها شوارع جميلة، مساجدها مزينة”،وهـذا ما ذكره فرمينال Fermanel وهو زار مصر عام 1631م. وعندما تمتلئ بركتها بالمياه يركب السكان المراكب ويتنزهون فيها.

وسائل التسلية

وذكر ليو الأفريقي أن سكان القاهرة يجتمعون في ساحة الأزبكية بعد الصلاة، حيث يجتمع فيها المشعوذون الذين يقومون بترقيص الجمال والحمير والكـلاب كذلك يجتمعون فيها المتبارزون بالسيف والترس والعصا وغيرها من وسائل التسلية.

وقد تعرضت أحياء القاهرة للتخريب نتيجة ثورتي القاهرة ورد الفعل الفرنسي لهما إلا أنها رممت بعد ذلك، وأدخل الفرنسيين بعض التنظيمات الإدارية على القاهرة لتقسيمها إلى ثمانية أقسام وتوسيع بعض شوارعها وشق شوارع جديدة وادخال العادات الصحية للمدينة من نظافة وتجميل.

علاء الدين ظاهر