مرشد سياحي صور فيديو وكانت المفاجأة..زيوت تحنيط سائلة منذ آلاف السنين في المتحف المصري بالتحرير
يضم المتحف المصري بالتحرير كنوزا كثيرة تخفي وراءها حكايات وأسرار مثيرة،ومنها قطعة أثرية نادرة عبارة عن قدر فخاري
من معروضات المتحف ربما يحمل سرا جديداً من أسرار المصريين القدماء
القدر انتشر فيديو له خلال الأيام الماضية،سجله أحد المرشدين السياحيين ويدعي حازم وهو مرشد إيطالي في جولة له
بالمتحف،وقد ظهر القدر في الفيديو وتتساقط منه قطرات سائل أصفر اللون،مما أثار إعجاب وتعجب المرشد السياحي، والذي
التقط الفيديو وأرسله إلى عدد من المتخصصين في الآثار والتاريخ.
بسام الشماع خبير المصريات المعروف شاهد الفيديو وأرسله إلى الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى
للآثار، لإبداء الرأي العلمي في ما يتضمنه،وبدوره كشف وزيري سر هذا الإناء وقال أنه اكتشف في منطقة شيخ عبد القرنة
بالأقصر ويرجع لعصر الأسرة ١٨،وتمت معالجته وتقويته من قبل كما تم فحصه بأشعة الإكس راي منذ عدة سنوات.
مواد تحنيط
وتبين بالفحص أنه يحوى مواد تحنيط، ونظرًا لخاصية الفخار المسامية، ولكمية الزيوت النباتية الكبيرة التي كانت تستخدم في
التحنيط فإن المادة تتقاطر من خلال مسام الإناء في درجات الحرارة المرتفعة وسوف يتم نقله لإدارة الترميم لعمل التقوية
اللازمة له وحفظه في مكيف الهواء.
وقال الباحث الأثري والصحفي المتخصص بالشأن الأثري حسام زيدان، أن هذه القطعة الأثرية لو تم الاعتناء بها وهي على
هذا الحال،وأطلقت حملة دعائية تدعو العالم لمشاهدة سائل يتقاطر منذ آلاف السنين حتي الآن،سيحدث ذلك رواجا سياحيا
كبيرا،وعلي ما يبدو أن هذا السائل يظهر بهذا الشكل في درجات الحرارة العالية خاصة في الصيف،وهو ما نعيشه حالياً.
المرشد السياحي
وقال الشماع أن المرشد السياحي المصري هنا استطاع بعين خبيرة أن يلاحظ هذه الظاهرة، وسجلها وقام بتوثيقها
ويستحق التحية على مجهوده، كما أننا قبل أن نتحدث عن الظاهرة رجعنا إلى المصدر الرسمي، الدكتور وزيري، والذي قدم
تفسيرًا علميًا واضحًا وهو ما نشيد به.
وأشار الشماع إلى أن هذه الزيوت النباتية من الممكن عمل دراسة لها من علماء النباتات الرسميين من الجامعات المصرية،
وهل يمكن إعادة إنتاجها مثلًا، ووضعها في قوارير من نفس مادة هذا القدر، ويُكتب عليها بالهيروغليفية نوع العطر وتباع بالعالم
كله، ومعها كتالوج بعدة لغات باعتبارها أحد كنوز المتحف المصري بالتحرير .
وختم الشماع كلماته قائلًا، إن الاستجابة السريعة من الدكتور مصطفى وزيري، -وهي ليست المرة الأولى- حيث قدم
التفسير العلمي والإجراء الذي سيتبع، وهذه علامة إيجابية ملحوظة بوزارة السياحة والآثار والتي تستجيب لصالح الأثر
دائمًا،وتلك المنظومة التي بدأت بالمرشد السياحي ثم الخبراء الرسميين ثم الإعلام المهتم، تمثل دائرة تعمل بكل طاقتها
باتجاه حفظ ونشر آثارنا وتسليط الضوء عليها.