تقارير وحواراتسلايدرمنوعات

أكبر من باريس 5 مرات والسفراء الأجانب يدخلونها مترجلين..هكذا رأي الرحالة قاهرة المعز قبل مئات السنين

» من أهم المدن التي حرص الرحالة على تقديم مشاهدتهم وملاحظاتهم عنها

شهدت مدينة القاهرة  خلال القرنين الرابع والخامس عشر ازدهاراً واتساعًا عظيمًا،وكان من الممكن أن يلحظ المرء في

عاصمة البلاد  في ذلك العصر ثلاث مدن أولها القلعة وثانيها القاهرة الأصلية وأخيراً الفسطاط.

ما سبق حقيقة تاريخية ضمن حقائق كثيرة كشفتها لنا هدير الشافعي الباحثة والأثرية في وزارة السياحة و الأثار،حيث

اعتبرت القاهرة من أهم المدن التي حرص الرحالة على تقديم مشاهدتهم وملاحظاتهم عنها.

 

 

وقد أجمع الرحالة على أن حجمها فاق حجم باريس فذكر جريفان  Clément  أنها أكبر من باريس ثلاث مرات”، بينما وصفها

تينو Thenaud “بأنها أكبر من باريس خمس مرات، وأكد بالرن Palerne “أنها من أكبر مدن أفريقيا”

القاهرة الباهرة أكبر مدن العلم

وجاء وصف رحالة القرن السادس عشر مطابقًا لما ذكر حسن الوزان “بأنها القاهرة الكبرى الباهرة، أكبر مدن العلم، وأكثرها

رونقا وبهاء”،وأكد رحالة القرن السابع عشر كبر حجم القاهرة فذكر تيفنو “القاهرة أكبر من باريس”، ووصفها كوبان بأنها “أكبر

من باريس ثلاث مرات”.

وقد بنيت القاهرة أسفل جبل المقطم ولذلك فقد رأى تيفنو “أن موقعها سيء” وأن مصر القديمة “كانت أفضل لأنها قريبة من

النيل”،بينما أكد كوبان أن “موقع القاهرة أفضل من مصر القديمة”.

وقد بنى القاهرة “جوهر الصقلي” وهي محاطة بأسوار ضخمة بها العديد من الأبواب، ففي الجنوب باب زويلة وكان في الأصل

بابين قام ببنائهما قبيلة زويلة وهي من قبائل البربر.

أسوار القاهرة عالية وأبوابها ضخمة

وفي السور الشمالي باب النصر وباب الفتوح بجوار مسجد الحاكم بأمر الله،وفي الجهة الشرقية كان هناك باب القراطين

المحروق وباب البرقية وكانا يطلان على تلال المقطم،والجهة الغربية المطلة على الخليج الكبير،كان هناك باب السعادة وهو

أول أبواب السوق الغربي، وباب القنطرة أو الجسر.

ولما كان كوبان مهتما بإرسال الحملات الصليبية ضد الدولة العثمانية والشرق،فإنه قد حرص على ذكر مدى الاستحكامات في

مدينة القاهرة، فذكر “أن أسوارها قد تبدو قوية، بها العديد من الأبواب، ولكنها في الحقيقة ضعيفة التحصين”.

 

اقرأ أيضا| أنتيكخانة وجمالون وعربة الآلاي..حكاية مركبات الأسرة العلوية في متحف

 

وحتى نعرف حجم أسوار القاهرة والأعمال التي تمت بها، نقول أن بدر الجمال هدم السور الغربي 486هـ، وبنى سوراً جديداً

عرضه 10 أذرع، وبلغت مساحة القاهرة عندها 400 فدان، أي أضاف الجمالي للقاهرة نحو 60 فداناً.

وعندما شرع صلاح الدين الأيوبي في بناء سوره عام 566هـ، كان هدفه إحاطة القاهرة ومصر أي الفسطاط والقلعة بهذا

السور، وبناه بالحجارة بسبب تطور الأسلحة وجعل خلفه خندقًا، وبلغ طول السور الذي بناه 22 ألف متر أي 2932 ذراعًا.

ولم يكن الغرض من بناء تلك الأسوار الحصينة التي بنيت حول المدينة أن يبنى في داخلها عاصمة للقطر المصري، إنما كان

الغرض منها أن تكون مقراً للخليفة ورجاله وعبيده وموظفيه وقواته من المغاربة،ولم يكن العامة من أهل مصر يدخلون إليها فلم

يكن يسمح لأحد بالدخول من الأبواب بدون إذن.

بل أكثر من ذلك أن سفراء الدول الأجنبية كانوا يترجلون حينما يصلون إلى الأسوار، ثم يصلون إلى القصر في حراسة بعض

الجند،والواقع أن القاهرة كان مكانًا ملكيًا، وليست مدينة عامة، وجدرانها المرتفعة وأبوابها المقام عليها الحراس، تتمثل العزلة

والغموض الذي كان يشغف به الخليفة الفاطمي.

علاء الدين ظاهر