السلام الحقيقي والمزيف.
هناك مرحلة نفسية تمر على الإنسان إسمها “لا أعرف ، ولا أريد أن أعرف” مثل تلك التي يمر بها ملايين المتضررين من قانون الأحوال الشخصية المتسبب في حرمان الآباء والأجداد من معايشة أطفالهم ، والذي أظهر فئه مجتمعية فريده لا يوجد لها مثيل في 204 دولة هي عدد دول العالم أجمع، أسمها.. “أرامل مصر من الرجال وأبنائهم الأيتام” وهم فئة من المجتمع خسروا زوجاتهم بالوفاة والزواج مازال قائما بينهما ، وخسروا أولادهم بقانون الأحوال الشخصية الذى خالف المنطق والعقل حيث يقر بأحقية أم الزوجة بالحضانة ويحرم والده منه برغم عدم حدوث الإنفصال ليصبح الطفل يتيم الام والأب معا وهو علي قيد الحياه ، والآن وصل عددهم إلي حوالي مليون أب أرمل وحوالى 2 مليون طفل يتيم وقانون الأحوال الشخصية هو القانون المؤثر بالدرجة الأولى فى حياة الأسرة، فهو الذى من المفترض أن يدرأ الضرر الواقع على الحياة الشخصية للأفراد الذين يعانون من مشكلات متعلقة به والتى إذا لم تحل بالطريق القانونى الأمثل القائم على المراعاة التامة للحقوق والواجبات، أصبح عاملا مؤديا إلى أزمات عدة منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية وأحد أسباب التى أوصلتنا الي أرقام قياسية في التفكك الأسري حوالى “أثني عشرة مليون طفل طلاق وحاله طلاق كل ثلاث دقائق تقريبا” لذلك فهو حقا جريمة ضد أطفال الطلاق والإنسانية ، ومن يدافع عنه ويحارب من أجله ومن أجل عدم مناقشة التعديلات العلميه والمنطقية والتي لا تخالف الدين والضمير الإنساني في مجلس النواب يضع القياده السياسيه في موقف محرج ويتسبب في انخفاض شعبيتها علي الرغم من أنها لا تتدخر جهدا في حمايه الوطن وأراضيه والعمل الوطني الدائم والتضحيه بالوقت والجهد لمصالح هذا الشعب وإعلاء شأن مصر ، وللأسف هذا الوضع الخاطئ أيضا من أسباب إنتشار مظاهر السلوك العدواني كما في جرائم العنف أو القتل أو الخطف بسبب كثره القضايا والصراعات بعد الطلاق والمكتسبات الماليه ومن يدفع الثمن؟ هم أطفال الطلاق. والقانون الحالي فشل تماما في وقف نزيف الطلاق والتفكك الاسري والمجتمعي، واوصلنا أيضأ الي عنف سلبي علي النفس وعلي المجتمع وهى مرحله “لا أعرف ، ولا أريد أن أعرف” وتلك مرحله سلام نفسي مزيف ، بينما السلام النفسي الحقيقي هو ما يعرف بالحاله التي تشعر خلالها بالراحة والسكينة بحيث لا توجد أفكار أو أمور مزعجة تسيطر عليك ودائما تفكر بشكل إيجابي في أمور حياتك وعملك وأمور وطنك ويتبقي السؤال الوجودي كيف نصل لتلك المرحلة من السلام النفس الحقيقي؟
هناك عده طرق أحاول في تلك المقاله توضيحها لك عزيزي القارئ:
١- تواصل مع قوه عظمي أكبر من نفسك.
الإيمان والاعتماد على الخالق عز وجل واليقين بالقدرة الإلهية التي لديها كل الأمور وهى التي تهدينا وتضئ لنا دروب الحياة فالله قادر فوق عباده وبين طرفة عين واخري يبدل الله حالا الي حال وقادر علي أن يقول للشئ كن فيكون.
٢- إبحث عن المعنى السامي في حياتك.
وذلك من خلال التواصل مع الآخرين من خلال التطوع أو إيجاد طرق أخرى لمساعدة الآخرين وخدمتهم وقد تجد أيضًا المعنى في أنشطة أخرى ، مثل رعاية عائلتك أو أحبائك، أو القيام بأفضل عمل يمكنك في مكان عملك.
٣- تصرف بطرق تدعم قيمك ومعتقداتك.
طريقة أخرى لبناء السلام النفسي هي العمل بطرق تدعم قيمك ومعتقداتك. للتحقق من ذلك ، قم بتقييم حياتك الحالية بواقعية واسأل نفسك عما إذا كانت تتماشى مع قيمتك؟ اسأل نفسك عما إذا كانت الأشياء التي تفعلها تجلب لك السعادة والمعنى لحياتك؟
فإذا كانت الاجابة لا وجب عليك التفكير في تغير نظرتك وطريقة حياتك تغيير شامل.
٤- تخلص من الذكريات المؤلمة.
قد يكون من الصعب الحصول على سلام نفسي إذا كنت ما تزال تعاني بسبب أحداث من ماضيك يمكن أن تشمل الأحداث الماضية الصدمات العاطفية أو الإعتداء الجسدي أو الجنسي أو الأحداث المؤلمة أو البيئات المنزلية المفككة أو المهملة. كل هذه الأنواع من الأحداث يمكن أن تتركك فريسه للشعور الدائم بالذنب أو العار أو الخوف أو الاكتئاب فلا تستسلم للسيطره من الذكريات المؤلمة.
٥- انتبه لتأثير الآخرين عليك.
فكر في الأشخاص في حياتك وحاول التعرف على تأثيرهم على حالتك النفسية فهل هم علاقات إيجابية أم علاقات سلبية؟ واذا كان هناك شخص في حياتك يقوم بذلك الدور الهدام في حياتك فهو يستنزف طاقتك ويؤثر سلبًا على مزاجك فحاول التخلص من تلك العلاقة المرضية.
٦- واقعيه التفكير.
تذكر جيدا أن الماضي قد أنتهي وفقط نأخذ منه العبر والخبرات، والحاضر بين أيدينا نشكله كما نحلم فحاول أن تكون من تريد أنت وليس ما يريده الناس، أما المستقبل فهو بيد الله لا أحد يعرفه فلا دواعي للخوف أو التوتر والقلق.
٧- تعلم متي تقول لا ؟
ما أسهل علي النفس البشريه من قول كلمه نعم سوءا في الصح أو في الخطأ ولكن للوصول إلى مرحله السلام النفسي الحقيقي يجب عليك ” أن تتعلم فن الرفض وقول كلمه لا في الوقت المناسب وفي الموقف المناسب لأنك وحدك من سيدفع ثمن القبول الخاطئ .”
*كل عام والشعب المصري وجميع الشعوب العربية والإسلامية بخير وسعادة وعيد أضحى مبارك.
الكاتب / د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي والمحرر في مجله فورتشن للطب النفسي والإضرابات النفسيه الدولية.