منوعات

تاريخ من الوطنية والشرف..باحث يكشف حكاية أول جيش نظامي في العالم القديم علي أرض مصر

كان الجيش المصري القديم أقدم وأعرق مؤسسة عسكرية في التاريخ ودرعا حصينا لمصر

>> التاريخ العسكري لمصر يشهد أنها أنشأت أول جيش نظامي في العالم منذ حوالي 3200 ق.م

>> كانت الجندية بمصر القديمة في طليعة المهن التي تسبغ الشرف علي صاحبها وتميزه بين أقرانه 

 

يتسم تاريخ الجيش المصري عبر العصور المختلفة بالأخلاق والقيم التي حافظ عليها عبر السنين،وهو ما كشفه علي سرحان

باحث آثري بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي،والذي قال أنه كان لموقع مصر الجغرافي بين الوطن العربي موقعاً فريداً جعلها في

الأزمان الغابرة منعزلة عن العالم الذي يحيط بها ، ومصر أول أمة في التاريخ نمت فيها عناصر الأمة بمعناها الكامل الصحيح ،

وبعدها كانت أول دولة بالمعني السياسي المنظم ، فبالتالي إن التاريخ العسكري لمصر يشهد أنها أنشأت أول جيش

نظامي في العالم منذ حوالي 3200 ق.م ، وبفضله أنشأ المصريون أول أمبراطورية في العالم القديم وأعظم حقيقة سياسية

في الشرق الأدني القديم ، وكان الجيش المصري القديم أقدم وأعرق مؤسسة عسكرية في التاريخ ، والدرع الحصين لمصر

القديمة وحضارتها الشامخة في مواجهة كل من تسول به نفسه الأعتداء علي حدودها المقدسة .

 جيش وطني وأروع الواجبات

 

وكان الجيش في مصر القديمة يتكون من خمسة أسلحة وهما سلاح المشاه وكان يسمي ” منفتيو ” وسلاح الفرسان وكان

يسمي ” حترو ” وسلاح الصاعقة وكان يسمي ” كفعو قن ” وسلاح المركبات وكان يسمي ” وررت” وأخيراً سلاح البحرية وكان

يسمي ” غنيت “،ولكل أمة تاريخها الحربي الذي يتآلف من المعارك العسكرية المتتابعة التي حارب فيها الشعب  ويتضمن

هذا التاريخ أحوال جيوشها أو تطورها والوقائع التي خاضتها والقادة اللذين أبلوا فيها ، ولكن بعد كل هذا فقد فقدت بعض من

حلقات التاريخ الحربي فالمعارك التي خاضتها المصريون القدماء منذ فجر التاريخ  ظلت غامضة ، شأنها كطلاسم القدماء .

 

اقرأ أيضا| “الأسد محدش ياكل أكله”.. أبرز رسائل الرئيس بشأن مفاوضات ” سد النهضة”

 

ونهض الجيش الوطني منذ تكوينه بأروع الواجبات ، وصلة هذا الجيش بتاريخ مصر – وثيقة منذ آلاف عام ، فقد عاشت مصر أمة

مستقلة ذات سياده خلال معظم تلك السنين بفضل زعمائها من رجال الإدارة والجيش وبجهود شعبها الحي،وقد ساعد

الموقع الجغرافي مصر مساعده عظمي فكان من أشق الأمور واصعبها إغارة الجيران القدامي وكانت صحراء ليبيا او سيناء أو

النوبة إلي حد ما تقف عائقة أمام أي معتدي قادم عليها لقد نهض المصريون للحفاظ علي رقعة وطنهم وكانوا مدفوعين بغريزة

الحرص علي الحياه ، والدفاع عن النفس والوطن ، فانطلقت الجيوش المصرية إلي هضاب آسيا الصغري وروابي سورية ،

وبادية شبه الجزيرة والصحراء الليبية واعالي النيل في سبيل تحقيق الآمن الداخلي لمصر.

 الجندية المصرية شرف وإحترام لصاحبها

 

وكانت الجندية في مصر القديمة في طليعة المهن التي تسبغ الشرف علي صاحبها وتمنحة ميزه علي أقرانه ، وأكثر من ذلك

أن الجندي حظي بالتقدير والاحترام مثلما حظي الكاهن نفسه ، تميز الجندي بروح الوطنية التي ظلت مستأسرة بسمعتها

وقيمتها ، خلدت لنا مناظر المقابر والمعابد العديد من النقوش الآثرية صور الفتية وهم ينتقلون في صفوف مميزة وفي أفنية

التدريب والتدريب علي الرماية بالقوس والألعاب الرياضة ولعل الشاهد علي ذلك مقابر الأسرتين الحادية عشر والثانية عشر

في بني حسن والبرشا ، أرسخت الدولة في نفوس جنودها حب الوطن فجعلت الشباب يطمح فيها ويموت من أجلها وكافأت

الدولة الجندي بعشره آفدنة معافي من الضرائب حتي ظهرت المقولة “أن الجنود المصرية تمتلك ثلثي الأراضي المصرية في

عهد الملك سنوسرت الأول”.

 

 بطولات وإنتصارات الجيش المصري

 

واعتاد المصري القديم التعبير عن ذاته بأسمي صور العظمة واظهار القوة والكبرياء ، بينما درج علي تصوير اعداءه التقليديين

بشتي صور المهانة والاحتقار فنجده يصور الأسري من النوبة ومن الآسويين علي النعال تعبيراً علي الاحتقار لكل أعداء مصر

المدهش أن المصريون المحدثون لا زالوا يستخدمون نفس الفكرة لدي تعبيرهم عن التهديد فيتوعدون بالسحق تحت أحذيتهم

لكل من يرونه خصماً أو عدواً ،  بعد غزو الهكسوس لمصر الذي استمر قرابة المائة وخمسين عاما وطردهم علي يد الملك

أحمس كان علي ملوك مصر اللذين خلفوا أحمس أن يأمنوا وطنهم بمقابلة العدو في عقل دارهم .

 

اقرأ أيضا| سنطلب من البرلمان الموافقة علي دخول ليبيا ..أبرز رسائل السيسي للقبائل الليبية

 

وهذا ما قام به الفرعون تحتمس الثالث في مواجهة المعتدين حتي نهر الفرات وهو من قال عنه وزيره “رخيمرع” أنه كالصقر

يري كل شئ ، قاد الملك تحتمس الثالث 16 حملة عسكرية علي آسيا وهو بطل معركة مجدو الخالدة ومازلت خططة

الاستراتيجية تدرس في أعلي الاكاديميات العسكرية في العالم ، أنشاء الملك تحتمس الثالث اكبر اسطول حربي وذلك من

خلال السيطرة علي الكثير من جزر البحر المتوسط وعلي الرغم من قوة وبطش الملك تحتمس الثالث أمام أعداءه فكان

نموذجاً فريداً من العطف والأخلاق فقبل أن يبدأ حروبه وغزواته اجتمعبالقاده والجنود وأصدر تعليماته ” لا تقتلوا جندياً يستسلم

ولا تقتلوا مدنيا لم يرفع السلاح ، إياكم أن تمسوا طفلا أو إمرأة بسوء ، اعطوا الطعام للجائع كي يعطيكم الرب أضعافه ، إياكم

ان ترهبوا خائفا مذعوراً فهذا لا يرضي الإله العظيم”،ونظمت صفوف الجيش بالعربات الحربية ومنظما علي مستوي وطني

ليس علي مستوي اقطاعي حيث اعتمد الملك رمسيس الثالث علي العربات في الهجوم الأول ثم يتبعها المشاه بأسلحتهم

الخفيفة .

علاء الدين ظاهر