تقارير وحواراتمنوعات

ولاء بدوي يكشف وجها آخر لـ ثورة 23 يوليو وما طلبه الملك ليحافظ علي كرامته

» كان عصر الملك فاروق به كثير من الانجازات وكثير من الاخفاقات فى الفترة التى حكمها 16 عاما،وكانت فترة صعبة على الملك الشاب وعلى مصر ايضا

علاء الدين ظاهر

قال الدكتور ولاء الدين بدوى مدير عام متحف قصر المنيل أنه انقضت68 عاما من الزمان ولا تزال علامات الاستفهام تحلق

حول ثورة يوليو 1952م وما حقيقة يوم 23 يوليو 1952 هل كان من المحتم قيامها أم كان من الممكن حل المشاكل

الاجتماعية والسياسية التى سادت فى هذا الوقت بوسيلة أخرى؟هل كان على الذين قاموا بالثورة تسليم الحكم فور

استقرار البلاد أم كان النظام الملكى الدستورى أفضل لمصر أم النظام الجمهورى؟هل كانت انجازات يوليو من تأميم القناه

وبناء السد العالى والقطاع العام ومجانية التعليم المطلقة والوحدة والإصلاح الزراعى ونسبة العمال والفلاحين فى

البرلمان كلها خير لمصر ام كانت الاثار الجانبية والسلبية أقوى ؟

عصر فاروق

اسئلة عديدة رددها المعارضون والمؤيدون على السواء ولا زالوا يرددنها…!…كان عصر الملك فاروق به كثير من الانجازات

وكثير من الاخفاقات فى الفترة التى حكمها 16 عاما  كانت فترة صعبة على الملك الشاب وعلى مصر ايضا، وهى الكلمة

الشهيرة التى قالها فاروق للواء محمد نجيب (ليس من السهل حكم بلد كمصر ) وهى الكلمات التى اثبتتها الايام  حتى

الان .

وطوال حكم فاروق تشكلت 24 وزارة على مصر وهذا يدل على صعوبة المرحلة والحراك السياسى القوى فى البلاد،

وكان نتيجته انتهاء حكم الملك الشاب بحركة الضباط الاحرار ونهاية الحكم الملكى على مصر ؛وأرغم الملك على التنازل

عن العرش لابنه الطفل احمد فؤاد والذى كان عمره حينها ستة اشهر، وفى السادسة مساء يوم 26 يوليو 1952م غادر

الملك مصر على ظهر اليخت الملكى المحروسة،ولسخرية القدر هو نفس اليخت الذى غادر به جده الخديوى اسماعيل

عند عزله عن الحكم.

وطالب الملك بأن يحافظ على كرامته فى وثيقة التنازل عن العرش فطمأنه على ماهر باشا رئيس الوزراء فى ذلك

الوقت،وذكر له انها ستكون على مثال الوثيقة التى تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه، واتصل على ماهر باشا بالدكتور عبد

الرازق السنهورى رئيس مجلس الدولة  طالبا منه تحرير وثيقة التنازل،فأعدت الوثيقة وعرضت على اللواء نجيب فوافق

عليها واقترح جمال سالم (احد الضباط الاحرار)اضافة عبارة نزولا على ارادة الشعب على صيغة الوثيقة.

نص التنازل عن عرش مصر

 

كان نص التنازل عن العرش

أمر ملكى رقم 65 لسنه 1952م

نحن فاروق الاول ملك مصر والسودان

لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغى سعادتها ورقيها ؛ولما كنا نرغب رغبة أكيدة فى تجنيب البلاد المصاعب التى

تواجهها فى هذه الظروف الدقيقة ونزولا على ارادة الشعب

قررنا النزول عن العرش لولى عهدنا الامير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا الى حضرة صاحب المقام الرفيع على ماهر باشا

رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه

صدر بقصر رأس التين فى 4 ذى القعدة 1371 الموافق 26 يوليو 1952م.

الملك فاروق يغادر إلى منفاه الاختياري

 

وغادر الملك فاروق الى منفاه الاختيارى فى روما وبعد سنوات قضاها فى الترحال من بلد لأخرى،توفى الملك فاروق فى

ليلة 18 مارس 1965م فى الساعة الواحدة والنصف صباحا عن عمر 45 عاما ؛ بعد تناوله العشاء فى مطعم (ايل دى

فرانس)الشهير بروما وقيل انه توفى نتيجة تخمة فلى الاكل وقيل انه اغتيل (بسم الاكوانتين  فى كوب عصير الجوافة

الذى كان امامه). وكانت وصيه الملك فاروق ان يدفن فى مصر فى مسجد الرفاعى مع اسلافه.

وقال بدوي:أعلم جيدا ان الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو 1952 يكون محاطا دائما حول شخص الرئيس الراحل جمال عبد

الناصر لكونه كان المسئول عن تنظيم الضباط الاحرار الذى قام بالثورة،ولكن بعد مضى 68 عاما على الثورة اردت ان نرى

جانب ووجه اخر للثورة و ان اكتب عن اول رئيس جمهورية لمصر وهو  اللواء محمد نجيب وانه لولاه لما نجحت الثورة ؛وهل

كان يستحق كل ما حدث له فى حياته.؟

اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 23 يوليو

اللواء محمد نجيب هو ضابط وسياسى ورئيس اول جمهورية لمصر بعد الملكية وهو سليل اسرة عسكرية اشتهرت

بالشجاعة والاقدام،فهو من مواليد 19فبراير 1901م بساقية معلا بالخرطوم، حيث نشأ وترعرع فيها وكان والده يتنقل كثيرا

بحكم عمله العسكرى ؛التحق نجيب بالكلية الحربية فى مصر عام 1917م وتخرج فيها فى 23 يناير 1918م ثم سافر الى

السودان 19فبراير1918م كضابط بالجيش المصرى بالكتيبة (17 مشاة)، ثم انتقل الى سلاح السوارى (الفرسان) .

وتشبع محمد نجيب بروح التمرد والثورة على الاوضاع القائمة منذ ان كان ضابطا صغير برتبة ملازم ثان فعندما اندلعت ثورة

1919م أصر نجيب على تحدى الانجليز وهم رؤساءه وسافر الى مصر سرا ليشارك فى الثورة؛ كان نجيب محبا للعلم

والدراسة فكان نابغة حصل على شهادة الكفاءة ودخل مدرسة البوليس وتخرج منها وخدم فى اقسام عابدين ومصر

القديمة وبولاق وحلوان.

ووحصل على شهادة البكالوريا عام 1923م والتحق بكلية الحقوق ورقى الى رتبة الملازم اول عام 1924م وكان يجيد

اللغات الانجليزية والفرنسية والايطالية والالمانية والعبرية ؛ورغم مسئولياته العسكرية فقد كان شغوفا بالعلم فحصل

على ليسانس الحقوق عام 1927م ودبلوم الدرسات العليا فى الاقتصاد السياسى 1929 ودبلوم القانون الخاص

عام1931م وبدا فى اعداد رسالة الدكتوراة ولكن طبيعة عمله العسكرى وكثرة تنقلاته حال دون اتمامها وحصل على

شهادة كلية اركان الحرب فى مايو 1939م .

صدام الملك والجيش

 

واصطدم بالملك فاروق عام1951م حينما طلب منه ترقية حسين سرى وكيل سلاح الحدود(رجل القصر فى الجيش)

فرفض نجيب ترقيته ؛فإمتعض الملك منه وقام بتعيين حسين سرى مديرا لسلاح الحدود بدلا منه وعين محمد نجيب مديرا

لسلاح المشاة ؛ويرجع موقف الملك هذا من محمد نجيب لتصديه لمحاولاته للاستيلاء على أراضى الدولة لاقامة القصور

عليها.

كما اصر بالتحقيق فى مخالفات حسين سرى رجل القصر الذى اتهم بجرائم الرشوة ونهب اموال البدو وبيع مخلفات الحرب

العالمية الثانية؛ علا نجم محمد نجيب وزادت شهرته بعد هذه الواقعة وتعاطف معه الضباط الاحرار ؛ففى نفس العام رشح

نفسه ضد حسين سرى مدير سلاح الحدود ورجل الملك فى انتخابات رئاسة نادى ضباط القوات المسلحة وضمت قائمة

نجيب عددا من الضباط الاحرار ؛فأنتخب نجيب بأغلبية الاصوات.

محمد نجيب ودوره في فلسطين قبل ثورة 23 يوليو

وبسبب دوره فى فلسطين أصبح نجيب موضع أعجاب واحترام الضباط الشباب بما فيهم الضباط الاحرار وكان تنظيم الضباط

سريا ؛وكانت الحركة فى حاجة الى ان يرأسها أحد الضباط الكبار ؛حيث انهم من اصحاب الرتب الصغيرة؛فأبلغ عبد الحكيم

عامر ؛جمال عبد الناصر “لقد عثرت فى اللواء نجيب على كنز عظيم” وكان عبدالحكيم عامر أركان حرب اللواء الذى كان

محمد نجيب يقوده، ودعاه جمال عبد الناصر الى تنظيم الضباط الاحرار ؛ووافق على ذلك ويؤكد زكريا محى الدين ان محمد

نجيب انضم للحركة قبل قيام ثورة ثورة 23 يوليو  بسته أشهر”.

حريق القاهرة

 

واراد الضباط الاحرار انتهاز فرصة حريق القاهرة 26 يناير 1952م حيث تنتشر القوات المسلحة فى شوارع القاهرة ولكن

نجيب حذرهم من العواقب الوخيمة لأى تحرك ؛ قد تدفع بريطانيا للتدخل لحمايه الامن وحمايه ارواح الاجانب ؛ تسرب امر

التنظيم الى الملك ؛قابل نجيب الدكتور محمد هاشم وزير الداخلية وعرض عليه منصب وزير الحربية ولكن نجيب فضل

البقاء بالجيش.

وازاء هذا الموقف والمصير الذى ينتظر الضباط الاحرار طلب محمد نجيب من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ضرورة

التحرك؛واتفق معهما ان تكون ساعة الصفر 21او22 يوليو 1952م ؛فى هذا الوقت اتصل اللواء على نجيب –شقيق محمد

نجيب (وكان يشغل منصب قائد  حامية القاهرة(حكمدار العاصمة) واخطره بوجود مؤتمر لرئيس الاركان حسين فريد فى

الساعة العاشرة مساء22 يوليو  فى مقر القيادة فى كوبرى القبة.

فأبلغ ذلك لجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر .. واقترح عليهما محاصرة مقر القيادة وسيكون اول الحاضرين هناك؛فطلب

منه جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر  البقاء فى المنزل بجوار التليفون حتى يتم الاستيلاء عليها.(ولولا هذه المعلومة

الهامة وهذا  الاقتراح لما نجحت الثورة).

البيان الأول لـ ثورة 23 يوليو

 

وفى 23 يوليو عام 1952  اعلن  اول بيان للثورة ؛بأسم اللواء محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة وساعد فى نجاح

الثورة نصيحة الولايات المتحدة لبريطانيا بعدم التدخل العسكرى ضد حركة الجيش،ورقاه الملك فاروق فى 23 يوليو 1952م

الى رتبه الفريق مع منحه مرتب وزير ؛ولكن محمد نجيب أعلن فى 26 يوليو عن تنازله عن ذلك وظل برتبة اللواء .

وجاءت محاولة أغتيال جمال عبد النصر بميدان المنشية بالاسكندرية فى 26 اكتوبر 1954م على يد احد اعضاء جماعة

الاخوان المسلمين ؛واتهام نجيب بأن له صله بهذه الجماعة لذلك قرر مجلس قيادة الثورة فى 14 نوفمبر 1954م اعفاء

اللواء نجيب من منصبه،ثم صدر قرار بتحديد اقامته خارج القاهرة وحرمانه من حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات.

وظل نجيب محدد الاقامة فى استراحة السيدة زينب الوكيل (زوجة النحاس باشا)بالمرج لمددة 17 عاما تحت الاقامة

الجبرية،حتى افرج عنه الرئيس السادات عام 1971م عندما جاء للحكم؛ عانى فى هذه السنوات الكثير والكثير هو

واسرته ؛وهل كان حقا رجلا مثل نجيب قدم الكثير والكثير لهذه البلاد ان تكون نهايته مثل هذه النهاية .

وعندما  افرج عنه الف نجيب كتابين الاول (“كلمتى للتاريخ عام 1975م” والاخر”كنت رئيسا لمصر عام 1984م”) وبهما

الكثير عن تلك الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ مصر وتوفى نجيب فى اغسطس عام 1984م عن عمر يناهز 84 عاما

واقيمت له جنازة عسكرية  كأول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 23 يوليو .

اقرأ أيضا| شكوي وحيدة تلقاها وزير السياحة والآثار من زوار قصر البارون..ما هي؟

اقرأ أيضا| أنفاق سرية ودوران 360 درجة وقتل مهندسه.. أساطير وقصص خيالية سكنت قصر البارون