أستاذ آثار يكشف حكاية جامع تاريخي تركت العصور بصمتها عليه
» شيد الجامع الأصلى بالطوب الأحمر ويشتمل على أجزاء كثيرة ترجع إلى عصور مختلفة وأساليب معمارية متباينة
علاء الدين ظاهر
كشف الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق حكاية أحد المساجد التاريخية المهمة،وذلك في كتابه”أبرز المعالم الأثرية والسياحية الإسلامية والمسيحية في مصر والعالم”الصادر عن دار الوفاء لدنياالطباعة والنشر.
والمسجد هو جامع أصفهان في إيران،وكما جاء في الكتاب،فمنذ أن من الله على المسلمين بفتح بلاد فارس – إيران حالياً -وسقوط عرش كسرى فقد أصبحت هذه البلاد خير عون للإسلام والمسلمين برجالها وعلمائها وكل قوتها وسرعان ما انتشر بها الإسلام
ولذلك أصبح لهذه البلاد دور مهم وحيوى فى التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية بل أنه صار لها طابع معمارى يميزها عن سائر البلاد وقد خلفت هذه الحضارة كثير من الآثار الرائعة ومنها المسجد الجامع بمدينة أصفهان.
و تبلغ مساحة هذا المسجد 170 × 140 متراً مربعاً وهو ذو صحن مستطيل تبلغ مساحته 65 × 55 متراً مربعاً وتحيط به أربع مجموعات من المبانى ويقع فى كل محور من محاور الصحن إيوان ووراء الإيوان الجنوبى قبة بها المحراب الرئيسى للجامع وكذلك المنبر ويفتح الإيوان الشمالى من الجانبين على أروقة.
هذا وقد أضيفت إلى المسجد فى عصور تالية عدة قاعات تقع بخاصة على حافات الصحن ويوجد خارج القاعات والإيوانات مساحات مسقوفة أو ظلات. وللجامع ثلاث بوابات رئيسية إحداها فى الجانب الشرقى والأخريان فى الجانب الغربى.
وشيد الجامع الأصلى بالطوب الأحمر غير أنه يشتمل على أجزاء كثيرة ترجع إلى عصور مختلفة وأساليب معمارية متباينة،ويرجع كل من الحرم والقبة إلى عصر السلطان السلجوقى ملكشاه (465 – 485 هـ/ 1072 – 1092م) ومن الملاحظ أن طريقة الوصل بين الإيوان الجنوبى والقبة لم تصادف فى جامع أخر قبل سنة 530 هـ/ 1135م.