حكاية الموت الأسود ..ضرب الإمبراطوريات الكبري عبر التاريخ ونجي منه جستنيان وحاصره عمر بن الخطاب بذكاء

>> فى القرن الثانى الميلادى ضرب الطاعون الأنطونى الإمبراطورية الرومانية خلال حكم ماركوس أوريليوس،وانتشر عن طريق القوات العائدة من الحملات التى قاموا بها فى الشرق الأدنى وتسبب في وفاة ثلث السكان وتدمير الجيش الرومانى

>> فى القرن السادس الميلادى ظهر طاعون جستنيان”الدبلى”فى إمبراطورية بيزنطة فترة حكم الإمبراطور جستنيان الذي أصيب به لكنه تعافى منه وامتد إلى الإمبراطورية الساسانية ومعظم المدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط

إذا أردت معرفة الكثير من تاريخ الأوبئة والأمراض التي فتكت بالبشرية علي مر العصور،يمكنك متابعة لسلة موضوعات أطلقت

‏الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب‏ في الأثار بهدف الوعي الأثري والتاريخي عن الأوبئة منذ أقدم

العصور،أعدتها دينا طارق ومريم دانيال الأثريتين في الإدارة،وننشر هنا الحلقة الثانية عن”الطاعون”

فى القرن الثانى الميلادى ظهر الطاعون الأنطونى وهو وباء ضرب الإمبراطورية الرومانية خلال فترة حكم ماركوس أوريليوس،

وانتشر عن طريق القوات العائدة من الحملات التى قاموا بها فى الشرق الأدنى،مما تسبب في وفاة ثلث السكان وتدمير

الجيش الرومانى، وتشمل أعراضه الحمى والإسهال والتهاب البلعوم، فضلا عن تهييج الجلد،وأحيانا التسبب في جفافه

وتقيحه، هذه الأعراض التي تظهر تقريبا في اليوم التاسع من المرض، لمعلومات التي قدمها الطبيب جالينوس لا تحدد بوضوح

طبيعة المرض، ولكن العلماء وجدوا أقرب تشخيص الجدرى أو الحصبة.

اقرأ أيضا| أنتيكخانة وجمالون وعربة الآلاي..حكاية مركبات الأسرة العلوية في متحف

اقرأ أيضا| تعرف على موعد إجراء انتخابات مجلس الشيوخ بالداخل والخارج 

طاعون جستنيان

وفى القرن السادس الميلادى وتحديدً فى عام 541م ظهر طاعون جستنيان (الطاعون الدبلى) فى إمبراطورية بيزنطة فترة

حكم الإمبراطور جستنيان الذي أصيب به لكنه تعافى منه،كما امتد الطاعون إلى الإمبراطورية الساسانية ومعظم المدن

المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هذا الطاعون حصد أرواح من 30 إلى 50 مليون

شخص أي حوالي نصف عدد سكان العالم حيث لم يتخذ الناس آنذاك إجراءات حازمة ضد انتشار المرض الذي أصاب حتى

حيوانات الشوارع ونفق منها الآلاف وأهمل الناس في دفنها بصورة سليمة مما أدى إلى تفشي الطاعون أكثر.

إقرأ أيضا| أوبئة فتكت بحضارات منذ أقدم العصور .. الإلتهاب الرئوي والملاريا ما قبل التاريخ وداء الكلب في الحضارة البابلية

وكان لهذ الطاعون تبعات اقتصادية كبيرة على مستوى العالم لتسببه في وقف حركة التجارة تماماً بين المدنكما أعاق جهود

الإمبراطور جستنيان في توحيد أراضي روما الشرقية والغربية، وأضعف من قوة بيزنطة مما سهل على الدول الأخرى استرداد

أراضيها منها فى الشرق الأوسط وشمال أفرقيا وجزء من آسيا بل والإغارة على أراضٍ جديدة وتأسيس دول وممالك جديدة.

طاعون عمواس

أما طاعون عمواس من أوائل الأوبئة التي انتشرت في المنطقة العربية ويعد أشهرها. ظهر في السنة الـ 18 للهجرة 640م

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وظهر في البداية في بلدة اسمها عمواس بالقرب من القدس ومنها انتشر في منطقة

الشام،حصد حياة نحو 30 ألفاً من أهل الشام، بينهم عدد كبير من الصحابة، وتعامل عمر بن الخطاب مع الوباء إذ امتنع عن

دخول المدينة وأمر بعدم دخولها وعدم خروج المصابين منها. وهو ما يعد من أوائل الطرق العملية لتطبيق أسلوب الحجر

الصحي وعزل المناطق الموبوءة منعاً لتفشي المرض.

  اقرأ أيضا| أستاذ أثار:إفتتاح قصر البارون يوم تاريخى عظيم وسعيد لمصر  

اقرأ أيضا| تفاصيل ترميم البارون في 3 سنوات وبدء مشروع قصر السلطانة ملك

الطاعون الدبلي

والموت الأسود(الطاعون الدبلي)انتشر في القرن14 م بين عامي(1331 – 1351م) في الصين وانتقل منها إلى آسيا الوسطى

وشرق أوروبا والقسطنطينية ومنها إلى أوروبا والشرق الأوسط،وانتشر وقت انطلاق المغول بجيوشهم لغزو العالم ، وبحلول

عام 1349 كان قد تفشى في كل دول أوروبا ومدنها وحصد مئات الآلاف بل الملايين من السكان،وحاولت بعض الدول مثل

إسبانيا وهولندا مواجهة انتشار المرض وقامت بقطع أي اتصال بينها وبين الدول التي تفشى بها الطاعون،وعلقت عمليات

التبادل التجاري معها ومنع مواطنيها من الدخول بسبب الموت الأسود .

كما لجأت إيطاليا وبالتحديد في فلورانسا إلى عزل المصابين في مكان واحد، وحجز السفن القادمة إليها لمدة أربعين يوماً قبل

السماح لها بالرسو في موانئها وإفراغ حمولاتها، في تطبيق أشبه بالحجر الصحي في يومنا هذا، وقد تمكنوا بالفعل من الحد

من انتشار المرض إلى حدٍّ ما ، وتسبب في تغيرات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وفي تغيير التركيبة

السكانية في أوروبا ، اختفاء طبقات اجتماعية كاملة من المجتمع  بسبب الموت الأسود .

طاعون لندن

وفى القرن 17م ظهر طاعون لندن العظيم حيث بدأ ظهوره في هولندا عام 1664م وانتقل مع سفن التجارة إلى لندن عام

1665م ليفتك بسكانها ويقتل نحو ربع سكان المدينة. فانتشر بسرعة أكبر في الأحياء الفقيرة لانعدام الرعاية الصحية بينما

غادر الملك تشارلز والنبلاء وكبار التجار المدينة للهروب منه ومُنع الناس من مغادرة أسوار المدينة ومُنع المواطنون من الخرو

ج من المنزل إذا ظهر فيه أي حالة إصابة كما كانت توضع علامة على المنزل لمنع الاقتراب منه، وبذلك كان يعزل المرضى

ويمنع اقتراب الأصحاء منهم، إلا أن ذلك كان يؤدي أيضاً إلى إصابة كل أفراد العائلة بالمرض ومن ثم موتهم، وخصصت عربات

تجوب شوارع المدينة لجمع الجثث ودفنها بمقابر جماعية خارج أسوار المدينة بعد أن ضربهم الموت الأسود .