منوعات

أوبئة فتكت بحضارات منذ أقدم العصور..الإلتهاب الرئوي والملاريا ما قبل التاريخ وداء الكلب في الحضارة البابلية

أطلقت ‏الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب‏ في الأثار سلسلة للوعي الأثري والتاريخي عن أوبئة فتكت

بحضارات  منذ أقدم العصور، وقد أعدتها كل من دينا طارق ومريم دانيال وهما أثريتان في الإدارة،ومن المقرر أن تكون

 

السلسة علي 5 حلقات خلال الفترة المقبلة.

 

والحلقة الأولى عن  أوبئة فتكت بحضارات جاءت بعنوان”الأمراض حول العالم”،حيث بدأت الأمراض المعدية قديما مع بدأ

التجمعات والصيد،ولكن التحول إلى الحياة الزراعية قبل 10000 سنة خلق مجتمعات جعلت الأوبئة أكثر إمكانية،وكلما زاد عدد

البشر المتحضرين وبناء المدن وتشكيل طرق التجارة للتواصل مع المدن الأخرى وشن الحروب معهم ازداد احتمال انتشار

الأوبئة،وشهد العالم على مر التاريخ العديد من الأمراض والأوبئة التي أثرت على الحضارات المختلفة وحصدت أرواح الملايين

من البشر،وتسببت في تغيرات ديموغرافية واجتماعية واقتصادية في العالم،كانت بعضها أوبئة محصورة بدول أو نطاق جغرافي

معين وكان بعضها أوبئة عالمية”جوائح”غيرت مجرى التاريخ.

 
 
 
 
 

وكان أشهر أطلقت ‏الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب‏ في الأثار سلسلة للوعي الأثري والتاريخي عن أوبئة فتكت بحضارات  وأشدها فتكاً في العصور القديمة والوسطى الطاعون الأسود (الموت الأسود) وطاعون

جستنيان وطاعون عمواس بمنطقة الشام، وفيالعصور الأحدث نجد الكوليرا والجدري والإنفلونزا الإسبانية وغيرها من

الأوبئة،وقد اختلفت طرق الناس في التعامل مع تلك الأوبئة والتصدي لها باختلاف الحقبة الزمنية والإمكانيات المتاحة،ولكن

فى كل الأوبئة التي اجتاحت العالم هناك عاملان مشتركان في التعامل مع الوباء هما عزل المصابين وعزل المناطق التي

يتفشى بها المرض أو  قطع التواصل معها.

 

 
 
 
 

ومن أقدم وأخطر الأوبئة التي عرفها العالم عبر التاريخ الآتى:

الإلتهاب الرئوى

من الصعب تحديد تاريخ نشوء هذا المرض لأن أنسجة الرئة لا تُعمّر كثيرًا بعد الموت وبالتالي الأدّلة على تاريخ هذا المرض

تحديدًا غير معروفة وربما يعود لحقبة ما قبل التاريخ،والدليل على ذلك ذكر أبقراط له ووصفه له بمرض القدماء وذكره”عن وجود

السوائل في الرئتين يمكن أن يُطلق عليه التهابًا رئويًّا إذا كانت هناك حُمّى حادة وإذا كان هناك ألامٌ في الصدر وكحة مصحوبة

ببصق وبلغم”

 

السُل

تم إكتشافه فى مجموعة من الحفريات تعود لسواحل فلسطين لبقايا أم وطفلها،وأظهرت عظامهما أدلة واضحة على إصابتهم

بمرض السُلّ وتأكد الأمر بعد فحص الحمض النووي الخاص بهم،ويُقدّر عمر هذه الآثار بـ 9000عاما،وأظهرت حفريات أخرى أيضًا

في تلك المدينة أن مصدر هذا المرض هو الإنسان وانتقل منه إلى الأبقار وليس العكس،ومع أن هذا الاكتشاف يُعتبر أقدم

اكتشاف للمرض إلا أن أدلة أُخرى تم الكشف عنها في تركيا في عِظام أخرى يعود تاريخها إلى 500 ألف عام وكان من أشهر

أطلقت ‏الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب‏ في الأثار سلسلة للوعي الأثري والتاريخي عن أوبئة فتكت بحضارات .

 

الملاريا

متد جذور هذا المرض إلى حوالى 2700 ق م منذ العصر الحجرى ، ذكر أول تعريف له فىأحد الحضارات الصينية، أول علاج قدم

في الطب يخص مرض الملاريا كان عند قدماء الرومان وكان هذا العلاج على شكل تميمة مكتوب عليها بعض التعويذات و

يرتديها المريض حول رقبته ، و بعد هذه العلاجات السحرية تم إستخدام نوع جديد من العلاج عن طريق إضافة بعض الزيوت

إلى برك المياه الراكدة ، بغرض قتل البعوض و التقليل من حجم العدوى ، كذلك استخدام بعض المبيدات منذ أقدم العصور

لقتل البعوض في الهواء ، ولكن استمر المرض في الانتشار ليصيب 300 مليون إنسان كل عام ويقتل منهم مليونًا على الأقلّ

سنويًّا.

 

 

داء الكلب

هو أحد الفيروسات المعدية وورد ذكرة فىمصادر الحضارة البابلية حوالي 2300 ق م، يصيب الكلاب و بعض أنواع الثديات، مما

يؤدي إلى الإصابة بالجنون و التشنجات الشديدة ، كما أنه ينتقل عن طريق لعاب الكلب ، لا يسيطر على حالة المريض

الصحية فحسب ، بل أنه يستولي على عقله أيضا ، حيث أنه يجعل المريض راغبا في عض أي شخص يقابله ، مما يزيد من

فرصة إنتقال العدوى من شخص لآخر يؤدى إلى الموت.

 

التيفوئيد

يعتبر من أقدم الأوبئة حيث ظهرفى الفترة من 430 وحتّى 426 قم بمدينة أثينا وذلك أثناءالحرب البيلوبونيزية (بين حلفاء أثينا

وحلفاء إسبرطة)، مما ساهم فى خسارة أثينا لمدينةإسبرطة، بعدها انتشرالمرض في العديد من الأماكن عن طريق الطعام،

ووصف المؤرخ اليوناني ثيوسايديس أعراض هذا المرض وقال ” الناس يكونون بصحة جيدة ثم فجأة يهاجمهم ارتفاع كبير في

درجة الحرارة في الرأس أو الحلق أو اللسان ليتحول لونهم للأحمر ويصدر عن أفواههم روائح كريهة، وعندما يستقر المرض في

المعدة فإنه يؤلمها جدًّا ولايتجاوب مع أي وصفة دوائية يعرفها الأطباء ثم ينتقل المرض إلى الأمعاء مسببًا القرحة والإسهال

وضعف قاتل فى جسد المريض”.