منوعات

سن الأميرة الصغيرة..حكاية مثيرة عن قطعة أثرية فريدة في متحف الغردقة

» المتحف يحتوى على مجموعة من أندر القطع التي تهتم بمفهوم الجمال عبر العصور فى مصر سواء فى الدنيا أو العالم الاخر

 

في 29 فبراير الماضي افتتحت وزارة السياحة والآثار متحف الغردقة ويضم قطعا فريدة من العصور التاريخية التي مرت على

مصر،وتبقي حكايات وكواليس مثيرة خلف هذه القطع الأثرية،ويكشف لنا واحدة منها د.ميسرة عبد الله عالم الآثار وأستاذ الآثار

بجامعة القاهرة،والذي شارك في وضع سيناريو عرض المتحف مع آخرين.

 
 
 
 
 

 

وقال عالم الآثار أنه هناك قطعة فريدة في هذا المتحف الذي شارك مع لجنة المتاحف والاثريين والعمال فى إعداد اللمسات

النهائية لافتتاحه يوم ٢٩ فبراير الماضي،والحقيقة أن متحف الغردقة فريد من نوعه،بسبب روعة القطع المعروضة فيه وتفردها

أيضاً.

وتابع:للاسف تسبب فيروس كورونا فى اغلاق المتحف بعد أيام من الافتتاح ، لكن الحمد لله تمت إعادة افتتاحه مرة أخرى

وسيكون له مكان مميز على الخريطة السياحية العالمية ، والمتحف يحتوى على مجموعة من اندر القطع التي تهتم بمفهوم

وفكرة الجمال عبر العصور فى مصر سواء فى الدنيا أو العالم الاخر .

 

 

أجمل المعروضات

وتابع:من اجمل المعروضات هناك مجموعة حلى الأميرة فاطمة اسماعيل عليها رحمة الله،وهى المجموعة التى لا تكفى

الكلمات لوصف جمالها،والأميرة فاطمة هى بنت الخديو اسماعيل من زوجته شهرت هانم ،وولدت عام ١٨٥٣ وكانت طوال

عمرها محبة للحلى والمجوهرات وكل ما هو جميل.

وفوق هذا كانت محبة للخير جدا،وجميعنا نعرف انها تبرعت بالأرض التي بنيت عليها جامعة القاهرة وأنفقت من مالها الخاص

مصاريف البناء،واوقفت مساحات واسعة من أراضيها الزراعية لرعاية الفقراء ولتعليم المتفوقين منهم من الطفولة حتى

الجامعة،كما تبرعت بقصرها للدولة وهو الآن المتحف الزراعى فى الدقى.

والأميرة فاطمة تزوجت مرتين الأولى عام ١٨٧١ من الأمير محمد طوسون ابن سعيد باشا وانجبت منه ابنها الأمير جميل

طوسون والأميرة عصمت طوسون،والأمير عمر طوسون المستكشف والاثرى والرحالة الكبير ، لكن توفى زوجها عام ١٨٧٦

فتزوجت من الأمير محمود سرى وانجبت ثلاثة أولاد أيضا،وتوفيت الأميرة الخيرة عام ١٩٢٠ بعدما تبرعت بكل مجوهراتها تقريبا

للدولة وإنشاء الجامعة.

وتابع:وستجدون جزءا كبيرا من المجوهرات فى متحف المجوهرات بالإسكندرية وجزءا كبيراً فى الغردقة ، لكن اثناء فك الاحراز

ووضع المجوهرات فى العرض لفت نظرى قطعتين،الاولى غزال صغير من الذهب المرصع بالماس وستجدون نفس الغزال

معروضا فى المتحف وخلفه لوحة زيتية للاميرة وهى ترتدى هذا البروش الجميل.

 

القطعة الثانية

أما القطعة الثانية كانت عبارة عن خاتمين صغيرين من الذهب الخالص يخصان الأميرة عصمت،ولاحظت أن فص الخاتمين غريبا

للغاية وغير لامعين ، وبوضع الخاتمين تحت العدسة المكبرة تبين أن فص الخاتمين كانا اسنانا بشرية لبنية للطفلة الأميرة

الصغيرة عصمت في أغلب الأحوال.


وأضاف:وقامت الأميرة فاطمة بوضعها كفص للخاتمين وقام الصائغ بطلاء الخاتمين بطبقة من المينا للحفاظ عليهما،وذلك مثل

كل الامهات التي تحتفظ بالاسنان اللبنية لأطفالها كعادة مصرية صميمة،وكان الخاتمين دلالة على الطفولة الدائمة للأميرة

عصمت ودليلا على حب الأميرة فاطمة لها رحمهم الله جميعا،وهي قطعة فريدة ومؤثرة لم أر مثلها من قبل”وياريت تبقوا

تروحوا تشوفوها”.