محمد عبد الهادي يكتب: لماذا نجح النائب الدكتور محمد علي عبدالحميد للمرة الثالثة على التوالي؟

في وقت تتغيّر فيه الوجوه سريعًا على مقاعد البرلمان، ويعيد الناخبون حساباتهم مع كل دورة انتخابية، يبقى فوز النائب الدكتور محمد علي عبدالحميد للمرة الثالثة على التوالي ظاهرة سياسية تستحق التوقف أمامها. فهذا النجاح لم يأتِ صدفة، ولم يُصنع بدعاية موسمية، بل هو حصيلة سنوات من العمل الحقيقي والعلاقة الصادقة بين نائب ودائرته.
منذ البداية كان الرجل قريبًا من الناس، حاضرًا بينهم، يسمع مشاكلهم ويسعى لحلها بجدية لا تعرف التردد. لم يكن نائبًا مكتبيًا، بل كان في الشارع، وسط أهله، يتابع المشروعات، يتحرك بين الوزارات، ويطرق كل باب يمكن أن يحقق مصلحة لأبناء الطالبية والعمرانية. وهذا القرب هو ما تصنع منه الثقة الشعبية التي لا تهزّها السنين.
شهدت الدائرة إنجازات حقيقية في عهده: تحسين الطرق، دفع ملفات البنية التحتية، دعم مشروعات المياه والصرف الصحي، تطوير الخدمات التعليمية والصحية، وفتح قنوات تواصل مباشرة بين المواطن والمسؤول. لم يقدّم وعودًا معلّقة، بل قدّم عملًا ملموسًا يراه الناس ويلمسونه يوميًا.
وفي خضم هذا النجاح لم تغب محاولات التشويه. فقد حاولت بعض الأصوات إطلاق حروب مدفوعة الأجر، تعتمد على الشائعات والمعلومات المفبركة. لكن هذه الحروب لم تهزّه ولم تهزّ ثقة أبناء الدائرة، لأن الناس يعرفون من يعمل من أجلهم، ويعرفون أيضًا من لا يملك إلا الضجيج. الحقيقة كانت واضحة: الإنجاز أكبر من التشويه، والرصيد الشعبي أقوى من الأكاذيب.
وقد أثبتت التجربة أن أهالي الطالبية والعمرانية يتمتعون بوعي سياسي عالٍ. فهم لم ينخدعوا بالدعاية السلبية، ولم يلتفتوا إلى محاولات الهدم، بل وضعوا أداء السنوات أمام أعينهم، وقارنوا بين العمل الحقيقي والوعود الجوفاء، فاختاروا من يخدمهم لا من يزايد عليهم.
شبكات التواصل الشعبي التي بنى عليها الدكتور محمد علي عبدالحميد علاقته مع الدائرة لم تكن موسمية، بل تأسست على سنوات من التواجد الحقيقي. ولذلك، عندما جاءت ساعة الحسم، وجد الرجل دعمًا قويًا من العائلات والشباب والرموز الشعبية، دعمًا مبنيًا على احترام متبادل لا على مصالح وقتية.
إن فوزه للمرة الثالثة هو شهادة ثقة شعبية، ورسالة من الأهالي تقول إن العمل الصادق لا يسقط، وأن من يخدم الناس يبقى في قلوبهم قبل صناديقهم. لقد جددت الدائرة تكليفها له ليستكمل طريق الإنجاز، وليواصل دوره كنائب يدرك أن المسؤولية تكبر كلما كبرت الثقة.
هكذا تُكتب قصص النجاح الحقيقية: بالعمل لا بالكلام، وبالإنجاز لا بالشعارات، وبالصدق لا بالصخب. وإذا كان الناخب يعرف من يستحق صوته، فالدائرة قالت كلمتها بوضوح: الرجل المناسب ما زال في مكانه المناسب.




