د. سمية أبو الفتوح تكتب: عظمة مصر الحضارة

إنها مصر يا سادة… تلك التي ذكرها الله تعالى فى كتابه الكريم، ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءها وجنودها بأنهم خير أجناد الأرض.
لن أضيف جديدا إلى تاريخها المجيد، فمصر أكبر من أن تختزل في كلمات، غير أن ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973 تدفعنا دوما إلى استحضار عبق الماضى واستعادة تلك اللحظات التى سطر فيها أبناء الوطن ملحمة العزة والكرامة، ليعلموا العالم أن الإرادة المصرية لا تقهر.
مصر… ذلك الوطن الذى حباها الله موقعا جغرافيا فريدا جعلها همزة الوصل بين قارات العالم، ومهدا للحضارة الإنسانية، ومنبعا للعطاء والتاريخ.
لكن أعظم ما تملكه مصر هو جيشها العظيم، درعها الواقى وسيفها البتار منذ فجر التاريخ.
ففي العصور الفرعونية، قاد أبطال مصر من أمثال الملك أحمس الأول وتحتمس الثالث جيوشهم لتحرير الأرض من الغزاة وطرد الهكسوس، وحققوا فى معركة مجدو أول نصر عسكري مسجل في التاريخ، حين أثبت الجيش المصرى أنه قوة لا يستهان بها بفضل تكتيكاته المبتكرة واستخدام العربات الحربية كسلاح حاسم.
وفي العصر الإسلامى، وقف الجنود المصريون في صفوف الجيوش الإسلامية، فكانوا السند القوى فى جيش صلاح الدين الأيوبى لتحرير القدس، كما كان لهم الدور الأكبر فى معركة عين جالوت التى أوقفت الزحف المغولى وأنقذت الأمة الإسلامية من الانهيار، لتصبح مصر بحق صمام أمان المنطقة.
أما في العصر الحديث، فقد أثبت الجيش المصري أنه رمز الولاء والانتماء، وحامى تراب الوطن، ففى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، حطم أبطال مصر أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”، وعبروا قناة السويس في ملحمة بطولية أبهرت العالم كله، لتظل راية مصر مرفوعة بالعزة والفخر، ويظل جيشها درع الأمة وسيفها في مواجهة كل من يحاول المساس بأمنها أو استقرارها.
ولأن الجيش المصري من نسيج شعبه، فهو يستمد قوته من إيمانه ووعيه وارتباطه بأرضه، رجال القوات المسلحة اليوم يواصلون تطوير أسلحتهم ومعداتهم، مواكبين أحدث تقنيات العصر، ليبقوا دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة أى تحديات إقليمية أو دولية.
لقد أثبتت مصر على مر العصور أنها أرض الخلود ومقبرة الغزاة، وأن جيشها هو سفينة النجاة التى تقودها إلى بر الأمان مهما اشتدت العواصف.
وفي الختام، أقولها من القلب:
تحيا مصر… وتحيا قواتها المسلحة ورجالها العظماء.
كل عام ومصرنا الغالية بخير وسلام وأمان، دامت رايتها خفاقة بالعز والفخار.