د. سمية أبو الفتوح تكتب: عندما ينطق القلم.. تصمت الألسنة

القلم ليس مجرد أداة للكتابة، بل هو الرفيق الأصدق للإنسان، لا يخونه ولا يتخلى عنه، إنه صوت الروح ولسان العقل، يبوح بما يضيق به الصدر، ويترجم ما يعجز اللسان عن قوله.
في لحظات الفرح، يرسم القلم لوحات من البهجة، وفي أوقات الحزن يسكب دموع القلب على الورق، هو النافذة التى نطل منها على دواخلنا، فنجد فى سطوره صدقا لا تزينه ابتسامات زائفة، ولا تخفيه أقنعة التصنع.
بالكلمة الصادقة التى يخطها القلم، نكون أكثر جرأة مع ذواتنا، وأكثر قدرة على التعبير عن مشاعرنا دون خوف أو تردد.
القلم ليس وسيلة للتدوين فحسب، بل هو أداة لصناعة التاريخ وحفظ الذاكرة الجماعية، فما بين ما دوّنه المؤرخون، وما سطره الشعراء، وما خطّه الحكماء، ولدت حضارات وبقيت للأجيال اللاحقة شاهدة على عظمة الكلمة وقوة الحرف، ولولا القلم، لضاعت قصص العلماء، وتلاشت حكايات الأمم، وغاب الماضى عن حاضرنا.
إن قوة القلم تكمن فى قدرته على إحداث التغيير؛ فكلمة واحدة قد تقلب موازين عالم، وفكرة قد تضيء دروبا مظلمة، وهو السلاح الأهم للكاتب فى مواجهة الجهل والتعصب، واللسان الذى يكشف الحقائق والفساد.
فدع قلمك ينطق بما في داخلك، دون قيود أو خوف، ليعبر عنك ويريح قلبك وعقلك، اجعله صديقك الأقرب ورفيقك الأوفى، فهو الأعلم بخباياك والأقدر على البوح بأسرارك.
وفي النهاية، يبقى صوت القلم هو الأقوى، والأكثر تأثيرا، والأبقى أثرا.