عزه الجبالى تكتب : قوارير الحياة
عزه الجبالى تكتب : قوارير الحياة
نعم طلبت منه دقيقة تستعيد فيها نفسها بعد كل ما عانته معه أخبرته أنها تريد أن تاخذ قرارها دون ضغط عليها فمازال يحبها ولكن بطريقة مختلفة عن السابق قل الاهتمام وماتت بينهم مشاعر كانت كل حياتها كان يمنحها دقيقة حتي تستجمع ذاتها وتكون علي طبيعتها معه تنفصل عن الواقع الذي تعيشه مع نفسها .حتي تترك قلمها وتحس بوجوده الي جوارها تتخلي عن لحظات خيالها الذي تنسجه وتتعايش معه كان دوما ياخذها ويطلب منها أن تغمض عينيها حتي يسافر بها عبر الأزمان يدخل بها الي الفصول يشعرها بنسمات الصيف في نفس اللحظة التي يتساقط فيها المطر ليحفر علي ملامحها علامات حبه ..
أحتواها بكل ما أوتي من مشاعر ومرت السنوات وكبرت طفلته المدللة انشغل عنها وبدأ في التراجع والانسحاب من حياتها خطوة خطوة وهي لا تعرف سببا لتغيره معها .ذهبت لهفته وبريق عينيه وتلك النظرة الشغوفة لحوارها وأحاديثها عصف بفكرها أنه مشغول ولكن حدسها الداخلي أخبرها أن هناك أمرأة أخري تملكته حتي أصبح لا يراها ..ولكن كيف يتركها تواجهه مصاعب الحياة بدونه ولوحدها لقد ملل من طفولتها وعفويتها بعد أن كان يتتبعها مثل ظلها ولا يري غيرها ..تبدل الحال أراد أمرأة ناضجة تحتويه أكثر تلبي أجتياجاته وتتحمل فوق طاقتهاحتي وأن كان علي حساب حريتها وشخصيتها وكيانهاوتفكيرها وحياتها التي أعتدت عليها أقسم علي أن يغيرها ويجعلها تقوي وتنسلخ من جلدها وتصبح أمراة جديدة تواكب التغير الذي أراده تناسي طبيعتها حاول ان يجعل منها خليط ممن يراه من النساء بعضهم تتصنع غير ماهي عليه والاخريات يجعلن من الرجال لعبه بين أصابعهم .أو مسلوبي الارادة لرغباتها ..ظلت علي هذا الوضع الذي لم تواكب التغير فيه الا النصف وهذا غير كافي له الي أن اتخذت قرار الرحيل الذي هو طوق نجاة لها من كل ما طرأ علي حياتها وعدم تقبله لها حتي بعد التغير .فهو لا يعلم أن حينما ترفض الزوجة الحياة تكون النهاية ولكن ما يكسر القلب هو أن يطلب تغير حياتها لما تتناسب مع رغباته في أمراة أخري استحوذت عليه وجعلته يراها في كل شئ حوله حتي في زوجته التي غيرها ولم يحافظ علي كيانها وهويتها وأحلامها .أعتبر سنواته معها مرحلة الطفولة والعفوية وهو الان يحتاج الي النضج وثورة الشباب ولكنه حينما اتخذ قرار الرحيل بزواجه من أخري لم يترك لعبته كماهي بل دمرها وكسر أجمل ما فيها برائتها حولها لوحش كاسر رافض للمجتمع وناقم عليه لا تنظر للحياة الا بمنظور ضيق ليس للامان مكان فيه.
لملمت شتات نفسها واستجمعت قواها وتقبلت أمر الطلاق النافذ لا محاله بكل هدوء وبملامح باردة ظلت تنظر اليه وهو ينطق أخر كلمه بينهم .
(انت طالق)..كلمة عصفت بكيانها كله ولكنها أخبرته أن بتلك الكلمه هي أخر عهدي بك ولا أريد رؤيتك مرة أخري في حياتي حتي ولو صدفه لتذكرني بما أحدثته في من خلل نفسي جردتني من مشاعري جعلت مني أمراة فارغه تعوي بداخله الوحدة وتنهشها الافكار ما الذي نقص مني لتكمل حياتك بأخري .اكنت لعبة بين يديه حينما مل منها تركها تلد ذاتها دون رحمه ليس حبا فيه ولكن لوم لنفسها علي سنوات أهدرتها لارضائه ونسيت خلالها من هي ظلت تابع له وهي يقنعها أنها هي مليكه روحه غدر بهاوتركها دون خبرة للاعتماد علي ذاتها و جعلها تواجه المجتمع لوحدها بكل ف قسوته من نقض واضطهاد لها ورفض لكونها مطلقه كل من حولها ذهب حتي صديقات عمرهااتخذتها مثلا لها في كل عوامل الفشل كزوجه كانت لابد أن تتحمل نزوات زوجها وزواجه من أجل تربيه أطفالها ..كلامها كله تحت الملاحظه وحركاتها حتي العفويه منها تفسر بمنظور خاطئ وهو الاستحواذ والسيطرة علي الرجال والتمهيد لخطفهم..أي فكر فاسد زرع بداخل لبنه هذا المجتمع أن المرأة المطلقه هادمه للبيوت وخاربتا لها ..ليس هناك رجلا يسرق الان أن اراد هو ذلك ولكل قاعدة شواذ. فكل ما فعلته هو تجريدهامن شخصيتها وألغاء فكرها وتتركها ضعيفه دون داعم لها وتقذف بها الي دروب الحياة ليست علي سابق عهدها . لتبدأ من جديد ولكن ليست وحدها أنما باطفال وجرح نفسي ومجتمعي صادم لكيانها. بعض النساء من مروا بتجربه الانفصال بدأت حياتها من جديد مع رجل مر بتلك الظروف قديكون مع زوجه أستحاله الحياة معها يعطف عليها ويعيد ترميم ما أحدثته بهما التجربه القاسيه علي النفس .يوجد النقيض دائما لكل تجربه (الا من رحم ربي)في كلا الحالتين..
يا معشر الرجال من أراد زوجه تكون له سند وأم وأخت وصديقه وحبيبه فليعطي اولا لن تخسر شئ بالكلمه الطيبه بالتقدير بتقبل الاخر وأحتوائه ..المودة والرحمة فنحن قوارير الحياة
قبل أن تاخذ قرار الرحيل راعي من أعطتك من عمرها ورحيق حياتها ..فعندما يتبدل بك الحال غير للاحسن ولكن في من معك ..
لا تكون كالجلاد انت وخطوط الزمان علي الملامح والقلوب هذب النفس فمن وهبتك نفسها لاتريد الا الحياة الكريمه ..
وأخيرا وليس آخرا
(من امتص رحيق الازهار وأحس بحلاوته يحنوا عليهم حتي في ذبولهم ..فان للذبول لروعه ودفئ في الاوراق وحنان في الرحيل .)