رياضة

تعلموا من الاهلي كبير العرب ..نكشف كواليس اتصال الخطيب بالكاتبة زينب المحمود

الكاتبة القطرية : اتصال الخطيب بى لحظة تاريخية توثق بماء الذهب

كتب -محمود سليمان

عبرت الدكتور زينب محمّد المحمود
استاذة علم اللغة واللسانيات بجامعة قطر عن سعادتها البالغة بردود الافعال المصرية والعربية على مقالها الذى نشرته مؤخرا بجريدة العرب القطرية بعنوان ،تعلموا من الاهلى كبير العرب وافريقيا ولعل اهم هذه الردود هو اتصال الكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس ادارة النادى الاهلى

 

 

وقالت الكاتبة القطرية تلقيت اتصالا من كابتن النادي الأهلي المصري وأسطورته ورئيسه (محمود الخطيب) الذي عبر فيه عن شكره وتقديره إياي لكتابتي عن النادي الأهلي، وقد سعدت بهذه المكالمة كثيرًا، وهي بالنسبة إليّ لحظة تاريخية توثق بماء الذهب، فالكابتن (محمود الخطيب) هو قمة هرم النادي الأهلي وشكره إياي يعني شكر كل أهلاوي أصيل وكل عربي محب للرياضة.

 

 

وقد دار حوارنا حول الشكر والتقدير والحديث عن أخوة الشعبين القطري والمصري ودور الرياضة في تقريب القلوب، والتعبير عن القيم الحسنة، ومن ثمّ وجّه إليّ دعوة كريمة لزيارة النادي الأهلي في مقره في مصر، وقد سعدت جدًا بهذه الدعوة وأرجو أن تتحقق قريبًا

 

 

 

وعن دوافعها للكتابة فى الشان الرياضى وهى اديبه وشاعره وتلقب بفصيحة العرب قالت إن السبب الرئيس الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال الذي يعتبر مقالًا رياضيًا لا أدبيًا، هو رغبتي في الخروج من دائرة الأدب في ذاته إلى الأدب في بعده الرياضي والإنساني والجماهيري،
فالرياضة اليوم تعدّ أكبر محفل يجتمع حوله الناس، لذلك هو مهم جدًا لنشر قيمنا الإنسانية وعلومنا وآدابنا، وكذلك انطلاقًا من كون قطر اليوم رائدة في المجالِ الرياضي إقليميًا وعالميًا، وأنا كاتبة قطرية تعبر عن روح قطر ورسالتها العريقة في أي ميدان تستدعيني إليه، كذلك فإن لتوجيه إدارة جريدة العرب دورًا مهمًا في توجيه بوصلة مقالاتي وتأطيرها.

 

 

أما سبب اختيار النادي الأهلي المصري، فذلك لأن النادي الأهلي المصري صاحب صيت ذائع عربيًا وعالميًا وهو نادٍ لم يغادر أسماعنا طوال مسيرته، وهو صاحب قاعدة جماهيرية عظيمة، فلذلك هو نادٍ جدير بأن نذكره ونتشرف كذلك بالكتابة عنه، فأعتقد أن في ذكره رفع لقيمة الرياضة العربية ولكل أندية العرب التي نفخر بها.

واضافت أن النادي الأهلي المصري هو النادي الأشهر عربيًا وأقليميًا، فمؤكد أنني إن فكرت في الكتابة عن نادٍ عريق أنني سأتحدث أولًا عنه قبل غيره، إضافة إلى ذلك تاريخه العريق وإنجازاته التي تغطي عين الشمس وكوادره ولاعبيه التاريخيين، وكذلك محبة القطرين وتشجيع قاعدة عريضة منهم إيّاه.
وعما اذا كانت متابعة جيدة للرياضه ومباريات الاهلى قالت أتابع المباريات الفاصلة والكبيرة فقط، فلا تسعفني ظروفي لمشاهدة المباريات أو متابعة جداولها دائمًا. لكن بين الفترة والأخرى يقفز اسم النادي الأهلي وإنجازاته إلى مسمعي ممن يشاهد مباريات النادي ويتابعه من الأهل والأبناء، وإنجازات الأهلي حقيقة لا يمكن حجبها فهي تملأ الصحف ووسائل الإعلام، فأينما ذهبتَ ستجد ذكرًا للأهلي المصري، وخصوصًا في البطولات الكبرى التي دائمًا يكون اسمه مدرجًا فيها
.
وفيما يتعلق بردود أفعال المصريين من جمهور الأهلي والجالية المصرية المقيمة في الدوحة؟ قالت لم أتوقع حجم ردود الأفعال التي تبعت مقالي في جريدة العرب حول النادي الأهلي المصري من محبي الأهلي ومن الجالية المصرية الكريمة، فأنا حينما كتبت عبّرت عن مشاعرنا وواجبنا تجاه نادٍ تاريخي عريق له فضل علينا بذكره، لكن مؤكد أن هذه الردود أثبتت لي حجم الترابط والتآخي بيننا نحن القطريين والمصريين عمومًا

، وكذلك بيّنت لي حجم التفاعل الذي يحدثه الجانب الرياضي وحجم جماهيريته عبر وسائل التواصل الإعلامي.

وتابعت فصيحة العرب ان الأدب هو وسيلة احتضان ووسيلة تعبير ترتبط بكل جوانب الحياة، الثقافية والرياضية وغيرها، لذلك فأنا أحاول الربط بين الرياضة والثقافة والأدب، فكل حرف وكل نص يمكن أن يحوي موضوعًا معينًا يمس حياة الناس ومن خلال هذا الأدب ننقل رسالتنا وقيمنا وفكرنا. وأنا اليوم اخترت الرياضة ميدانًا لحروفي وكلماتي فمن حق الرياضة وجماهيرها أن يكون لها قلم أنيق صادق يعبر عنها بحب ويعطيها حقها وتقديرها.

يذكر ان الدكتورة زينب المحمود استاذ علم اللغه واللسانيات بجامعة قطر تلقب فى محيطها بفصيحة العرب بعد ان حصلت على المركز الثانى فى برنامج فصاحة الذى قدمه تلفزيون قطر عام 2016 بمشارك شعراء وادباء من جميع الدول العربية .. وفيما يلى نص مقالها بجريدة العرب القطرية

تعلموا من الاهلي .. كبير العرب وافريقيا

كتبت مؤخراً – ولأول مرة بحياتي- مقالاً يتعلق بالشأن الرياضي، كان فوز «العربي» بكأس سمو الأمير هو الدافع أن أترك الكتابة – مؤقتاً- عن عشقي الأبدي «بحور الشعر وجماليات لغة الضاد»، فضلاً عن القضايا الاجتماعية المختلفة التي أتناولها في مقالاتي. لقد رأيت كم الفرحة بالشارع القطري لفوز نادٍ جماهيري ببطولة، وهو ما يعكس قيمة الأندية الشعبية، ودورها في فرحة الناس.
الحقيقة أن ردة الفعل الإيجابية على مقالي، شجعتني على تكرار التجربة. إذا كان العربي أكثر أنديتنا جماهيرية قد فتح شهيتي للولوج إلى دنيا الرياضة، فلماذا لا أكتب عن «كبير العرب وأفريقيا» صاحب الشعبية الجارفة على امتداد الأمة من محيطنا الثائر إلى خليجنا الهادر؟!
نعم.. سأكتب عن النادي الأهلي. وحينما أذكر الأهلي فإنني أقصد «الأصل» الذي خرجت منه وتيمناً به عشرات الأندية التي تحمل اسمه في كثير من بلاد العرب.
قبل نحو ثلاث سنوات كنت أجلس مع أسرتي، أمام قناة «الكاس» حيث كانت تنقل مباشرة من مطار حمد الدولي لحظات وصول بعثة «الأهلي المصري» إلى الدوحة للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية. لقد هالني ما رأيت.. حشود جماهيرية غفيرة تتنظر الفريق في المطار، يخرج أول فرد في البعثة..رجل وقور يمشي بخطوات واثقة والجموع تهتف له «بيبو.. بيبو !!»، بينما هو في تواضع غير مصطنع يطلب منهم عدم الهتاف لشخصه، والهتاف للنادي وللبعثة ككل.
من يكون هذا الرجل حتى يتم استقباله في المطار بهذا الحب الكبير الذي هزني من داخلي؟.
سألت عنه وسمعت الكثير والكثير، إنه محمود الخطيب «أسطورة» من أساطير الأهلي على مر العصور. وحينما تصف جماهير النادي أحداً بالأسطورة فإن اللقب لا يعكس فقط مهارته وعطاءه الرياضي، بل لابد أن تسبقه «الأخلاق»، ولذا ظل الخطيب محتفظاً بجماهيرية جارفة رغم اعتزاله اللعب منذ أكثر من ثلاثة عقود. ظل خلالها يخدم ناديه بإخلاص حتى وصل إلى مقعد «رئيس النادي» وما أدراكم برئاسة نادٍ يقول أصدقائي المصريون إن مشجعيه يمثلون بين 80-90% من أهل المحروسة، بينما يتطرف آخرون مازحين: إن كل مصري يولد فإنه بالضرورة يكون أهلاوياً!.
بالنسبة للخطيب أو «بيبو» كما يلقبونه، فقد رأيت فيديوهات له في الأيام الخوالي حينما كان يلعب. إن شئت الدقة أقول بعين المتفرج إنه أحد أمهر من يداعبون الكرة، وإن شئت الحديث بعيون الشاعر فسأعتبر أنه كان يقدم على المستطيل الأخضر تابلوهات من فنون وقصص وإبداعات.
أما عن الأهلى وقيمته، فإذا كانت شهادة المصريين فيه مجروحة، فإن شهادة سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم هى «شهادة الحياد». لقد قرأت تصريحات لسعادته قبل شهور حينما زار مقر النادي الأهلي في القاهرة، ذكر فيها أنه فوجئ بكم الإنشاءات في النادي، والتي تتم بمجهوده وتسويق اسمه، وأن أي لاعب أو فرد من جمهور الأهلي عليه أن يفخر أنه ينتمي إلى هذا النادي الكبير.
لو تحدثت عن الأهلي وما عرفته عنه فلن تكفيني المساحات، لكن باختصار هو «منظومة نجاح متكاملة» تقوم على عمل مؤسسي منذ 116 سنة، والنتيجة ليست فقط في تسيده الساحة الأفريقية، ولا كونه الثاني عالمياً في البطولات القارية، ولكن كمؤسسة عملاقة لها حالياً أربعة «فروع- صروح» كبرى على الأراضي المصرية وستفتتح خلال أيام الفرع الخامس، وهو ما لا يتوافر لأي ناد في المعمورة، ولذا يتسابق عليه الرعاة من كبرى الشركات والعلامات التجارية ليكون اسمهم مقترناً باسم الأهلي.
الواجب علينا كعرب الاستفادة من هذا النموذج الناجح والمنظومة الإدارية الرائعة. وعاش الأهلي الذي صرت واحدة من عشرات ملايين محبيه، وسيكون بالتأكيد ضمن أجندة زياراتي في مصر الحبيبة.