سلايدرمقالات

المستشار شريف حافظ يكتب: الثبات الانفعالى

كل إنسان له دور رئيسي في متاعبه..

فالبعض يصطدمون بالمشكلات دائماً ويعيش بداخلها..

والبعض يهدرون طاقاتهم في تضخيمها..

والبعض يعشقون التشاؤم والإحباط..

والبعض لايستطيعون التحكم في غضبهم وانفعالاتهم..

وبسبب تهورهم في بعض المواقف يندمون عليها بعد ذلك ؛ وجميعهم يتبنون نظرية الفشل .

فالغضب مثل البخار المضغوط في إناء محكم إن لم يجد مفراً لخروجه فإن الانفجار والانفعال والتصرفات غير المسئولة هي سبيلها الوحيد.

فلا بد أن تطرد من ذهنك كل الأفكار الإنهزامية المزعجة المسببة للتوتر والقلق والأفكار الإكتئابية السلبية المسببة لليأس والمخاوف .

وحيث أن القوة النفسية وقوة الشخصية لا تمثل تعريفاً علمياً مباشراً لموضوع بعينه؛ لا أنها تشير إلي قدرة الفرد على الثبات الانفعالي والضبط الذاتي

كما أنها تعكس أخلاق و عادات الفرد وقت التعامل مع الضغوط والأزمات وقدرته على الحلم وكظم الغيظ وعدم الاهتمام بصغائر الأمور . لا ينال العلا من كان طبعه الغضب

فقدرات وقوى الإنسان الكامنة أعظم بكثير مما يتوقع ..

وهو غالباً لا يعرف عنها شيء ولا يستغلها..

أما البعض الذين يتسمون بالحلم والثبات الإنفعالي

ويتحكمون في أنفسهم عند الغضب وفي انفعالاتهم والحفاظ علي إتزانهم وهدوئهم علي رغم من الضغوط المحيطة بهم؛ فهم أسعد وأنجح الشخوص .

فقد قرأت كثيراً عن الحكمة والفرق بينها وبين الذكاء وبينها وبين الفلسفة؛ ومدى ترابطها بالثبات الإنفعالي ؛ وأيقنت أنها ليست سمة فطرية نولد بها وإنما هي من مكتسبات الحياة وطبيعة التعاملات ويمكن إستخدامها أو عدم استخدامها من موقف لآخر.

وحيث أن الشخص الحكيم هو ذلك الشخص الذي لديه القدرة علي الموازنة العقلية بين نتائج الأمور علي المدى القصير والمدى البعيد؛ وبين المصلحة الشخصية ومصالح الآخرين ، وذلك مع التفكير في جميع الخيارات المتاحة ، وهو مايسمي بالموائمة والملائمة .

الحكماء يحافظون  علي هدوئهم في أوقات الأزمات وهم قادرون علي الرجوع خطوة للوراء والنظر إلي الصورة بشكل أشمل ، يتميزون بعمق التفكير ، واجادة التأمل في قدرات الذات ، وادراك حدود معرفتهم الخاصة ، والتفكير في البدائل دوماً وفقاً لمتغيرات الأمور ، مع الحفاظ علي ثباتهم الانفعالي في كل موقف علي قدر وضعه وحجمه وخطورته

وإذ قال إبن القيم [ إنها فعل ما ينبغي ، علي الوجه  الذي ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي ]