فنون

سمية أبو الفتوح تكتب: تربية وأصول.. لا “أصحاب ولا أعز”

عندما نتكلم عن التربية، فإن الحديث قطعا يمتد إلى الأسرة التى تمثل النواة الرئيسية للمجتمع، فإذا كانت الأسرة متماسكة، تعلم أبناءها القيم والأخلاق النبيلة، سينعكس ذلك على بناء مجتمع قوى، قادر على مواجهة التحديات والظواهر السلبية التى تؤثر بشكل غير إيجابى على أمن واستقرار المجتمع.

بعض البشر يظنون أن مهامهم تجاه الأبناء تقتصر على الحب والعاطفة، ومنحهم كل ما يطلبونه دون حدود، ودون تحمل مسئولياتهم أمام الله سبحانة وتعالى.

هنا يبدو السؤال..  كيف يمكن ترسيخ مفاهيم ومبادئ التربية التى تعتمد على القيم والأخلاق فى زمن ينتشر فيه الفن الهابط من مسلسلات درامية، وأفلام سينمائية تقدم مضامين غير لائقة وصورا غير أخلاقية فضلا عن الألفاظ الخارجة عن أصول التربية، وتعليم الشباب كيفية السرقة، وزنا المحارم والسب والقذف، والطرق المبتكرة فى القتل وارتكاب الجرائم المختلفة، رغم أن الشريعة الإسلامية وكافة الشرائع السماوية تجرم القتل والجرائم الأخلاقية، ولكن للأسف الشديد، فإن الفن يقدم كل ما هو غير لائق أخلاقيا باعتباره مباحا فى العلن، مثلما حدث فى فيلم ” أصحاب ولا أعز”، فقد أصبحت الأعمال الفنية تروج للرذيلة والأفعال المحرمة دينيا.

للأسف الشديد، هذا الفن الهابط سيساهم فى إضاعة مجهود سنين من التربية، عندما يشاهد أولادنا تلك المشاهد غير اللائقة أخلاقيا ولا دينيا.

الفيلم لم يقدم أى عظة أو ندم أو توبة من الأفعال غير الأخلاقية والمجرمة دينيا وقانونيا، والسؤال الذى يطرح نفسه، هل هذه القصص والصور موجودة بالفعل على أرض الواقع فى المجتمعات العربية؟ .. قطعا لا.. فنحن جميعا على علم بأصول التربية والدين والشريعة الإسلامية، والأخلاق الكريمة التى نعلمها لأولادنا.

لا يجب أن ننسى دور الأسرة فى مراعاة أولادهم وحمايتهم من خطر مواقع التواصل الاجتماعى، علينا جميعا المتابعة الحقيقية لأولادنا، لأن العالم أصبح قرية صغيرة من خلال مواقع ” السوشيال ميديا”، التى تمثل الآن أخطر حروب الجيل الرابع التى تهدد مستقبل أبناءنا وأمن واستقرار المجتمعات العربية والإسلامية، علينا أن ندق أجراس الخطر لحماية أبناءنا ومجتمعاتنا، ونطلب من الله تعالى الدعاء للحفاظ على أولادنا من كل سوء.