منوعات

عزة الجبالى تكتب: العنف ضد الأطفال

يعد موضوع العنف ضد الأطفال من الموضوعات الشائكة. كيف لأباء وأمهات أن يمارسوا العنف ضد أبنائهم تحت مسمي التربية، ملائكة الأرض تعذب من قبل ذويهم وبعضهم من يقتل بلا رحمة أوشفقة.. أباء وأمهات ماتت قلوبهم ومنهم من أصبحت قلوبهم كالحجارة علي أطفالهم.

أى ذنب اقترفه هذا الطفل حتي يكون مصيره التعذيب الجسدى والنفسي آلاف الأطفال يمارس عليهم العنف الأسرى تحت مسمي التربية وأن الخطأ لابد أن يكون له رد فعل قاسى حتي لا يقوم به مرة أخرى، أو ممارسة العنف علي الأطفال نتاج كراهية الآباء بعضهم لبعض وأستحالة العشرة بينهم أوجد العنف الأسرى بشتي طرقة.

تلك المشكلة أصبحت فى جميع المجتمعات مايقارب من المليار طفل فى العالم يتعرض الي أشكال العنف الجسدى أو النفسى أو المعنوي أو إحدى صور التنمر الموجة مابين السنتين والسبعة عشره سنة، تلك الظاهرة باتت منتشرة بكثرة،كما ذكرت المنظمات العالمية لحقوق الإنسان.ومنظمات حماية الأطفال ضد العنف الموجة والغير موجة أن التحدث في هذا الموضوع لابد أن يكون علي الملاء وأن توضع له الإحصاءات السليمة حتي يتم حصر الموضوع ووضع حلول جذرية له، لأن هناك مجتمعات مازالت تنكر تلك الممارسات فى حق الأطفال وتخجل من التحدث في ذلك الشأن حتي تكون صورتهم مكتملة الأركان من مظاهر التقدم والتحضر ونسوا أنهم يقتلوا زهور المستقبل وخلق جيل جديد إمعه وتابع لمن يقوده ويلوح له بالعصى، تلك السقطة التي تدمر لب المجتمع فان زهوره تداس بالاقدام ويهان حقوقهم بالعنف وطمس الشخصية ومحوها بكل أشكال العنف وصورة نتجة جهل وضعف الثقافة التربوية وعدم وجود بيئة آمنة للاطفال وأيضا أوضاع اقتصادية واجتماعية متردية ساهمت بشكل أو بأخر فى عدم استقرار الوضع الأسرى وانتشار الفقر والجهل والظروف العائلية والبيئية والبطالة،وإدمان المخدرات، وغياب الوعي الديني، وأصول التربية السليمة، وزواج القاصرات..

كل تلك العوامل تؤدى الى العنف ضد الأطفال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، قد يكون الإيذاء الجسدي أعنف تلك الممارسات فهناك اباء لا يعرفوا من العقاب إلا الضرب المبرح واستخدام صور وممارسات العنف السادي ضد الأبناء حتى تصل الي العاهات المستديمة لديهم بهدف التربية وتصحيح الأخطاء لدي ابنائهم. وأيضا أقل أشكال العنف هو النفسى والتنمر وألاهانة أى أيذاء نفسى ومعنوي ومادى. فقد نتج عن

خلاف ألازواج الدائم وعدم تقبل إحداهما للآخر هذا الثمن الذي يدفعه ألابناء .وأيضا قد يكون لتعدد ألاخوة من زيجات عدة سبب من أسباب العنف ضد ألاطفال في شتى صورة وتعددت أوجهة لاحصر لها من ضرب مبرح.وعقاب جسدى ومعنوى، إهانه سخرية.إتقصير،عدم وجود رعاية صحية أو نفسية أو مادية وعدم تأمين الحماية لهم..

تؤكد دراسات منظمات الصحة العالمية للأطفال أن العنف الواقع عليهم يؤثر علي النمو العقلي وتظهر لديهم علامات التأخر فى الإدراك وأطفال أخرون يكون عندهم مشكلة الإنطواء علي الذات عدم خلق علاقات اجتماعية مع أقرانهم نتيجة لتعرضهم لفقد الثقة بالنفس والشعور المستمر بالخوف حتي من التحدث أو إبداء الرأي وينعكس علي سلوكه داخل إطار الأسرة وخارجها قد يميل الي الهجوم والعنف ويكون سوء الطبع هو الغالب علي شخصيتة التي تميل الى التمرد وأيضا تظهر علي السطح إحدى الخصال وهى الكذب حتي يتجنب العقاب.

وهنا يأتي السؤال كيف لأسرة يسودها التفكك أن تربي وتنشىء طفل سوى ذو شخصية مستقلة مبنية على أساس فكرى وسلوكى ونفسى متزن وكيف نشكل سلوك طفل ونضبط انفعالتة وشخصيته وذلك عن طريق بناء فكر جديد وتركيبة اجتماعية لأطفال أسوياء بخلق أسرة قائمة علي الاحترام المتبادل والثقة والتفاهم حتي تكون تلك الأسرة هى الداعمة له فى حياتة هناك أطفال تساء معاملتهم نتيجة ظروف محيطة بهم تلك حالات فردية ليست محكومة بإطار اجتماعي قوى ألا وهو الثقة والحب.ترفقوا بأطفال هم شباب الغد وكيان المجتمع..

لابد من وجود  قانون رادع للعنف ضد الاطفال فى مجتمع أصبحت تتحكم فيه التكنولوجيا والمدنية الحديثة والاراء الحرة وليس في زمن التربية بالسوط، لابد فى دولة القانون والعدل أن تشرع القوانين الصارمة على كل من يمارس العنف ضد الأطفال هناك أطفال هاربون الي الشوارع نتاج العنف ضدهم وجدوا في الشوارع الملجأ لهم والبديل عن أم وأب بلا قلب ولا رحمة وتسلب فيه حقوقهم وتمارس ضدهم أبشع مظاهر العنف.ووضع قانون يناقشة البرلمان الحر لحماية أطفال من عنف ذويهم ضدهم الي سيادة القانون ومشرعية، ارحموا أطفال من ظلم أبائهم لهم تحت مسمي التربية. واخيرا وليس آخرا…
[تربية ألاباء قبل تربية ألابناء]