مقالات

سمية ابو الفتوح تكتب: قرارات التعليم.. ومستقبل الأجيال الجديدة

بين حين واخر تصدر قرارات غريبة وغير مفهومة من وزارة التربية والتعليم؛ لا نعلم مغزاها أو الهدف من وراءها تحت زعم ما يسمي بتطوير التعليم .. حتى تحول الطلاب واولياء الأمور الي فئران تجارب.

منذ ان عرف الانسان القراءة والكتابة.. كان الكتاب لصيقا وصديقا لطالب العلم؛ الذي يدون بمداد قلمه ما ترسخ في عقله من مفاهيم؛ ليحصل علي الدرجات المناسبة لحده واجتهاده في كراسة الامتحان بنهاية العام الدراسي.

ولكن الواقع تغير كثيرا في السنوات القليلة الماضية؛ بعدما تغيرت منظومة التعليم التي تم استيراد تجربتها من دول أوروبية واسيوية لا تتناسب مع امكانيات مدارسنا وقدرات معلمينا وطلابنا.

التغيير المفاجئ في منظومة التعليم لا يتناسب تطبيقها  مع طالب الثانوى الذي اعتاد علي مدار 9 سنوات من التعلبم علي الحفظ والتلقين.. ولم يعتاد علي الفهم والابداع والابتكار؛ لذا كان يجب تطبيق المنظومة في المراحل التمهيدية والابتدائية وليس الثانوية التي تحدد مصير ومستقبل الطلاب الذين يعانون الان من الاحباط بسبب هذا التخبط الشديد في منظومة التعليم.

بالتاكيد المنظومة التعليمية الجديدة بها سلبيات كثيرة؛ فالطالب لم يتطور علميا من استخدام التابلت؛ وبالتالي فقد خسرت الدولة مليارات الجنيهات علي أجهزة لم يستفيد منها الطلاب.

واللافت للنظر ان شبكات الانترنت غير متوفرة بالمدارس؛ ولم يتحمل ( السيستم)  دخول الطلاب عليه في وقت واحد أثناء اداء الامتحان؛ حيث يدخل عليه اكثر من 650 الف طالب وطالبة في توقيت متزامن؛ ولذلك يفشل عشرات الالاف من الطلاب من الدخول علي ( السيستم) في التوقيت المحدد للامتحان؛ او ضعف شبكة الانترنت ما يضطر الطلاب للذهاب الي الكافيهات لأداء الامتحان عليها لتوافر شبكة ( واي فاي) قوية بها.

التجربة أثبتت ان نظام التابلت غير صالح لطلاب الثانوية في هذه المرحلة .. وأن الأجيال القادمة ينتظرها مستقبل غامض؛ ولا أمل في البحث العلمي من هذه الاجيال المشتته؛ التي تحولت الي فئران تجارب.

وزارة التربية والتعليم بين فترة وأخرى تصدر قرارات متضاربة؛ ثم تداركت حجم الخطأ وتراجعت عن تطبيق منظومة التابلت في امتخان الصفين الاول والثاني الثانوي؛ وألغت نتيجة امتحان التيرم الاول علي ان يعقد امتحان شهرى ابريل ومايو ورقيا؛ بكل مدرسة؛ لمنع الغش الجماعي الذي حدث سابقا في امتحان التابلت.

فمن خلال هذا يبدأ الفكر الجيد بالنسبة لتطور المنظومة الجديدة و يرحل التابلت إلى مراحل التعليم الأولى إما الابتدائية وإما الاعدادية وكلاهما أرحم من مرحلة الثانوية وهذا أمر يحترم للرجوع فى القرارات فى هذا الأمر..

من حق الدولة أن ترى ما هو الأنسب بالنسبة للطالب ومن الضرورى فعله مع مراعاة جميع الجهات لهؤلاء الطلاب لأنهم جيل مصر وجيل المستقبل ونحن نرى فيهم الأمل المضىء لنا جميعا.

أشكر سيادتكم فى القرار الأخير وهو رجوع الطالب الورقة والقلم ولأنه الأصل الحقيقى لاولادنا.

أتمنى من الله تعالى أن يكرم أولادنا بالعلم النافع