سلايدرمقالات

النائبة أمل سلامة تكتب: المرأة .. حصن أمان واستقرار الوطن

المرأة هى حصن أمان واستقرار الشعوب والمجتمعات، فمنذ بدء الخليقة كانت المرأة شريكا وداعما للرجل فى إعمار الأرض، وتنشئة أجيال متعاقبة ترسخت لديها مبادئ الولاء والانتماء للوطن، فالمرأة هى حائط الصد الرئيسى للدفاع عن هوية الأوطان وتماسكها، فى مواجهة المؤامرات والمخططات الخارجية.

منذ فجر التاريخ،  والمرأة شريك رئيسى للرجل فى بناء الحضارة المصرية، ومكانتها مرموقة فى المجتمع، إيمانا بمبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات، فالزواج فى مصر الفرعونية، كان بمثابة رباط مقدس بين الرجل والمرأة، كما حرص المصرى القديم على دفن شريكة حياته معه فى القبر، على أن يبعثا معا، حيث كان المصرى القديم يؤمن بالبعث والخلود.

المرأة فى مصر الفرعونية، تختلف عن الحضارات الأخرى، فهى لم تعرف العبودية، وظلت مكانتها مرموقة، حتى وصلت إلى درجة التقديس والتأليهة، فمن منا لا يتذكر الألهة “إيزيس وحتحور وماعت وسخمت”، رموز الحب والجمال والخصوبة والوفاء والإخلاص والقوة، كما تدرجت المرأة فى المناصب القيادية حتى وصلت إلى العرش، والأمثلة واضحة وضوح الشمس، لعلنا نتذكر إياح حتب ” ملكة طيبة” والدة أحمس طارد الهكسوس، والملكة حتشبسوت، وتى زوجة اخناتون، وكليوباترا، وحظيت بألقاب ستظل محفورة فى الذاكرة، من بينها عظيمة البهجة، وسيدة الجمال، وسيدة الحب، والعظيمة فى القصر، وطاهرة اليدين.

ورغم أن الإسلام كرم المرأة، وحررها من الظلم والقهر والعبودية، التى سادت بعض المجتمعات، ورفع من مكانتها ومنزلتها، وأعطاها حقوقها كامل، ومنحها حريتها وكرامتها، إلا أن كثير من المجتمعات لم تلتزم بالمبادئ الإنسانية السامية التى حض عليها الإسلام، فتراجع دورها وانتقص من حقوقها نتيجة التغيرات التى طرأت على الدول العربية والإسلامية.

ولكن لم تستسلم المرأة، بل ناضلت من أجل حريتها واستقلالها، ومن أجل المساواة فى الحقوق والواجبات، والحق فى التعلم والعمل، ولم يقتصر نضالها على ذلك، بل كافحت من أجل استقلال الأوطان من الاحتلال، ورفع راية الوطن عاليا، كما تصدت إلى جانب أبطال القوات المسلحة والشرطة، لمؤامرات الجماعات الإرهابية، حيث حملت على عاتقها الحفاظ على استقرار الأسرة، وأمن واستقرار الوطن، والمشاركة فى الاستحقاقات الدستورية لبناء الدولة.

الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم يترك مناسبة، دون توجيه الشكر والتقدير والعرفان لبنات النيل وعظيمات مصر، وحرص دائما على تكريمها ومنحها حقوقها، ووصفها بأنها “ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن، وشاهدة على مجد الأمة، فهى الظهر والسند، ونبع الخير الذى لا ينضب، والحصن الأمين لأبنائها، ولا يفى قدرها أية كلمات مهما طالت، ولا أية تعبيرات أدبية مهما كانت بليغة”.

منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية عام 2014، حصلت المرأة على امتيازات غير مسبوقة، للحصول على حقوقها كاملة، حيث تم إطلاق استراتيجية تمكين المرأة 2030، والتى تأتى متوازية مع استراتيجية التنمية المستدامة 2030، حيث تولت المرأة العديد من المناصب القيادية بالحكومة، وزيادة تمثيل المرأة فى مجلس النواب والشيوخ، إضافة إلى المجالس المحلية، إضافة إلى توفير المناخ الملائم لمساهمة المرأة فى سوق العمل، وتوفير الحماية الاجتماعية لرعاية الأسر المعيلة، وفك كرب الغارمات،  وإصدار تشريعات تغلظ عقوبات العنف ضد المرأة .