مقالات

محسن عليوة يكتب :لنكن معاول بناء لا معاول هدم

دائماً ما أتحدث عن أن الإنسان السوى يجب أن يكون معول بناء و تعمير و لا يكون معول هدم و تدمير وواجب أن نكون دُعاة بناء وإن كثُر المخربين، فهناك فرق شاسع بين من يبنى وبين من يهدم و هناك معادلة تقول بأن معول الهدم من الاستحالة أن يكون أداة بناء، مهما حاول صاحب معول الهدم ، فإن هذه المحاولة حتماً ستفشل ، لأن عملية التحول لا ترتبط بتغيير الشكل بل انها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقناعات والقيم التى يؤمن بها الفرد.
وهناك فارق كبير بين من يزرع شجرة وبين من يقطعها، وبين من ينير المصباح ومن يطفئه، ومن كان إيمانه بالعنف فمن الاستحالة أن يدًعى يوماً بأنه يسعى للسلام ، كما أن من كان ولاؤه لأعداء وطنه فمن الصعوبة أن يقنع من حوله بولاءه لقضايا وطنه ، و خصوصاً إن كانت هناك الكثير من الأدلة التى تثبت ذلك ، وهناك فارق كبير بين من يستخدم يداه فى البناء والأخر فى الهدم وهناك من يستخدمها فى مداواة الناس والأخر فى الإضرار بهم ، ولا يُعد ذلك من الطباع البشرية السوية
و نحن بنى البشر بين خيارين إما أن نكون أدوات بناء أو أن نكون معاول هدم ،وذلك بالنسبة لنا ولأسرنا ومجتمعاتنا ودولتنا وكذا بالنسبة لأفكارنا ومبادئنا التى نؤمن بها ، فنحن بأيدينا نستطيع تحديد الدور الواجب القيام به تجاه كل شىء.

كلنا يستطيع تحديد ما إذا كان أداة بناء أو معول هدم وذلك بمدى إيمانه بمقدرات وطنه وأمته ومدى حفاظه على هذا الوطن ومدى صدق حديثه و المامه بمشاكل مجتمعه الذى يعيش فيه ، ولا يجب القول أن كل المنتقدين يعتبروا معاول هدم ، فهناك نقد بناء يراعى صاحبه أن لا يكون من اصحاب الكلمات الرنانة التى تعمل على نشر الفتن والقلاقل بين أبناء المجتمع بل إنه ينتقد بطريقة المحب لوطنه الساعى لبنائه وان يكون مستخدماً جيداً لعبارات تبعث على التهدئة ونشر روح الإطمئنان من خلال الاعلام المرئى والمسموع و المقروء أو من خلال مواقع التواصل الإجتماعى وهذا هو النقد الذى يتم ممارسته للبناء ويهدف الى التصحيح، وتغيير الواقع السلبى الى واقع إيجابى يعالج الخلل ويبحث عن طرق واساليب علاجها و وضع البدائل المناسبة .
وعلى الجانب الأخر وللأسف الشديد أن هناك نقد هدام يقوم به أولائك الساعين للشهرة ولو على حساب أوطانهم بهدف النقد لا لشيئ آخر، من اجل شو اعلامى مزيف وابراز قوة كلامية هلامية من خلف الكيبورد أو شاشات الحاسب الآلى ، غرضه الاساسى تهييج المجتمع وتضخيم أى أمر مهما كان تافهاً ومحاولات هذا الصنف من الهدامين التشكيك فى كل شيئ تقوم به مؤسسات الدولة واشاعة الكثير من الشائعات .
فيا أيها الهدام كن معول بناء أو لتصمت, ولا تكن مَعول هدم لوطنك ومقدراته ففى أزمنة الأزمات تُعتبر هذه الأفعال خيانة لهذا الوطن .
حفظ الله مصر شعباً وقيادة
أمين عمال حزب حماة الوطن