إحترقت في الستينات وهدمت منذ عامين..ننفرد بتفاصيل مغامرة لإستكشاف القنصلية الأمريكية في بورسعيد..صور
كشف الدكتور أحمد رجب مفتش الأثار والمتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة حكاية مبني القنصلية الأمريكية ببورسعيد،وقال
أن مبنى القنصلية الامريكية يقع بنطاق حي الشرق ببورسعيد و يطل بواجهته الرئيسية على شارع فلسطين ( السلطان
حسين سابقا)،ويشغل المبنى مساحة قدرها 1252 م2،و من خلال الوثائق نجد أن تاريخ إنشاء المبنى يرجع إلى عام
1925م/1344هــ .
بوستة الجيش الهندي
والمبني كان يستخدم في بداية الأمر من قبل مجموعة من الجاليات المقيمة بالمدينة، حيث كان يشغل المبنى بوستة
للجيش الهندي و الحاكم العسكري، و المسيو ديبلورجو و غيرهم من أفراد الجاليات الأجنبية،و في 18 يونيه 1933م إستخدم
المبنى كقنصلية للولايات المتحدة الأمريكية،وظل يستخدم كقنصلية حتى عام 1958م.
وفي ستينات القرن الفائت قام المتظاهرون باقتحام مبنى القنصلية الأمريكية و القنصلية البريطانية بإشعال النيران فيهما،وذلك
بسبب سياسات الولايات المتحدة الامريكية المعادية حينها،وأصبح المبنى مهجوراّ حتى انتقلت ملكيته لأحد رجال
الاعمال،وظل المبنى وعليه أثار الحريق الشاهدة على الروح الوطنية للمتظاهرين إلى ان طالته معاول الهدم في يناير 2018م.
الدكتور أحمد كان سعيد الحظ بدخوله إلي المبني قبل هدمه،وكان الأمر بمثابة مغامرة حكي لنا كواليسها،حيث قال أن
المبنى ظل لفترة طويلة مهجورا،وكثيرا ما كان أطفال الشوارع يقفزون فوق السور الخاص بالمبني ويدخلونه للنوم
بداخله،وتردد أنهم كانوا يتناولون موادا مخدرة بالداخل.
وقال أنه عندما أراد دخول المبني كان في أحد الأيام الساعة 5 فجرا،حيث أحضر سلما كبيراً وكان معه صديق له يعمل مصورا
فوتوغرافيا وقد دخلنا المبني بالفعل لإستكشافه،ولا أنكر أنه كانت تملأنا رهبة كبيرة من المكان،واتذكر جيداً أن خفاشا كبيراً
وجدناه علي السقف وعندما دخلنا طار فجأة ولا أنكر أنني حينها بالفعل”قلبى وقع فى رجليا”.
وأكد رجب أنه كان يملأه الإصرار والحماسة لدراسة هذا المبني واستكشافه،خاصة أنه وحسب قوله كان كثيرا من
البورسعيدية يحكون عنه وعلاقته بالمقاومة الشعبية،وقد سافرت إلي دار الوثائق بالقاهرة واطلعت علي الوثيقة الخاصة
بالمبنى،وعندما اكتشفت معلومات جديدة عنه تحمست اكتر أن اخوض التجربة والمخاطرة للقفز من فوق السور لادخل
وادرس واكتشف المبنى.
كشك سجائر قريب
وفجر مفاجأة أنه دخل المكان مرتين،وفي إحداها كان هناك كشك سجائر قريب،واثناء ما كنت أهم بالقفز من فوق سور
المبني ظن صاحب الكشك أني”حرامى وداخل اشرب مخدرات”،وقد تشاجر معي حينها وهددنى ان يتصل
بالبوليس،لكنني”غفلته ودخلت برضو وما سكتش”لأني كان عندى دافع و اصرار على دراسة المبنى.
واضاف:الحمد لله إحساسي واصرارى كان فى محله،لأن سبحان الله قلبى كان حاسس وكأن المبنى كان بيستنجد بيا،حيث
أنه بعدها بشهرين تقريبا تم هدم المبنى، وفى المرتين التي دخلت فيهما المبني كنت أحسب الوقت جيداً للخروج بعد
الانتهاء من التصوير وعمل رسم هندسى للمبنى،والذي كان من فرط اهماله لسنوات طويلة أشبه بالمقبرة بمعني الكلمة.