> فى عهد أبى بكر الصديق تم جمع السعف والرقاع التى دون بها آيات القران الكريم،وذلك خشية أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حملته
كشف محمود عبدالله محمد باحث دكتوراة أثار ومدير بوزارة السياحة والآثار رحلة المصاحف الأثرية عبر التاريخ،وذلك منذ البعثة النبوية وبدء الوحي وحتى الآن،مشيرا إلي أن الرسول الكريم محمد”ص”حرص على كتابة ما انزل عليه من القرآن الكريم وذلك بإملائه لكتاب الوحي الأربعة ، وتم تسجيل الآيات على المواد التي توفرت للكتابة في زمانهم فسجلوا الآيات على الرقاع وسعف وجريد النخيل،وكان الرق”جلد الحيوان”هو أرقى هذه المواد واستمر مستخدما إلى أن تولى الرشيد الخلافة.
وتابع:وفى عهد أبى بكر الصديق تم جمع السعف والرقاع التى دون بها آيات القران الكريم،وذلك خشية أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حملته،لأنه لم يكن مجموعا فى موضوع واحد فجمعه أبو بكر فى صحائف مرتبة وفق ما وقفهم عليه النبى (ص)،وبهذا تغير شكل المصحف وأصبح فى صحائف من الرق متشابهة ومتساوية فى الطول والعرض بين دفتين،وذلك بعد أن كان مفرقا بين قطع السعف والخشب والفخار وغيرها.
# مصحف الإمام
حفظت الصحف التي سجل بها القران وجمعت فى عهد أبى بكر وظلت حتى وفاته،وظلت حتى عهد عثمان بن عفان،وفى عهده كان الكثير من العجم قد دخلوا فى الإسلام واختلفت القراءات واللهجات،فرأى عثمان بن عفان ضرورة عمل نسخ من المصحف ترسل إلى الأمصار،فجمع القراء والصحابة وقام بجمع المسلمين على القراءات الثابتة عن النبي الكريم،وسمى مصحف الإمام وأرسل نسخة إلى كل من الكوفة والبصرة و الشام ومكة وإحتفظ عنده بنسخة،وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان وتولى الإمام على بن أبى طالب كان حريصا كل الحرص على سلامة النص القرآني على ما هو عليه في مصحف الإمام.
# سهولة القراءة
وقال الباحث أنه من أبرز الخصائص والشروط لكتابة المصحف الشريف”خاصة المصاحف الأثرية”،جمال الخط ووضوحه بما يساعد على سهولة قراءة القران الكريم،وكان الخط الكوفي هو الخط المستخدم لكتابة المصاحف فى القرون الأولى للهجرة وهو خط جاف أهم ما يميزه أن حروفه ذات زوايا اى انه ليس حرفا لينا،وفى العصر المملوكي كانت تتم كتابة المصاحف بخط الثلث وبخطط المحقق وخط النسخ،وفى العصر العثماني شاع خط النسخ واستمر حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي،وفى إيران شاع استخدام الخط الفارسي”التعليق والنستعليق”.
# الخطوط اللينة
وعن خطوط المصاحف منذ بدء الوحى وحتى نهاية العصر العثمانى قال:كان من الطبيعي أن ينال الخط الجزء الأكبر من اهتمام المسلمين لأنه الوسيلة الأساسية التي حفظ بها القرآن الكريم،وكتب الخطاطون المصحف الشريف فى البداية بالخط الكوفي بدءا من الكوفي البسيط،حتى بلغ أوج ذروته فى ق 5 هجري / 11 ميلادي،وفى القرن 6 الهجري / 12 الميلادي بدأ الخطاطون فى استعمال الخطوط اللينة من النسخ والثلث فى كتابة المصاحف وكتبوه أيضا بخط التعليق،وفى العصر المملوكي استخدم الخط الثلث فى كتابة الآيات فى حين استخدم معه الخط الكوفي فى كتابة عناوين السور
وفى العصر العثماني اعتمد الخطاطون على الخطوط اللينة ولم يلجأوا إلى إستخدام الخط الكوفي بأيِّ شكل من أشكاله في كتابة المصحف الشريف، وقد سلك هؤلاء الخطاطون أساليب عدة لكتابتهم المصحف الشريف بهذه الأنواع الخطية اللينة ، فقد كتبوه بنوع واحد منها أو بنوعين منها أو بثلاثة أنواع قبل أن تستقر الطريقة العثمانية على أسلوب كتابة المصحف الشريف بخط النسخ وحده،ونلاحظ فى عدد سطور المصحف خاصة فى العصر العثماني أنه كان فى اغلب الأحوال فى الورقة الواحدة تكون وتراً”عدد فردى”،فتكون 11 أو 13 أو 15 أو 17 سطرا فى الصفحة الواحدة،وقد التزم الخطاطون بذلك فى اغلب كتابات المصاحف التي نسخوها، وهذا لا يمنع وجود بعض النماذج القليلة التي لم يلتزم بها الخطاط فى عدد الأسطر .
# التذهيب زخرفة
وكشف الباحث أن التذهيب هو استخدام ماء الذهب مع بعض الألوان الأخرى مثل الأزرق والفيروزي،وقد شاع استخدامه فى زخرفة المصاحف وخاصة فى فواصل السور وفواصل الآيات وهوامش بعض صفحات المصحف،وغالبا ما يكون التذهيب فى زخرفة الصفحتين الأولى والثانية وكذلك الصفحة أو الصفحتين الأخيرتين منه،وبلغ التذهيب ذروته فى القرنين 14 و 15 م،وأشهر نماذج المصاحف المذهبة تلك المجموعة المحفوظة فى دار الكتب المصرية وتعود للعصر المملوكي،وتنوعت زخارف المصاحف بين زخارف نباتية وهندسية
# التجليد فن
وارتبط فن التجليد بالمصاحف للحفاظ على أوراقها وقد بلغ غايته فى العصر المملوكي،وكان يتم تنفيذ الزخارف على جلود الكتب والمصاحف بطريقة الدق أو الضغط على الجلد بالة خاصة واحيانا يتم الزخرفة بصفائح رقيقة جدا من الذهب تضغط على الجلد بواسطة اله تسخن فى النار قليلا،وقوام الزخرفة صرة كبيرة على متن الغلاف وتمتلئ هذه الصرة بزخارف هندسية وخاصة الأشكال النجمية إلى جانب الزخارف النباتية المتمثلة فى الفروع المتشابكة