
كتبت – ريهام علي
صرح فريق من العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عن اكتشافات جديدة فيما يتعلق بمرض الزهايمر، حيث توصلوا إلى تحديد خلايا الدماغ الأكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وتابع العلماء الباحثين، إن الخلايا تقع في منطقة تعرف باسم “القشرة المخية الأنفية الداخلية” وهي تتحكم في إدراك الزمن والوقت وحركة الجسم وحفظ الذاكرة، وإصابة تلك الخلايا بالمرض يؤدي إلي فشلها في عملها وموتها قبل الخلايا الأخرى.
وصرح البروفيسور “مارتن كامبمان” المسؤول الأكبر عن إعداد البحث، إن خلايا الدماغ معرضة بشكل خاص لتكتلات سامة أو “تشابكات” من بروتين يسمى “تاو”، وهو يقضي عليها من الداخل، واستهدافهم لها يمكن أن يحد المرض من انتشاره في مساراته والقضاء عليه.
وعند تحليل أنسجة المخ وجدوا أن المجموعة المحددة من الخلايا تختفي في وقت مبكر جدا، يتبعها مجموعة فرعية مماثلة في التلفيف الأمامي العلوي، وتعرف هذه المنطقة بالمادة الرمادية وهي مسؤولة عن الوظائف المعرفية العليا، مثل التفكير وحل المشكلات والتخطيط والذاكرة العاملة – المستخدمة في تنفيذ المهام.
وقال البروفيسور كمبمان: “نحن نعرف أي الخلايا العصبية هي الأولى التي تموت في أمراض التنكس العصبي الأخرى، مثل مرض باركنسون ومرض الخلايا العصبية الحركية – ولكن ليس مرض الزهايمر”.
وأضافت البروفيسور ليا غرينبيرغ، أحدي الباحثين في الدراسة أن مرض الزهايمر ينتج عن بروتين “تاو” والأميلويد.
“والأميلويد” بروتين آخر يتكوّن في لويحات أو كتل خارج خلايا الدماغ، وكان الاعتقاد السائد أن وجود هذه البروتينات يعني أنها النهاية لحياة الخلية، لكن في هذا البحث اكتشفنا أن الأمور لا تسير على هذا النحو.
موضحة، إن الخلايا المصاب بتلك البروتينات لا تموت جميعها فهناك من ينتهي به الأمر بسرعة ويتوقف عن العمل وهناك من يقاوم المرض ولسبب ما لا تموت بعض الخلايا، وهذا ما دفعهم لفهم العوامل التي تجعل جزء من الخلايا عرضة للمرض والجزء الآخر قادر على المقاومة التي تصل في بعض الأحيان إلي سنوات.
الدراسة ونتائجها
وفقا لما جاء في صحيفة ديلي ميل، بعد دراسة الباحثون أنسجة دماغ عشرات الأشخاص الذين ماتوا في مراحل مختلفة بسبب مرض الزهايمر في الولايات المتحدة والبرازيل اكتشفوا ما يدعي ب “RORB” وهو بروتين تتميز به هذه الخلايا الضعيفة في كل من القشرة المخية الداخلية والتلفيف الجبهي العلوي.
وحدث ذلك عن طريق استخدام تقنية تسمى تسلسل الحمض النووي الريبي أحادية النواة من تجميع الخلايا العصبية بناء على أنماط النشاط الجيني، وتحت المجهر أكدوا أن هذه الخلايا العصبية تموت في الواقع في وقت مبكر من المرض كما أنها تجمع تشابك “تاو” بدون ال RORB.
وتدعم هذه النتائج وجهة النظر أن تراكم بروتين “تاو” هو محرك حاسم للتنكس العصبي، ولكن البيانات الحديثة تظهر أنه ليست كل خلية تتكون من هذه الكتل معرضة بشكل متساو، وباستخدام تقنية تحرير الجينات التي طورها مختبر كامبمان سيتم التوصل لفهم ما يجعل هذه الخلايا عرضة لمرض الزهايمر – وكيف يمكن عكسه.
وأكد الباحثون، على أن اكتشافهم للمعرف الجزيئي لهذه الخلايا الضعيفة بشكل انتقائي، بمثابة مفتاح جديد لحل ألغاز خلايا الدماغ، ويمنحهم الفرصة للدراسة بالتفصيل سبب استسلام الخلايا لعلم أمراض “تاو” (الزهايمر) وما الذي يمكن فعله من أجل جعلها أكثر مرونة، وسيكون هذا نهجا جديدا تماما وأكثر استهدافا لتطوير علاجات لإبطاء ومنع انتشار مرض الزهايمر.