سلايدرمحافظات

د. هانى حسين يكتب: المنصورة إلى أين ذهبت

 

ربما يعلم الكثيرون أن المشتغل بالعمل العام قد تواجهه الكثير من التحديات والمعوقات التى قد تحول بينه وبين المأمول من أمانى يمكن أن يكون قد تمنى بلوغها قبل عهد إسناد المهمة إليه ولكنى أجد نفسى مدفوعا للحديث عن موضوعى هذا دفعا فلم تثنينى الرغبة فى تناوله عن الصدود عنه بالتماس أعذار لأصحابه…..

غداة مرحلة مابعد الثورتين تعالت أصوات كثيره نادت بتمكين الشباب من العمل العام ذلك لتجديد الدماء والأفكار والطاقات وإستحداث أنماط غير تقليديه فى التطوير والتحديث وأظن أن الدولة قطعت فى ذلك الأمر شوطا لا بأس به إذ أسندت نيابة المحافظين بل ومنصب المحافظ ذاته إلى ثلة من الشباب حتى أن محافظا كمحافظ الدقهلية د. أيمن مختار ونائبه خرجا من منطلق هذا التصور الذى تعهدته الدولة أخيرا وإنتابت أبناء المنصورة حالة من التفاؤل  وتوسمت في محافظهم الجديد حينها طاقة دينمية شابة يمكن أن تنهض بالمحافظه ومدينتها العتيقه لا سيما وأن القياده السياسيه  فى غير مرة شددت على أن دور كل محافظ فى إقليمه هو إمتداد لدور الرئيس و أن على كل محافظ أن يستوجد الموارد والتمويل اللازم لتطوير الشكل العام بمحافظتة بعيدا عن خطط الدوله الإستراتيجه التى تضطلع بها الحكومة فى كافة الأقاليم من تشييد البنيه الأساسيه من كهرباء ومياه وصرف وخلافه عبر حلول جذرية لمشكلات أرهقها طول العهد بالمسكنات و مؤقت الحلول إذ لم يعد يجدى الترقيع نفعا فى ثوب متهرء…

فضلا عن مساعيها إزاء مضاعقة رقعة المعمور المصرى للوصول به من 7% إلى 14% وما يقتضيه ذلك من مد لأفق التعمير وبناء المجتمعات الجديدة وبناء الجسور وتشييد الطرق

ومن هذا المنطلق وبعيدا عن هذا الإطار العام أكاد لا أجد الدكتور أيمن مختارقد نحى عن سابقيه منحى مختلفا فلا جديد يذكر و إنما هو قديم يعاد… روح الإبتكار والتجديد والخيال غائبه فى خضم روتينى قديم يسلكه الرجل إلا من خلال بعض مشاهد الظهور و إثارة الإنتباه كما حدث بواقعة مديرة المدرسه.. ولم يسترعى إنتباهه لا هو ولا كثير غيرة من زملاءه من المحافظين طاقة الرئيس المشبوبه التى لا تخطئها عين للوقوف على كل مشروعات الدوله ومتابعة معدلات تنفيذها للوصول إلى حلمه فى دولة عفية ناهضه فى سائر المجالات…أبحث فى مكتبة الذاكرة المتواضعة لدى فأكاد لا أجد من محافظى تلك المحافظة التى أشرف بالإنتماء اليها ممن إجتهدوا فأخلصوا سوى أسماء كسعد الشربينى وفخر الدين خالد رحمهما الله..

.المنصوره تلك المدينه العريقه تبدوا للناظر صفراء شاحبة عاصبة الجبين سيما وأنها وغيرها من عواصم الأقاليم ليسوا كالقاهرة على إتساعها فمحاورها الرئيسيه لا تزيد عن أربعة أو خمسه بمعنى أن أى جديد سينال أروقتها وميادينها وطرقها لن تخطئه عين أو يتغافله ناظر و لن يضيع فى سعة رقعتها كالقاهرة …كانت المدينة وقت اللواء سعد الشربينى ترفع ناظريك اليها فلا تجد غالبا من الألوان فيها سوى الأبيض لون مبانيها ولون أشجارها الخضراء..

أليس بوسع المحافظ  وجامعات المحافظه ورجال أعمال المحافظة وهم كثر بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والأهالى إضافة روح جديدة عبر طلاء واجهات أبنية الشوارع الرئيسيه بلون واحد وتوحيد لافتات المحلات بنسق واحد وتسوية الأرصفة وإزالة المخلفات و الأتربة و إضافة أنماط من التشجير بعيدة عن شجر الفيكس الذى يبدوا كرؤوس الشياطين بأشجار مزهرة ذات ألوان لا تعوق حركة المارة وتنسيق أحواض للزهور فى كل فراغ طالما كان إلى ذلك سبيل وإفساح المجال لإبداعات كليات الفنون وغيرها بمنحوتات وجداريات تتوافق على جودتها لجنة فنية من اهل المجال بما يتناسب وتاريخ ونضال المدينة ضد الحروب الصليبية فى العصور الوسطى وإعادة تسمية بعض الشوارع بأسماء من عاصروا تلك المرحلة كقطز وبيبرس وشجر الدر والملك الصالح وحتى مشيدها الملك الكامل محمد بن أيوب بديلا لأسماء غريبة مثلا كشارع المدير ومشعل والدراسات….وغيرها  لتصير المرجع التراثى والتاريخى للمنصوره الجديدة والتى ستكون بالطبع بنت عصرها هذا…..

مدينة الشعراء الذى كتب بها ناجى صخرة الملتقى حينما كان يجلس هو وأصدقاءة من الشعراء والأدباء على ضفة نيلها فتتجلى ابداعاتهم كعلى محمود طه وصالح جودت و أحمد باكثيرتبددت جاذبيتها وسط الزحام والجلبه والضوضاء..ذلك  وإن كان الزحام قبحا ياسيادة المحافظ فما ينبغى أن نكون عونا لهذا القبح على مدينتنا وكان عليك أن تكون مبدعا غير تقليدى كونك مسئول عن محافظة  كبيرة ومدينة غير تقليديه وإعتزل إن شئت الظهور حينا حتى يكثر طحينك بلا ضجيج فتعود حاملا إنجازا طالما حلم به أهل المدينه.