د. هانى حسين يكتب: النصر العظيم فى عيون وقحة
ما لبثت أن نهضت مصر متجاوزة أتراحها .. متجاوزة أحزان الهزيمة والتنحى وتأبى الجماهبر إلا أن تواصل الكفاح متسلحة بروح
التحدى والإصرار التى إكتسبتها عبر التاريخ الطويل من الجهاد ضد المستعمر تارة والمعتدى تارة، وتعيد القيادة السياسية
ترتيب الأوراق والأدوار وتتمكن مصر من اعادة هيكلة وتنظيم القوات وبناء حائط الصواريخ غرب القناه فى ظل حرب ضروس
إبتدرتها معركة رأس العش بعد عدة أيام من حرب يونيو ألا وهى حرب الإستنزاف أو حرب الألف يوم كما يسميها الإسرائيليون
تلك الحرب التى أظهرت للعالم ان مصر لم تلقى بمنشفتها بعد وأن يونيو هى أحد جولات الصراع و أن أمة كمصر لا يفرض
عليها واقع مهما كلفها من أموال و أنفس .
حرب الاستنزاف البوابة الحقيقية لـ النصر العظيم
تلك هى حقائق التاريخ فكانت حرب الإستنزاف البوابة الحقيقية للولوج الى حرب الكرامة والتحرير وعبرت الجماهير الحزينة
صدمة موت القائد والزعيم فما زادها الحزن إلا رغبة مشبوبة فى الانتقام وإرادة صلبة لا تلين حتى إذا استيئس العدو من
قيامة هذا البركان الخامد إنهالت عليه جلاميده ولظاه المحرق فقد لقنت العسكرية المصريه درسا قاسيا مريرا للعدوالصهيونى
لن ينساه بشهادتهم هم انفسهم الإسرائيلين قبل غيرهم، إجتاز الجيش المصرى معضلتين فى العلوم العسكريه كؤودتين
كونهما متلاصقتان ألا وهما الحاجزان المائى متمثلا فى قناة السويس والترابى فى خط بارليف و أصبح الجيش الإسرائيلى
الذى إستبد به وبقياداته الصلف والغرور منكس الرأس حاسر الجبين.
فكثيرا ما قال موشيه ديان قائده التاريخى “إنى لأفضل شرم الشيخ بلا سلام عن سلام بلا شرم الشيخ” فلكأنها ضيعة أبيه
وأجداده… وإنقض أبناء النيل على الصهاينة إنقضاض الطير الجارح على طير قد رآة لتقفز رئيسة وزرائهم مرتعدة الفرائس
تستصرخ رئيس أميركا ريتشارد نيكسون ” إنقذوا إسرائيل من الهلاك وإلا تنتهى” ..”كان زلزالا مدمرا تعرضت له اسرائيل” بتلك
الكلمات السابقه وصف موشيه ديان القائد التاريخى للجيش الإسرائيلى حرب يوم الغفران كما يسمونها معقبا فى مذكراته “لا
نملك الأن القوه الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى”.
وتتناول جولدا مائير فى معرض ذكرياتها عن النصر العظيم لمصر فى كتابها حياتى قائلة “لن أكتب عن الحرب عسكريا فهو متروك
للأخرين ولكنى سأكتب كونها كارثة وكابوس عشته بنفسى وسيظل معى طوال عمرى”، وتضيف أنها على أثر ذلك قد فكرت
فى الإنتحار سيما وأنها كثيرا ماسخرت من قدرة المصريين وقادتهم على فعلها “فكرت فى الإنتحار بالأيام الأولى من الحرب
ولم أشعر بهدوء إلا بعد وصول الإمدادات الأمريكيه”.
وهنا نذكر كيف هددت أمريكا القيادة المصريه على لسان الذئب الأبيض هنرى كيسنجروزير خارجيتها بالدخول فى الحرب إلى
جانب إسرائيل بشكل مباشر ان لم تفض مصر تطويقها للجيب العسكرى الإسرائيلى بالدفرسوار ليرحل بسلام دون أن تقوم
بنسفه وتدميره كما كانت تعتزم.
أكتوبر تسونامي أحالة حياة اليهود إلى رعب في حرب النصر العظيم
لقد كانت أكتوبر تسونامى أحال حياة اليهود إلى رعب وفزع كبيرين وحطم طموح قادتهم فتهاوت أحلامهم على وقع أقدام
جيش النيل المكبر باسم الله…ذلك غيض من فيض من شهادات قياداتهم أنفسهم عن الحرب التى يحاول البعض من الحيات
الإخوانيه بفحيحها فى إستنبول إلإردوغانية وبعض من أذنابهم فى قطر أن يعرضوا بها..
النصر العظيم على أثره إستردت مصر أرضها كاملة غير منقوصة..ما من شك أن مصر عبر تاريخ القضية الفلسطينيه قد
تكبدت الكثير والكثير من الكلفه الإقتصادية التى أرهقتها أى إرهاق والكلفة البشرية التى تكبدتهامعظم بيوت مصرمن فقد
لأبناء وأزواج وآباء… قدمت مصر منذ 1948 وحتى الأن ما لم تقوى دولة قط على تقديمه إلا أصحاب الحنجوريات الجوفاء الذين
يستخفون بهذا الدور وهذا الفداء العظيم عبر الجزيرة وأخواتها ممن وقعوا عقودا أزلية مع النفاق والدونية والخسة والسؤال
لرعاديدها أين الحمساويون من قضيه فلسطين ماذا صنعوا وماذا عساهم يصنعون سوى إفتعال أزمة حمقاء بين الفينة والفينه
بالتنسيق مع الصهاينة بإطلاق صاروخين أحولين لا يقويان على إصابة بطة عرجاء ضلت طريقها فى ناحية من تل أبيب او
غيرها من المدن ليكون الرد عاصفا من جيش الدفاع على أبرياء فلسطين الذين لا ذنب لهم فى حماقات قيادات حماس
الكرتونيه و ما يلجأون إلى ذلك إلا غاية فى جمع بعض أموال من العرب بداعى إعادة إعمار غزة والواقع إعادة إعمار جيوبهم…
تمرد حماس
ترى ماذا جنته القضية بعد تمرد حماس وانفرادها بحكم غزه منذ 2007 إلا إنقساما ووهنا وتشرزما و إستقطابا متعددا للقضيه
وإفراغا لها من جوهرها النبيل فما أروعها من فرصة لاسرائيل انفراد حماس بغزه إن ما يزعجها حقا أن يجتمع الفلسطينيون
على كلمة سواء وعلى قلب رجل واحد وتحت راية واحدة …وصدق الشاعر القائل.. لكل داء دواء يستطاب به ….إلا الحماقة
أعيت من يداويها…….مشكلة هؤلاء وهؤلاء من أمثال جمال ريان وعزام التميمى وعزمى بشارة وغيرهم أنهم يريدون أن
يعيشوا فى رغد أموال الخليج ويحرر لهم الجيش المصرى بلادهم من يد المغتصب ويقدمها لهم “لفة هدايا” بل ان بوصلة
حماس الحولاء توجهت زمنا الى ذلك الجيش ذاته فما فعله قادة كتائب القسام الحمساوية فى سيناء من أمثال ممتاز
دغمش وأيمن نوفل منا ببعيد حين إغتالت يد الغدر 16 جندى مصرى صائم فى رمضان 2012 وخطف أخرين وليس أيضا ببعيد
عن ذاكرتنا صوت مرسى بتصريحه الشهير أننا حريصون على سلامة الخاطفين والمخطوفين…ياجهابذة الجزيرة الحمقاء لم
نقرء فى كتب التاريخ أن بلدا قد حررا أرضا لشعب ثم تركها له كى يحكم ……وأردوغان يجيبكم إن سألتموه أيخرج من
فلسطين إن حررها لأهلها…ياجهابذة الجزيرهوأخواتها…. لن يحرر التراب الفلسطينى إلا الفلسطينيون أنفسهم ومن خلفهم
دعم العرب كافة…. تلك هى سنة الكون وشهادات الزمان وفيوضات التاريخ فالجزائر كافحت مائة عام حتى إستقلت فكان لها
ما ناضلت لأجله طيلة قرن كامل من الزمان فما أوقح عيون مبصره تأبى أن ترى ضوء النهار.