مع إقتراب الإفتتاح..عبد البصير:مسلة التحرير معلم مميز في قلب القاهرة وسيتنافس زوار الميدان علي سيلفي معها
وأخيرًا تحقق الحلم بالقرار الجريء والمهم بوضع مسلة من مسلات مصر الفرعونية في ميدان التحرير. والحقيقة إن هذا كان حلمًا حلمنا به وطالبنا به كثيرًا. وها هو يتحقق أخيرًا. وهذا القرار أثلج صدورنا جميعًا..ما سبق جزء من تصريحات الدكتور الحسين عبد البصير مدير متحف مكتبة الإسكندرية،وذلك مع قرب إفتتاح مشروع تطوير ميدان التحرير الذي قارب علي الإنتهاء منه،والذي تزينه مسلة تم نقلها والإنتهاء من وضعها في قلب الميدان وتحيط بها 4 من كباش الكرنك تم نقلها من الأقصر.
وتابع عبد البصير:تأتي أهمية هذا القرار من أن كل ميادين العالم بها ما يميزها من معالم سياحية وأثرية لافتة على عكس ميدان التحرير. وميدان التحرير المصري الشهير في العاصمة القاهرة هو أكبر الميادين وأشهرها في مصر،وبعد أن تم نقل تمثال نجم الأرض الفرعون الأشهر الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى مقره الأبدي الجديد في مقدمة المتحف المصري الكبير كي يستقبل زوار المتحف من المصريين والعرب والأجانب على حد سواء، لم يعد لدينا معلم أثري بارز في وسط العاصمة. ومن المعروف أن المسلات المصرية العظيمة تنتشر في عدد كبير من مدن الدنيا وعواصم العالم مثل مسلة رمسيس الثاني الشهيرة الموجودة في ميدان الكونكورد الشهير في العاصمة الفرنسية باريس.
وبعد نقل مسلة الملك رمسيس الثاني من حديقة المسلة بالجزيرة إلى مدينة العلمين الجديدة منذ أن تم وضعها هناك في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أصبح مهمًا أن تكون لدينا مسلة فرعونية في قلب ميدان ميادين مصر: ميدان التحرير حتى تضفي على الميدان جمالاً على جمال وحتى تصير معلمًا أثريًا وسياحيًا شهيرًا يتنافس المصريون والعرب والأجانب في زيارته وأخذ الصور التذكارية والأفلام القصيرة بجواره وتسويقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تصوير الأفلام التسجيلية والروائية في محيطه حسب سيناريو هذه الأفلام.
وقال:لقد كانت المسلات الفرعونية هي ناطحات السحاب في مصر القديمة. وما تزال تحتفظ بأهميتها وجمالها وشموخها، فضلاً عن قيمتها الفنية والتاريخية من خلال النصوص الهيروغليفية التي كان الملوك الفراعنة يسجلون عليها من الألقاب والأحداث ما كانوا يفخرون به ضمن إنجازاتهم من أجل الشعب المصري الطيب الذي كانوا يحكمونه بكل الحب والرحمة والعمل من أجله، وكذلك من أجل الدفاع عن أرض مصر المباركة والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيها، والعمل على تنميتها ورخاء أرضها وإمداد المعابد بكل ما تحتاج إليه وذلك من ضمن واجبات الفرعون المقدسة في مصر القديمة.
وأضاف:وكانت المسلات رمزًا مهمًا من رموز الديانة الشمسية وعبادة الإله رع رب الشمس في مدينة الشمس “أون” أو “أونو” أو هليوبوليس، أي “مدينة الشمس” لدى الإغريق، أو منطقتي المطرية وعين شمس في شرق محافظة القاهرة حاليًا. وكانت المسلات تجسيدًا دينيًا لأشعة الشمس التي تأتي من السماء وتسقط على الأرض، ومن خلال انكسار شعاع الشمس على الأرض تم تكوين الشكل الهرمي من خلال قمة المسلات هرمية الشكل،ومن هنا جاء فكرة بناء الأهرامات لدى المصريين القدماء.