“ثورة بركان خامل”.. رواية للكاتبة ريم محمد البسيونى

طريق صعب، ذلك الذي أجبره قدره على السير فيه، فمضى فيه رغما عنه، يجابه العقبات التي تتربص به  وحده دون معين، لازمه الألم طيلة سنوات عمره القليلة، حديثه وجع مخفي خلف براءة ابتسامته، ونظراته تحمل أنات يغلفها الصمت، ضم صدره قلبا ممزقا ظل ينزف لسنوات، وبعثرت مشاعره الطاهرة وذهبت أدراج الرياح .

تعثر وسقط ، ونهض يلملم بقاياه بصبر ورضا، والتزم الصمت حتى لا تسقط رايته البيضاء التي يرفعها استسلاما .

ولكن النيران لا  يمكن أن تظل خامدة إلى الأبد ، مهما حاولنا .. فلا بد أن تندلع يوما ما ، غير عابئة بالدمار الذي ستسببه.

لقد آن الآوان لذلك البركان أن يثور ..

رواية “ثورة بركان خامل” تحمل في طياتها الكثير من المعاني الإنسانية حاولت الكاتبة تجسيدها لتدق بها ناقوس الخطر وتلفت أنظار المجتمع لمشكلة اجتماعية بات يعاني منها الكثيرون ..

فبطل الرواية شاب يعاني من لفظ المجتمع وعدم تقبله له، تقوقع على نفسه متأثرا وآثر الانعزال والانخراط في وحدته، عاني الكثير من ويلات العزلة إلى أن حاول مجددا  الانغماس في جنبات الحياة كالآخرين، ولكنه لم يجرؤ على محاكاتهم، شكلت سخريتهم سدا منيعا أمامه ولم يتمكن من اختراقه، ثم حدث أن تمرد المسالم، ثار كالبركان ودمر الجميع وأولهم نفسه ..