سلايدرفنونمنوعات

#صاحب_الجلالة تحفة سينمائية لم تفقد بريقها عبر 57 عاما وشاهدة علي تاريخ الخديوي إسماعيل..شاهد

 

رغم مرور حوالي 57 عاما علي العرض الاول لهذا الفيلم،الا أنه يحتفظ ببريق الكوميديا الراقية ولم يفقد قدرته علي أن يجعلك تضحك من قلبك بجد..عن فيلم”صاحب الجلالة“الذي تم عرضه في 4 نوفمبر عام 1963،ومن ﺇﺧﺮاﺝ فطين عبدالوهاب الذي يعد بلا منازع ملك الأفلام الكوميدية وله بصمة خاصة وواضحة في هذا المجال.

فيلم صاحب الجلالة
فيلم صاحب الجلالة

الفنان الرائع السيد بدير نجح ببراعة في كتابة قصة وسيناريو وحوار الفيلم وهو مأخوذ عن نص لمسرحية أجنبية،وقد تم ذكر ذلك في تيتر المقدمة ويحسب هذا لصناع الفيلم،واذا لم تعرف هذه المعلومة وشاهدت الفيلم ستشعر أنه مصري بإمتياز.

 

وذلك من خلال الحوار الذي تضمن جملا من الحياة اليومية والبيئة المصرية،خاصة ما جاء علي لسان البطل الفنان الراحل فريد شوقي،والذي قدم مباراة كوميدية رائعة مع الفنان الكبير أيضا الراحل فؤاد المهندس والفنانة الكبيرة سميرة أحمد وحسن فايق وأحمد الحداد،وكل هؤلاء وغيرهم نجح المخرج فطين عبد الوهاب بمنتهي البراعة أن يضع كل منهم في دوره لنجد أنفسنا أمام كم من الضحك لا حد له.

أحد نقاط القوة والروعة في الفيلم هي الملابس خاصة لشخصيتي مارينجوس الأول”فريد شوقي”وعسكراني” فؤاد المهندس”والحرس الذين كانوا معهم في الفيلم،حيث أن قصة الفيلم تدور حول مارينجوس الأول سلطان بورينجا وزيارته لمصر لمدة 10 أيام،ويحاول بعض أتباع السلطان الذي كان قبله وتم خلعه قتل مارينجوس الأول عدة مرات تفشل جميعها،وفي هذا الإطار يتضمن الفيلم كثيراً من المواقف المضحكة.

فيلم صاحب الجلالة
فيلم صاحب الجلالة

روعة الملابس في الفيلم ليست غريبة،خاصة إذا علمنا أنها من تصميم المبدع الراحل شادي عبد السلام،والذي لم يكن مخرجا فقط بل صمم ديكورات وملابس عدد من أشهر الأفلام المصرية ومنها وإسلاماه ورابعة العدوية وعنترة بن شداد وألمظ وعبده الحامولى وشفيقة القبطية ورابعة العدوية وأمير الدهاء وبين القصرين وأضواء المدينة،بخلاف تحفته الأشهر فيلم”المومياء”،حيث كانت ملابس شادي عبد السلام واقعية ومتناسبة مع شخصيات الأفلام إلي أبعد مدى.

ونأتي إلي أهم ما يلفت النظر في الفيلم الذي تم تصوير أغلب مشاهده في فندق”ميناهاوس”وخاصة محبي التراث والتاريخ،حيث أن الفندق في الأساس قصر أثري وتاريخي بناه الخديوي إسماعيل باشا عام 1869 على مساحة 40 فدان،وذلك ليكون استراحة له ويلتقي فيها ضيوفه فيها،واختار لها هذا المكان الذي يطل علي منطقة الهرم،وفي وقت لاحق قام إسماعيل بتوسعة الإستراحة لتتحول إلي قصر رائع ومبهر،وبعد عدة عمليات بيع وشراء وانتقال ملكية أصبح فندقاً

فيلم صاحب الجلالة
فيلم صاحب الجلالة

الفيلم وكم كان رائعاً أنه الوان،نجح بشدة في توثيق كثيرا من العناصر المعمارية الزخرفية في القصر،خاصة المشربيات والبلاط الأزرق اليدوي والفسيفساء والأبواب الخشبية المنقوشة يدويا والمطعمة بالنحاس والصدف، كذلك الحجرات والممرات الداخلية للقصر والتي ظهرت بما فيها من أثاث كقطعة فنية لا تقدر بثمن،وكل هذا يجعل الفيلم بمثابة وثيقة شديدة الأهمية حفظت شكل وهيئة القصر الأثري والتاريخي.

تحليل يكتبه .. علاء الدين ظاهر