أخبار مصرتقارير وحواراتسلايدرمنوعات

حكاية مركب خوفو الثانية من الألف للياء..حلم مستحيل أصبح حقيقة ملموسة بسواعد مصرية يابانية..رحلة 5000 سنة تنتهي في المتحف الكبير

4 مراحل مهمة من العمل بدأت بالهانجر حتي التجميع الكامل

ليست كنوز المتحف المصري الكبير المزمع افتتاحه في 2021 تماثيل مومياوات ولا مسلات،فهناك أيضاً مركب خوفو الثانية الجاري حالياً العمل علي تجميعها،وذلك بعد قرب انتهاء استخراج اخشابها من حفرة المركب بالهرم،حيث يعد المشروع من أبرز جوانب التعاون المصري الياباني،وسيعرض المركب مع المركب الأولي في المتحف.

الأستاذ الدكتور  ساكوجي يوشيمورا  رئيس جامعة هيجاشى نيبون الدولية اليابانية ورئيس بعثة مركب خوفو الثانية قال أن فريق العمل المصري اليابانى بدا فى مصر العمل بمشروع مركب خوفو الثانيه منذ عام 1992 وحتى تاريخه،وقد وضعت الخطه المقترحة لهذا المشروع بالكشف عن المركب ثم ترميم وتجميع اجزاءها ثم نقلها للعرض بالمتحف المصرى الكبير فى قاعة خاصة بها .

مركب خوفو الثانية
مركب خوفو الثانية

من جانبه كشف د.عيسي زيدان  مدير عام الشئون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير  والمشرف  علي ترميم  مشروع مركب خوفو عددا من النقاط والحقائق التاريخية،والتي تلخص مسيرة المشروع الذي بدأ قبل عدة سنوات،وهذه النقاط وضع لها عنوانا معبراً هو”خوفو من الحلم المستحيل الي الحقيقة الملموسة”.

عدد من الأسماء وجه إليها زيدان الشكر،وعلي رأسهم وكما وصفه زيدان في حديثه،الوزير المحترم الخلوق الأستاذ الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار،وذلك علي دعمه لهذا المشروع العملاق، والسفير الياباني نوكي ماساكي له كل الشكر والتقدير، وفريق العمل من الجانبين المصري والياباني علي المجهود المبذول والإنجاز  الرائع الذي تحقق  في استخراج وترميم مركب خوفو الثانية بالهرم،والذي أوشك على  الانتهاء في المرحلة  الأولي،وقد شهد له نائب رئيس الجايكا ووصفه بالعمل الرائع

المرحلة المقبلة من المشروع تتمثل في تجميع المركب في المتحف المصري الكبير،حيث قال عيسي زيدان أيضاً:شكرا جزيلا  لعالم الآثار الياباني عاشق الحضارة المصرية القديمة  الأستاذ الدكتور  ساكوجي يوشيمورا  رئيس جامعة هيجاشى نيبون الدولية اليابانية ورئيس بعثة مركب خوفو الثانية

مركب خوفو الثانية
مركب خوفو الثانية

وتابع قائلا:وشكرا جزيلا للواء المهندس عاطف مفتاح  المشرف العام علي مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، علي تصميمه الفريد لمبني متحف مركبي  الملك خوفو،الذي سيكون واحدا من أعظم وأروع المتاحف،وهو مبني يليق بعظمة الملك خوفو،وشكرا لليابان حكومة وشعبا وهيئة التعاون الدولي اليابانية الجايكا، وشكرا للزملاء من مرممين واثريين ومهندسين وعمال.

وفى 26مايو عام 1954م اعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف يعد من اهم الاكتشافات الفريدة من اثار الملك خوفو وهو اكتشاف حفرتين لمراكب الملك خوفو والتي سميت  بمركب الشمس والتي عثر عليها فى الجهة الجنوبية للهرم الاكبر،وعمل كمال الملاخ واحمد يوسف علي اكتشاف وترميم واعادة تركيب المركب الاولي  والتي خرجت الى النور بعد ان مكثت فى باطن الارض مايقرب من 5000 سنة،وتعرف بمركب الشمس وتعرض حاليا في المتحف الخاص بها الذي افتتح عام 1982 م.

ويعتبر مشروع ترميم وإستخراج أخشاب مركب خوفو الثانية واحد من أكبر مشاريع الترميم والتي تعبر عن أوجه التعاون المثمر بين اليابان ومصر ويتم بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وجامعة واسيدا اليابانية وجامعة هيجاشي نيبون الدولية برئاسة دكتور ساكوجي يوشيمورا  وبدعم هيئة التعاون الدولية (الجايكا)

ممدوح طه المشرف الأثري بالمشروع كشف أن هدف المشروع منذ البداية هو رفع القطع الخشبية الخاصة بالمركب الثانية من داخل الحفرة،والعمل علي ترميمها وإعادة تجميعها لكي يتم عرضها داخل قاعة خاصة بالمتحف المصري الكبير.

وعن بداية التخطيط للعمل بمركب خوفو الثانية،قال أنه فى عام 1987 م تم الأتفاق بين هيئة الأثار والجميعة الجغرافية الأمريكية على عمل مشروع لتصوير محتويات الحفرة الثانية،دون المساس بمحتوياتها أو حدوث تغيير فى مناخها و بيئتها،وادخال الاجهزة القياسية لمعرفة الحرارة والرطوبة داخل حفرة المركب،وقام المهندس”بوب مورس”المتخصص فى تكنولوجيا الحفر بتصميم الجهاز الذي إستخدم فى ثقب الحفرة دون المساس ببيئتها أو تسريب الهواء إلى داخلها.

وكشف عيسي زيدان أنه في عام 2008 تم وضع خطة خاصة بسير العمل فى المشروع وتضمنت عدة مراحل رئيسية،مشيرا إلي أن الهدف من المشروع استخراج جميع القطع من داخل الحفرة والإنتهاء من الترميم منتصف العام الحالي وهو ما تم بالفعل،وجاري بدء وتجهيز العمل بالمرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي وتجميع المركب بالمتحف المصري الكبير،ليعرض فيه عند افتتاحه في 2021.

مركب خوفو الثانية
مركب خوفو الثانية

وقال زيدان أنه تم استخراج ما يقرب من 1272 قطعة خشبية من الحفرة حتي الان،وهذه القطع كانت عبارة عن 13 طبقة داخل الحفرة،وذلك بعد عمل عمليات التأمين والحماية لها بتغليفها بالورق الياباني كوسيلة تقوية وحماية اثناء عملية الرفع،وتم تسجيل كل القطع بداخل المعمل وتحديد الحالة الراهنة لها، وتم عمل ترميم أولي لعدد 1200 قطعة،وتم نقل حوالي 1006 قطعة خشبية الي مخازن المتحف المصري الكبير،وهناك 4 مراحل تلخص مشروع المركب وما تم فيه.

المرحلة الأولى

تضمنت تجهيز الموقع بعمل تغطية”هانجر”يحيط بموقع الحفرة كاملا وبجواره اماكن لبناء معمل ترميم ومخازن،وبداخل الهانجر الكبير تم عمل تغطية صغيرة على حدود الحفرة فقط لتقييد الظروف البيئية عند رفع البلاطات الحجرية التى تغطى حفرة المركب،وفي عام 2010 تم رسم مساقط أفقية لسور الهرم المحيط والذى كان يغطى الحفرة،وتم عمل توثيق للسور الأثرى باستخدام الليزر سكان.

المرحلة الثانية

في 2011 تم رفع الغطاء الحجرى الذي يغطي حفرة المركب ويقدر بعدد 44 كتلة حجرية،وتتراوح أوزانها بين 11 الي 18 طن وتم وضعه خارج الحفرة،و تم ضبط درجة الحراره والرطوبة داخل الهانجر قبل بدء اعمال الرفع،وتم عزل سقف حجرة الحفرة بالواح خشبية معالجة كيميائيا تم استيرادها من اليابان للحفاظ على معدل الحراره والرطوبة،وتم انشاء وتجهيز معمل للترميم ومخزن مؤقت بالموقع لحفظ اخشاب المركب بعد معالجتها لحين اعادة التركيب.

المرحلة الثالثة

في 2012 تم اخذ عينات من الاخشاب واجراء كافة التحاليل العلمية والمعملية عليها فى مصر واليابان طبقا لموافقات اللجنة الدائمة،لتحديد مظاهر التلف المختلفة وانواع التلف الميكروبيولوجي متمثلا في الإصابات الفطريات والحشرية التى توجد بالاخشاب،وعلى نتائج التحاليل تم وضع الخطة المناسبة للترميم ومعالجة أخشاب المركب،وذلك في معمل الترميم والمخزن الخاص بالاخشاب بالموقع.

المرحلة الرابعة

بدأت في 2014 تضمنت رفع الاخشاب من حفرة المركب الي معمل الترميم وترميمها وتقويتها،وعمل الدراسة التجريبة اللازمة وتم التوصل إلي المواد المناسبة التي تم استخدامها في أعمال التقوية،وتم عمل إختبارات التقادم علي هذه المواد ودراسة الاختبارات المعمليه لها لإستنتاج مدي نجاحها وما هو تاثيرها بعد مرور مائة عام علي عمليات التقوية،وتم التوثيق اللازم لجميع الطبقات التي يتم رفعها بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد،وتم الترميم الأولي والتدعيم للقطع المتدهورة داخل الحفرة،وتم عمل رسم يدوي وتوثيق بالتصوير ثلاثي الأبعاد لكل قطعة بعد إنتهاء الترميم، تمهيدا لتجميع المركب باستخدام برامج الحاسب الألي قبل البدء في تجميع المركب داخل المتحف المصري الكبير قريباً.

علاء الدين ظاهر