تقارير وحواراتفيديو الحدثمنوعات

الكتابة المصرية القديمة عبقرية أدهشت العالم..كيف بدأت والكلمات الباقية منها في لغتنا الحالية؟..تقرير بالفيديو

المصري القديم فكر في وسيلة يسجل بها أحداث حياته اليومية وتسهل له التواصل مع جيرانه

 

تعد الكتابة واحدة من أهم المصادر التي من خلالها تعرفنا على الحضارة المصرية القديمة وتاريخها،وبقدر أهميتها جاء الفيديو

الجديد الذي أًصدرته الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب بالأثار بعنوان”إختراع الكتابة”الكتابة والخطوط المصرية

القديمة”،وهو من إعداد د.هناء مسلم أمين متحف بالمتحف المصرى الكبير،والتي كشفت خلاله بصوتها تاريخ الكتابة ودورها

المهم في تاريخ مصر القديمة.

 

 

كلنا عارفين ان المصريين القدماء كانوا بيهتموا بتسجيل تفاصيل من حياتهم في شكل نقوش وكتابات فضلت موجودة لحد

دلوقتي على جدران مقابرهم وآثارهموأكدت لنا مدى براعتهم في مجالات كتيرة جدا.. ذي الطب والهندسة والفلك وغيرها،

لكن اذاي المصريين القدماء قدروا انهم يتوصلوا لاختراع الكتابة عشان يسجلوا بيها أفكارهم وأحداث حياتهم.. دا اللي هنعرفه

مع بعض في حكايتنا النهاردة.(صورة لكتابات ومناظر ونقوش على الجدران)

*نشأة الكتابة المصرية القديمة:

 

 مراحل استقرار المصري القديم

 

المصري القديم في عصور ما قبل الأسرات مر بمرحلتين مهمين:

المرحلة الأولى: وهى مرحلة جمع الطعام واللي اعتمد فيها المصري القديم على الصيد أو اقتلاع جذور النباتات وبعض أوراق

الشجر عشان يقدر يوفر حاجته من الطعام كل يوم.

المرحلة التانية: ودي المرحلة اللى قدر فيها المصري القديم إنهيستئنس الحيوان ويكتشف النار والزراعة.

وقدر المصري القديم باكتشافه للزراعة انه يستقر وزادت أنشطته اليومية وتعاملاته مع جيرانه فبدأ يفكر في وسيلة يقدر بيها

انه يسجل أحداث حياته اليومية وكمان تسهل ليه التواصل مع جيرانه،    كانت البداية من عصر نقادة الأولى والثانيه واللي بدأ

فيها المصري القديم بتسجيل تعاملاته في شكل صور على الصخور، الصور دي كانت عبارة عن رسوم وخطوط عُرفت باسم

“المخربشات”ومكنش بيسجلها على الصخور بس دا كمان كان بيسجلها على الأواني المصنوعة من الفخار في الفترة دي

وفضل المصري القديم يستخدم الطريقةدي في تسجيل أفكاره لفترات طويلة.

 

 

كتابة الأفكار

 

لكنه لقى إن الطريقة دي مش هتخليه يكتب كل أفكاره خصوصاً لما زادت نشاطاته اليومية بشكل أكبر.. فكان لازم يفكر في

وسيلة ثابتة تمكنه منتسجيل أحداث حياته اليومية، خاصة بعد ما توصل للاعتقاد في الحياة بعد الموت وانه هيبعث مرة تانية،

الاعتقاد ده دفعه إلى انه يحافظ على جسده من التحلل واللى كان من ضمن وسائل المحافظة عليه هو انه يكتب اسمه

على جسدهأو على تمثاله أو على جدران المقبرة بتاعته عشان الروح تقدر تتعرف عليه، ويبعث مرة تانية في العالم الآخر.

وبعد محاولات كتيرة قدر المصري القديم أنه يتوصل إلى الكتابة واللي نقلته من عصور ما قبل التاريخ إلى  العصور التاريخية.

الطريقة اللي استخدمهاالمصري القديم عشان تساعده في الكتابة

لما بنزور الآثار المصرية وبنشوف كتابات المصري القديم بنلاقيها عبارة عن رسوم مستوحاة من الطبيعة ودا لأن المصري

القديم فكر انه يستخدم الحاجات اللي موجود في الطبيعة من حواليه  ذي الطيوروالحيوانات والنباتات وحتى جسم الإنسان

نفسه عشان يستخدمها في كتابة الحروف والكلمات، ويعبر بصورتها عن المعاني اللي عايز يقولها

واعتمد المصري القديم في تحديد الحروف ونطقها على حاجتين:

أول حاجة اعتمد عليها هى صوت الطيور والحيوانات وغيرها من الكائنات الموجودة في الطبيعة، فمثلاً هنلاقي طائر

النسرسمع المصري القديم صوته ربط بينه وبين حرف الألف فرسمه وعبر بيه عن حرف الألف.

وكمان البومة صوتها (اممممم) فرسمها وعبر بيها عن حرف الميم.

هنلاقى كمان الحية صوتها (ففف) فرسمها وعبر بيها عن حرف الــ “ف”.

وكمان الكتكوت صوته (سوووو) فرسمه وعبر بيه عن حرف الواو، وهكذا.

أما الحاجة التانية اللي اعتمد عليها المصري القديم في تحديد نطق الحروففهى معاني الأشياء عنده فمثلا هنلاقي الخبز في

مصر القديمة بيعني “تا” فرسم نص رغيف الخبز واداله صوت حرف التاء.

وكمان ذراع الانسان واللي معناه في مصر القديمةعاااا فرسمه المصري القديم وعبر بيه عن حرف العين.

وبرده الثعبان ومعناه في اللغة المصرية القديمة “جدفت” فرسمه وعبر بيه عن حرف الجيم.

وهنلاقى ان الحروف الأبجديةللغة المصرية القديمة بتتكون من 24 علامة تصويرية.

 

خطوط اللغة المصرية القديمة:

 

طيب هل يا ترى المصري القديم كتب بخط واحد والا كتب بأكتر من خط؟

الحقيقة إن المصري القديم كتب بأكثر من خط وده بسبب طول الفترة الزمنية للعصور المصرية القديمة واللي خلته يلجأ

للكتابه بأكثر من خط عشان يقدر يتماشى مع طبيعة الحياة ويلبي متطلبات كل فترة، فهنلاقي ان اللغة المصرية القديمة

اتكتبت بأربع خطوط وهي بالترتيب: الهيروغليفي، والهيراطيقي، والديموطيقي، والقبطي، والخطوط الأربعة دي مظهرتش مرة

واحدة ولكنها ظهرت متتابعة:

* بدأت الكتابة المصرية القديمة بالخط الهيروغليفي منذ فترات مبكرة عشان كده بيعتبر هو أقدم الخطوط اللي اتكتبت بيها

اللغة المصرية القديمة، واستمرت الكتابة بيه لنهاية التاريخ المصري القديم، وفي الخط ده هنلاقي انالكاتب بيرسم العلامات

كاملة وبكل تفاصيلها وبشكل واضح فلو هيرسم الصقر مثلا هنلاقيه بيرسمه كامل بكل تفاصيله (العينين والمنقار والرجلين)،

ونفس الشيء لو هيرسم حيوان أو أي علامة تانية،وكان بيتكتب بالخط الهيروغليفي على جدران الأماكن المقدسة ذي

المعابد والمقابروعشان كده عرف باسم “الخط المقدس” وكان يُنقش على الآثار باستخدام الأزميل إما بشكل بارز أو بشكل

غائر.

في كتير من الناس بتقول على اللغة المصرية القديمة “اللغة الهيروغليفية”، والكلام ده مش صحيح لأننا ذي ما عرفنا دلوقتى

 

“الهيروغليفي هو خط مش لغة”

 

وكانت الكتابة بالخط الهيروغليفي بتكونفي شكل صفوف أفقية ورأسية من الشمال إلى اليمين أو من اليمين إلى الشمال

وده هنشوفه دايما في النصوص المتسجلة على جدران المقابر والمعابد واحنا بنزورها.

* ولما زادت الأنشطة اليومية عند المصري القديم بشكل أكبر لقى إن الخط الهيروغليفي الكامل ده مش هينفع يكتب بيه لأنه

عايز وقت ومجهود كبير لأنه بيتكتب بالأزميل فبدأ المصري القديم يختصر ويبسط العلامات اللي بيكتبها بالخط الهيروغليفي

عشان يكتب بسرعة ويوفر الوقت والمجهود في الكتابة ، يعني لو هيرسم الصقر مش هيرسمه كامل ذي الهيروغليفي لأ

هيرسم راسه بس من غير العينين والمنقار وهيرسم الرجلين عبارة عن خطين بس، واتعرف الخط السريع المبسط ده باسم

“الخط الهيراطيقي” يعني الخط الهيراطيقي هو عبارة عن تبسيط أو اختصار للخط الهيروغليفي، وكان بيتكتب بقلم

“البوص”.على الورق وكسر الفخار، وكان الخط الهيراطيقي بيتكتب دايما من اليمين للشمال.

* بعد كده بدأ المصري القديم يكتب بخطمختصر أكتر من الخطين اللي قبله وهو “الخط الديموطيقي”واللي اتكتب بيه في

العصر المتأخربداية من القرن الثامن ق.م واستمرت الكتابة بيه حتى القرن الخامس الميلادي، وكان بيتكتب بالحبر وقلم البوص

على الورق والفخار ذي الخط الهيراطيقي، وكان بيتكتب دايما من اليمين للشمال ذي الخط الهيراطيقي، وبيماثلالخط

الديموطيقي خط الرقعة عندنا دلوقتي، واشتقت كلمة “ديموطيقي” من الكلمة اليونانية “ديموس” “Demos”، والتي تعني

“شعبي. واعتبر الخط الديموطيقي هو اخر الخطوط اللي اتكتب بيها اللغة المصرية القديمة في العصر الفرعوني.

* أما رابع خط اتكتبت بيه اللغة المصرية القديمة فهو الخط القبطي “أو الخط اليوناني” واللي بيعبر عن المرحلة الأخيرة من

مراحل كتابة اللغة المصرية القديمة، وربما اضطر المصري القديم إلى إنه يكتب بالخط ده لوجود اليونانيون اللي كانوا محتلين

لمصر في الفترة دي، ودا اللي خلاه يدور على طريقة تسهل ليه وسيلة التفاهم معهم وهو انه يكتب لغته بحروف لغتهم

اليونانية، وقد ساعدنا الخط اليوناني إننا التوصل إلى لأقرب نطق صحيح للغة المصرية القديمة.

 

* حجر رشيد:

 

ولما نتكلم عن الكتابة المصرية القديمة منقدرش ننسى “حجر رشيد”واللي بيعتبر هو المصدر الأول في حل رموز الكتابة

المصرية القديمة،واللي اكتشفه جنود الحملة الفرنسية سنة (1799م) وهما بيحفروا خندق حوالين قلعة “سان جوليان”

القريبة من مدينة “رشيد” بمحافظة البحيرة، ومحفوظ بالمتحف البريطانيحالياً، ومتسجل عليه نص مكتوب بثلاثة خطوط من

خطوط اللغة المصرية القديمة، وهم: الخط الهيروغليفي(وده الخط الرسمي للدولة)، والخط الديموطيقي (وهو خط الحياة

اليومية اللي كان سائد في الفترة دي)، والخط اليوناني (لغة البطالمة اللي احتلوا مصر قديماً ذي ما قولنا).

بعد اكتشاف الجنود للحجر مباشرة أمر “نابليون بونابرت” (قائد الحملة الفرنسية) بإعداد أكتر من نسخة من الحجر عشان تتم

دراسته من الباحثين في أوروبا، وبعد محاولات كتيرة من العلماء بدأت بالعالم الإنجليزي “توماس يونج”وانتهت بالعالم الفرنسي

“جان فرانسوا شامبليون” واللي قدر انه يقرأ النص اليوناني الموجود على الحجروده لخبرته الطويلة في اللغة اليونانية

القديمة، وأعلن سنة1822م إنه اتمكن من فك رموز حجر رشيد واللي لولاه كانت فضلت الحضارة المصرية غامضة بالنسبالنا

لحد دلوقتي.

وبعد تمكن “شامبليون” من حل رموز الكتابة المصرية قدرنا نعرف ان النص اللى على “حجر رشيد” ده عبارة عن مرسومأصدره

كهنة مدينة “منف” (ميت رهينة- مركز البدرشين- محافظة الجيزة) حوالي عام 196ق.م بيشكروا فيه واحد من ملوك البطالمة

وهو الملك “بطلميوس الخامس”لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد، وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات اللي كانوا بيقوموا بيها

في المعابد.

وفضلت الكتابة المصرية القديمة لحد القرون الأولى الميلادية.

 

* المتوارث من اللغة المصرية في لغتنا:

 

والعجيب ان احنا لسه بنستخدم بعض الكلمات من اللغة المصرية القديمة في لغتنا لحد دلوقتي:منها بعض الألفاظ/ الكلمات

اللي موجودة في اللغة العربية الفصحى ذي كلمة إصبع ” واللي في المصرية القديمة اسمها جبع، والتمساح في المصرية

القديمة اسمه مسح ، والفعل يحسب أو حسب في المصرية القديمة هو حسب، وكلمة أسير هي المصرية القديمة إسر.

 

كمان عندنا بعض الألفاظ والكلمات العامية وأسماء بعض المدن واللي أصلها أسماء مصرية قديمة ذي

مدينةأسوان:واللي كان اسمها في المصرية القديمة “سونو” ومعناها السوق التجاري، واللي بقت القبطية “سوان”، واتضاف

ليها حرف الألف في اللغة العربية فبقت “أسوان”.

ومدينة “بنها”:واللي كان اسمها اللغة المصرية القديمة “با- إن- نهت”، واللي معناها “المنتمية إلى شجرة الجميز” لأن شجرة

الجميز في المصرية القديمة اسمها “نهت”.

وكمان عندنا منطقة “تل بسطة”:واللي موجودة في مدينة “الزقازيق” (في محافظة الشرقية)، وكانت اللغة المصرية القديمة

تعرف باسم “بر باستت” ومعناه “بيت باستت”، وباستت هىمعبودة الحب والمرح واللي عبدها المصريون القدماءورمزوا ليها

بالقطة، ولحد دلوقتي المنطقة الأثرية هناك لسه بتحمل نفس الاسم.

– عندنا كمان مدينة”دمنهور”:عاصمة محافظة البحيرة، والليكان اسمهاالمصري القديمهو “بـا دمي- إن- حور”، ومعناه “مدينة

المعبود حورس” لأنها كانت مركزاً لعبادة “حورس” واللي كان بيرمز للملكية في مصر القديمة وعبده المصريين القدماء في

شكل الصقر.

– وكمان عندنا مدينة “الفيوم”:واللي كانت في المصرية القديمة تُعرف باسم “بـا- يم”؛ ومعناه “اليم” (البحر)؛ إشارة إلى

البحيرة الكبيرة الموجودة في الفيوم، وأصبحت “با- يم” في القبطية”فا يم”،وفيوم، وتم اضافة آداة التعريف ليها في العربية

فبقت “الفيوم”.

وغيرها وغيرها من الكلمات والمدن اللي فضلت محتفظة بأسماءها المصرية القديمة لحد دلوقتي

وهتفضل الكتابة المصرية القديمة من أجمل الكتابات اللي سجلت التاريخ في العالم، ومحط اهتمام لكل عشاق الآثار المصرية

وهتفضل شاهده على عبقرية وعظمة المصري القديم.

 

علاء الدين ظاهر

 

اقرأ أيضا| حواديت توابيت المومياوات الملكية..قائد حرب التحرير والمحارب العظيم وأعظم ملوك العالم