كنت كثيراً ما أمر بجانب هذا المبني ولا تتجاوز معرفتي عنه فقط أنه خاص بمحمد علي باشا الكبير مؤسس مصر
الحديثة،حتي عرفت بعد حين أن صاحبه هو الأمير محمد علي توفيق الذي كان عاشقا للفنون الإسلامية بمختلف أنواعها
وعصورها التاريخية مما جعله يوصي بقصره ليكون بمثابة متحف ومدرسة للفنون للمصريين..عن متحف قصر المنيل أتحدث.
# روعة القصور التاريخية
كان القصر موجوداً منذ سنوات بعيدة،لكن لم تبدأ الأضواء تتسلط عليه كأحد أروع القصور التاريخية في مصر،الا بعد الثقة التي
أبداها الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار في الأثري المحترم”الشاطر بجد”الدكتور ولاء الدين بدوي منذ عدة سنوات
ليتولي منصب مدير عام المتحف،وولاء بدوي بالمناسبة لم يحصل علي الدكتوراة بعد لكنه في سبيله لذلك بالفعل،وأشهد أنه
في يوم ما لم يطلب مني أن أكتب توصيفه الدكتور وكثيراً ما رفضه،لكنني أفعل ذلك تقديراً له ولمهارته في العمل التي شهد
لها جميع من عرفه.
ولاء بدوي يمتلك مهارات القائد الناجح،فهو قادر علي خلق جو من المحبة والاحترام بينه وبين العاملين تحت إدارته،وفي نفس
الوقت صارم دون تجني مع أي تقصير قد يحدث في العمل،لكنه يتعامل مع صاحب الخطأ علي قدر فعلته وعلي قد الخطأ يكون
رد الفعل القانوني منه تجاه من ارتكبه،كما أن إلتزام ولاء بدوي بقوانين ولوائح الوزارة في إدارة العمل بالمتحف جنبه بعض
المطبات التي لا داعي لذكرها هنا وبعضها لا يعلمه هو شخصياً،واكمل مسيرته بنجاح في إدارة المتحف حتي الآن.
#حس فني وموسوعي
ولأن ولاء بدوي يمتلك حسا فنيا لا ينكره أحد،فقد تعامل مع متحف قصر المنيل من هذا المنطلق،فكم من كنوز كثيرة جدا
يمتلكها المتحف ولم يكن يعلم عنها أحد شيئا،ونجح هو بمعاونة فريق عمل المتحف في تنظيم عشرات المعارض لهذه
المقتنيات،واضعا هو ومن معه ما يشبه سيناريو عرض في كل معرض،مما جعلنا نكتشف كثيراً من روعة وجمال تاريخ
القصر،والذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر الغني والمتنوع،ليكتشف محبو التراث والآثار أن كثيرا من هذه الكنوز التي تم
عرضها في معارض مؤقتة نظمها المتحف نادرة جدا ولا يمكن تقديرها بأي ثمن.
أحد أهم المهارات التي يمتلكها مدير عام المتحف هي أنه من ابرز المتخصصين في تاريخ وآثار العصر الحديث وأسرة محمد
علي،وهي من أهم فترات التاريخ المصري،خاصة أنها خلفت وراءها كنوزا اثرية وخاصة المعمارية رائعة الي حد لا
يوصف،ويمتلك ولاء بدوي معلومات موسوعية عن هذه الفترة التاريخية وآثارها وكنوزها المعمارية،كذلك أصحاب هذه الكنوز وما
مروا به في حياتهم،كل هذا تجده مرتبا زمنياً داخل عقل مدير عام متحف قصر المنيل.
#دور تعليمي وتثقيفي
ولأن المتاحف باتت في السنوات الأخيرة ليست مجرد اماكن لعرض الآثار فقط،وأصبح لها دور تعليمي وتثقيفي،فقد حرص
متحف قصر المنيل برئاسة ولاء الدين بدوي علي استضافة معارض فنية لطلاب وخريجي الكليات الفنية،كما نظم المتحف عددا
من الدورات التدريبية لطلاب كليات الآثار والكليات ذات التخصصات المتعلقة بالآثار والتراث،مما عظم من دور المتحف في نشر
الثقافة والوعي الأثري بشكل عملي فعال،وقد لاقي هذا استحسان الجميع.
ورغم أن قصر المنيل يمتلك تاريخا كبيراً لا يخف علي أحد،الا أنه بات محط أنظار كثيرين بعد ما تولي ولاء بدوي إدارته ونجح في
ذلك،لذلك كان القصر قادرا علي جذب كثير من الأحداث والفعاليات المحلية والدولية،بحيث اختار القائمون علي هذه الأحداث
القصر ليكون مقر انطلاق هذه الفعاليات والإعلان عنها،مما وضع القصر ضمن اخبار ونشرات عددا كبيراً من وسائل الإعلام
المحلية والدولية المختلفة.
# تصوير الأعمال الفنية
ليس ما سبق فقط،بل كان القصر محط أنظار صناع الفن والمنتجين،حيث شهد تصوير عشرات الأعمال الفنية من مسلسلات
وأفلام وإعلانات وغيرها،فحديقته واسعة وغنية بالاشجار الرائعة وهي بمثابة لوكيشن مثالي للتصوير،ناهيك عن حجرات
وسرايات القصر،والتي كانت إدارة المتحف برئاسة بدوي حريصة تماما علي متابعة أي عمل فني يصور فيها،للتأكد من الالتزام
بتعليمات الوزارة للحفاظ علي المكان أثناء التصوير،والحيلولة دون أي تجاوز في هذا الشأن ومنعه قبل أن يحدث.
