منوعات

الماء وملح النطرون للطبقة الفقيرة وزيت النخيل لعلية القوم..أسرار التحنيط المصري القديم

» المومياوات والمناظر المسجلة على جدران المقابر تسجل بعض مراحل عملية التحنيط وهي من أهم مصادر فهم ذلك العلم وآلياته.

علاء الدين ظاهر

كشفت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير بعض أسرار التحنيط فى مصر القديمة،حيث ارتبط إستمرار

الحياةِ عند المصريين القدماء في العالم الاخر ارتباطا وثيقا بحفظِ الجسد و الذي كان ْ يَدْعمَ كيان الروح.

ولا تمدنا النصوص المصرية القديمة بمعلومات تفصيلية عن ماهية التحنيط، حيث أن معظمها نصوص دينية تتناول الامر

بمفهوم عقائدى،ولهذا يٌعتمد على ما ذكره الكتاب الكلاسكيين فى هذا الصدد وعلى رأسهم هيرودت فى القرن الخامس

قبل الميلاد وديدور الصقلى فى القرن الاول قبل الميلاد، كما تعد المومياوات والمناظر المسجلة على جدران المقابر

والتى تسجل بعض مراحل عملية التحنيط من أهم المصادر التى يتم الاعتماد عليها لفهم ذلك العلم وآلياته.

 

اقرأ أيضا| مستقبل السياحة..إستقبلنا 3.5 مليون سائح ألماني وأوكراني في 2019 و60% من أوروبا وخطة إصلاح هيكلي وتوفير فرص عمل للشباب

 

أساليب التحنيط في مصر القديمة

 

وقد تنوعت أساليب التحنيط فى مصر القديمة،فقد كان جسد المتوفى فى عصر ما قبل التاريخ يحفظ فى رمال الصحراء

الحارة، ويلف بالقماش أو الجلود وهو ما يسمى بالحفظ الطبيعى للجسد البشرى، حيث تبخر أشعة الشمس الشديدة ماء

الجسد تبخيرا بطيئا مما يسهم فى حفظه بصورة طبيعية.

ويعد التحنيط الصناعى هو ثانى أسلوب استخدمه المصريون القدماء فى حفظ الجسد،حيث يمكن تتبع ذلك مما عثر عليه

الاثري بتري من أذرع منفصلة ملفوفة بالكتان فى مقبرة الملك چر فى أبيدوس،ومزينة بحلى عبارة عن أربع أساور ترجع

لعهد الأسرة الاولى، وتعد أقدم نموذج حى على بدء معرفة المصري لعلم التحنيط.

وقد تطور التحنيط بشكل كبير فى عهد الدولة الحديثة، وقد تغيرت تقنيات التحنيط من وقت لاخر ومن طبقة اجتماعية

لأخرى فقد استخدمت تقنية تحنيط متواضعة للطبقة الفقيرة فى المجتمع المصري حيث لا يتم استخراج أعضاء الجسد

الداخلية خلال هذه العملية، حيث استخدم فقط الماء وملح النطرون.

 

التحنيط في الطبقة العليا

 

أما تقنية التحنيط التى استخدمت للطبقة العليا فى المجتمع المصرى فقد كانت مميزة وتتبع ترتيبا واضحا، حيث تتم

مجابهة تحلل الجسد باستخراج الاعضاء الداخلية ثم غسل الجسد بمزيج من المواد وزيت النخيل وهي من أسرار التحنيط المصري القديم .

ويظل القلب كما هو فى الجسد بعد عملية تحنيطه لانه مركز الاحساس والحياة وهو ما سيحتاجه المتوفى فى العالم

الاخر وبعد ذلك يتم تجفيف الجسد بملح النطرون خاصة فى تجاويف الجسد الداخلية والجلد الخارجي وقد كان هذا

الاسلوب شائعا فى العصر الذهبى لعلم التحنيط عصر الدولة الحديثة.

وقد حفظ المصريون القدماء الحيوانات كذلك، فهناك اربع أنواع من مومياوات الحيوانات مما عثر عليها،أولا الاليفة والتى

تدفن مع صاحبها ثانيا الحيوانات المحنطة والتى توضع كاملة فى المقبرة وهى من الحيوانات المقدسة ثم الحيوانات التى

توضع فى المقبرة لامداد المتوفى فى العالم الاخر

وقد كانت مومياوات الحيوانات يستخدم بها تقنيات مشابهة للمومياوات البشرية فى عملية التحنيط مع وجود تعديدلات

فى عملية التحنيط،وقد استخدم المصريون مواد عديدة فى عملية التحنيط ورد ذكرها على جدران معبد أدفو من أسرار التحنيط المصري القديم .