» يضم الكتاب مجموعة متنوعة من الوثائق الخاصة بالبابا كيرلس الخامس والتى تنشر لأول مرة وتخص كنيسة رشيد
علاء الدين ظاهر
لم أكن يوما أعلم أنى سأقع أسيرا فى سحر هذه المدينة إلى هذه الدرجة التى أنستنى حتى حياتى الخاصة إلا اننى
بالبحث فى تاريخها الممتد عرفت أن هذا ما تنتهى إليه كل الحكايات فعلى أرضها الطيبة لا تستطيع أن تقاوم كثيرا وأنت
تتناول تاريخها فأنت لا تملك إلا الإستسلام وأن تصغى،فقط تصغى وتستمع ولتتركها تتحدث عن نفسها،لكن إحذر أن
تنسيك نفسك وحياتك الخاصة وإن كنت سمعت عن قصة النداهة وتريد تجربتها فلتبحث فى تاريخ هذه المدينة.
هكذا لم يجد سعيد رخا مدير عام متحف رشيد الوطني كلمات ليصف بها مدينة رشيد،وذلك في معرض حديثه عن كتابه
الجديد الذي جاء بعنوان”رشيت مدينة السحر (دراسة وثائقية للتراث القبطى فى مدينة رشيد )،وهو من تقديم قداسة
البابا تواضرس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،وهو تحت الطبع من خلال مؤسسة الأمة العربية للطباعة
والنشر والتوزيع.
وتابع رخا: الكتاب يأتي إستكمالا لمشروعنا البحثى المرتبط بتاريخ وحضارة مدينة رشيد العريقة،إنها حقا مدينة
السحر..جنة الله فى الأرض..إنها مصر الصغرى،إنها مدينة رشيد،وكما عودتنا مدينة الغموض والمفاجآت لا يمكن أن تتوقع
مخزونها من الأسرار،وقد أوضحت لنا من خلال التبحر فى هذه الدراسة أنها مدينة عالمية وملتقى الحضارات والأعراق
ومثالا واقعيا للتسامح الدينى والتآلف والتجانس.
قنصليات غربية في مدينة رشيد
حيث لاحظنا هذا العدد الهائل من القنصليات والمنشآت الغربية التى كانت منتشرة فى المدينة، إلى جانب العديد من
الجنسيات والأعراق والديانات المختلفة التى لم تكن يوما عائقا أمام حركة التجارة والتبادل التجارى فى المدينة ولم
يتوقف أهالى المدينة عند عامل العرق أو الدين وهو من أهم سمات الشخصية الرشيدية.
وكشف رخا في كتابه أنه كان للأقباط فى المدينة عظيم الأثر ودورهم المهم فى حركة التجارة،والوظائف المتعلقة بنظام
الجمرك والأعمال الحسابية وشئون الإدارة،فكانوا يعملون في النواحي الاداري خاصة في سجلات الضرائب ، وتقسيم
التركات العقارية كما عمل معظمهم كتبة ولهم حارتهم ومنازل خاصة بهم.
وقال رخا أن يكون تاريخ رشيد فيما يتعلق بهذا رصده في الكتاب الذي يضم 5 فصول،وسبقها تمهيد يتناول الحديث عن
المسيحية فى مصر وتاريخها فى محافظة البحيرة، فيما جاء الفصل الأول بعنوان”الرحالة الأوربيون ومدينة
رشيد”،وكتاباتهم عن الاقباط ودور يوحنا الشفتشى فى فك رموز حجر رشيد وكتابة وصف مصر.
ويستعرض هذا الفصل أهم الرحالة والمستشرقين الذين زارو مدينة رشيد ووردت فى بعض كتاباتهم إشارات عن أقباط
مدينة رشيد،إلى جانب ما ورد فى كتاب وصف مصر يتعلق بالشأن القبطى،بالإضافة إلى الدور العظيم الذى قام به الكاهن
يوحنا الشفتشى فى مسألة فك رموز حجر رشيد والتعرف على تاريخ وحضارة مصرنا القديمة .
والفصل الثانى وعنوانه”التراث القبطى لمدينة رشيد من خلال وثائق عائلة الجوهرى وموقف محمد على من أقباط
رشيد”يتضمن مقدمة مختصرة للتعريف بتاريخ مدينة رشيد عبر العصور،وما ورد فى الخطط التوفيقية الجديدة عن المدينة
و التراث القبطى برشيد.
اقرأ أيضا| شكوي وحيدة تلقاها وزير السياحة والآثار من زوار قصر البارون..ما هي؟
التراث القبطى برشيد
إلى جانب تناول كنائس مدينة رشيد خلال القرنين 18_ 19 م من خلال وثائق كلا من إبراهيم الجوهرى وأخيه جرجس
والتى تنشر لأول مرة،بالإضافة إلى تناول حملة حسن باشا الجزايري وموقفه من الأقباط وفرمان محمد على الخاص بعودة
أملاك الكنيسة فى مدينة رشيد والذى ينشر لأول مرة.
وجاء الفصل الثالث بعنوان”تل أبو مندور الأثري شاهد على عظمة مدينة رشيد وجذورها الضاربة في القدم بما في ذلك
تراثها المسيحي”ويتناول تل أبو مندور برشيد (مدينة بولبوتين القديمة ) من خلال كتابات ولوحات الرحالة الأوربيين،وكذلك
مدينة بولبوتين ( رشيد القديمة ) وشواهدها القبطية من خلال حفائر المجلس الأعلى للآثار.
وفي الفصل الرابع بعنوان”كنيسة الشهيد مارمرقس بمدينة رشيد وشواهدها الأثرية وأهم أعمال البابا كيرلس الخامس
بالكنيسة”تناول رخا كنيسة مارى مرقس برشيد من الناحية التاريخية والوثائقية،والتاريخ العمرانى للكنيسة وما تشتمل
عليه من شواهد أثرية تشمل مجموعة متنوعة من الأيقونات والأحجبة الخشبية وغيرها وذلك ضمن التراث القبطى برشيد .
البابا كيرلس الخامس وكنيسة ماري مرقس في رشيد
كما تناولنا البابا كيرلس الخامس وكنيسة مارى مرقس برشيد ومجموعة متنوعة من الوثائق الخاصة بالبابا كيرلس
الخامس والتى تنشر لأول مرة وتخص كنيسة رشيد إلى جانب الحديث عن المطبعة القبطية ومجهودات البابا كيرلس
الخامس من خلال ما تم العثور علية من مطبوعات قيمة بمكتبة كنيسة مارمرقس والتى تنشرلأول مرة وترجع لبدايات
المطبعة القبطية وبعضها موقع من البابا كيرلس الخامس كوقف لكنيسة مارى مرقس برشيد.
كما تناولنا فى هذا الفصل القصر الخاص بالباب كيرلس الخامس فى حديقة الكنيسة وأن رشيد كانت مقرا للبابا وذلكمن
خلال ما ذكر فى محاضرة انشاء قصر غبطة البطريك برشيد لحضرة سليم بك بادير والتى القيت بجمعية المهندسين
الملكية المصرية في ديسمبر سنة 1924. وهذه المحاضرة تنشر لأول مرة.
وآخر فصول الكتاب جاء بعنوان”كنيسة الأروام الارثوذكس برشيد شاهدة على عالمية المدينة العريقة كونها مقرا مهما
للجاليات الأجنبية والتسامح الدينى”،وتناولنا فيه وكالة داوود باشا من خلال الوثائق حيث تعد الكنيسة جزءا من الوكالة.
ثم تناولنا الجاليات الأجنبية فى رشيد من خلال الوثائق وكيف كانت مدينة رشيد مدينة عالمية وملتقى كل الحضارات
والأعراق ومختلف الديانات بحكم موقعها الجغرافى.
كنيسة السيدة العذراء ضمن التراث القبطي برشيد
كذلك تناولنا كنيسة الأروام الأرثوزوكس (السيدة العذراء) فى كتابات الرحالة وكذلك من خلال الوثائقوما ورد فى كتابات
المسنشرق السويسرى Étienne Combe بشأن الخان والكنيسة والوصف المعمارى للكنيسة والحالة الراهنة لها مع
حصر لأهم محتويات الكنيسة والتى تم نقلها إإلى كنيسة مارمرقس من أيقونات وأعمال خشبية وغيرها.
يذكر أن هذا الكتاب يأتي ضمن سلسلة من الكتب والأعمال البحثية المتعلقة بتاريخ وحضارة مدينة رشيد من مؤلفات
سعيد رخا،ومنها كتاب بعنوان”مدينة رشيد في عيون الرحالة والمستشرقين”والصادر أيضاً عن مؤسسة الأمة العربية
للطباعة والنشر والتوزيع مايو 2019م باللغة العربية تقديم الأستاذ الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية كلية
الآداب جامعة المنيا.
وكتاب بعنوان”رشيد فى عصر الفوتوغرافيا”تقديم الأستاذ الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية كلية الآداب جامعة
المنيا”تحت الطبع” من خلال نفس المؤسسة،وكتاب بعنوان إدفينا القرية الملكية (دراثة أثرية للخاصة الملكية بإدفينا)
تقديم الأستاذ الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية كلية الآداب جامعة المنيا (تحت الطبع ) من خلال مؤسسة
الأمة أيضا.
