مقالات

أمن الوطن نعمة تستوجب الشكر

إن الأوطان للإنسان نعمة من الله سبحانه وتعالى تستوجب الشكر عليها ، وذلك الشكر والعرفان يتأكدان حينما يمن الله على الإنسان ببلد آمن مستقر وخصوصاً فى هذه المرحلة الحرجة التى يعيشها العالم من حروب وعدم استقرار وأنتشار أوبئة حيث إنعدمت الكثير من مظاهر الأمن وضاعت معالم الأمان فوجود الوطن المستقر الآمن نعمة تستوجب الشكر . إن حب الأوطان شعور متدفق تخفق له القلوب وشوق متجدد تتحدث به الأفئدة وحنين كبير يكمن فى الوجدان، و إنه من العجب أن حب الأوطان قد سكن قلوب مخلوقات البحار ورفرفت له أجنحة الطير فى أعالى السماء فعندما يولد الإنسان على بقعة من أرض الله ويشرب من مائها ويتنفس هوائها ويعيش بين طرقاتها فيولد ذلك إرتباطاً عاطفياً وحباً يربط بينهما .
فالأوطان نعمة من الله جل وعلا على الأنسان بل هى من أعظم عطايا الله لعباده أن ُينعم عليهم بوطن آمن مستقر ، وفى حاضرنا المفعم بالأحداث السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية المتلاحقة والمتضاربة فى جميع انحاء العالم والتى جعلت الأمن والأمان شبه منعدمين ، فيجب علينا أن نتكاتف ونتعاون من أجل الحفاظ عليه مهما كلفنا ذلك فنعمة الإستقرار هى خير النعم . لا يجب أن يأخذنا الإختلاف الفكرى فى بعض وجهات النظر بعيداً عن حب وطننا والدفاع عنه والعمل من أجله فقد يحتمل الانسان ضيق الحال ولكنه من الصعب عليه أن يحيا حياة التشرد فى البلدان بحثاً عن الأمن والأمان . إن من المواطنة الصادقة أن تجد المواطن الصادق يفرح لوطنه ويسعد ببنائه وتنميته ويتفاءل بمستقبله ويحزن لحزنه ويتألم لألمه وإن المواطنة الصادقة تتجلى فى أبهى صورها عندما يتعرض الوطن لأى محنة وفى هذه المحن يظهر المعدن الأصيل للمواطن ويتميز الصادق فى محبته ومن يدعى تلك المحبة .إن محبة الاوطان ليست محل جدال حيث أنها من المسلمات فمهما قست الحياة ومهما تبدلت الأحوال فكل شيئ تم فقده أوضياعه يستطيع الإنسان إدراكه وتداركه الا الوطن إذا تم فقده اوضياعه فمن الصعب إدراكه. إن المواطنة السليمة الصادقة تدفع صاحبها للعمل المتواصل الجاد المبنى على التفاؤل والثقة وحب الخير والبذل والعطاء . ومن أهم مقتضيات الانتماء للوطن محبته والافتخار به والدفاع عنه والحرص على سلامته وأمنه واحترام أفراده وتقدير أهله والقيام بالواجبات والمسؤوليات، كل فى مكانه بصدق وامانة ، وحب واحترام النظم والقوانين والثقافات والعقائد والحفاظ على مرافقه وموارده ومكتسباته والعمل على بنائه ورخائه والحذر والتحذير من كل ما يؤدى إلى إضعافه وإفقاره و إنتقاصه . وعلى كل مواطن صالح فى وطنه أن يكون شاكراً لله تعالى على نعمة الوطن فيجعل من نفسه حارساً لبلاده من دعاة الفتن والتخريب والدمار والهدم و العقائد الفاسدة الهدامة التى تدعوا الى التخريب والفساد فى الأرض ولابد لكل محب للوطن نبذ الخلافات و توضيح خطورة الشائعات المغرضة التى تعمل على الفرقة وعدم الثقة ونشر روح الانهزامية ، وعلى محبى الوطن العمل على توضيح صورة هؤلاء الذين يروجون الاشاعات و إظهار فساد ما يدعون اليه وتحذير الناس منهم والرد على إفترائاتهم ، وعلى اعلامنا اظهر الحقائق اولا بأول للحد من انتشار اى من هذه الشائعات. إن الجناية على الأوطان من أعظم الجنايات ، ذلك أن هذه الجناية تضر بالناس أجمعين، وقد يحدث بسببها القتل والتدمير وعدم صيانة النفس فتضيع النعم وعلى رأسها نعمة الأمان وتتعطل بسببها مصالح الناس ومنافعهم . فكيف لإنسان أن يطعن على وطنه الذى تربى فيه وأكل من خير الله فيه ، كيف بهم بعدما إشتدت سواعدهم رمو أوطانهم بتطرف أفكارههم وسوء معتقداتهم ، إن انتقاصهم من أوطانهم يعتبر معاونة لأعداء الوطن ، فكيف هانت عليهم الأوطان . إن من أهم ما يضعف حب الأوطان و يهونه ويذهب الشعور بمقامه ويقلل من شأنه فى القلوب هو الإنصات لدعاة التخريب دعاة الشر المفسدين الذين امتلأت قلوبهم حقداً وضغينة على الوطن وأهله وتصديقهم والإغترار بأقوالهم . وأخيراً إنه ليكفى لجرح مشاعر إنسان أن تشير إليه بأنه لا وطن له. فحافظوا على وطنكم ….. حافظوا على مصركم
 أمين عمال حزب حماة الوطن