سلايدرمنوعات

طاعون إسماعيل والموت الكبير وفشل نابليون..حكاوي مثيرة عن الأوبئة والأمراض منذ العصر الإسلامي حتى العصر الحديث

في العصر الفاطمي ظهرت الأوبئة بمصر لغياب فيضان النيل لسبع سنوات كاملة ووصفها المؤرخون بـ “الشدة المستنصرية"

>> فى العصر المموكى ضرب الطاعون مصر عبر السفن القادمة من الخارج خاصة وقت تفشي المرض بأوروبا، فيما عرف وقتها بإسم الموت الكبير

>> عام 1800م ظهر وباء الطاعون أثناء وجود الحملة الفرنسية ومحاولة دخول الشام حينها قتل نابليون عددا كبيرا من الأسرى وترك الجثث تحللت في الشوارع

>> جاء محمد على باشا 1805م وإتخذ عدد من الإجراءات لمواجهة المرض وفرض حجرًا صحيًا بحريًا على السفن القادمة وأنشأ أول نظام صحي قروي تدعمه الحكومة

 

علاء الدين ظاهر

كشفت دينا طارق ومريم دانيال الأثريتين في الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب‏ في الأثار كثيرا من الحكايات

والقصص المثيرة عن الأوبئة والأمراض في مصر منذ العصر الإسلامي حتى العصر الحديث،وذلك في خامس حلقات السلسلة

التي أصدرتها الإدارة عن الأمراض المعدية والأوبئة حول العالم منذ أقدم العصور.

 

# فاطمي ومملوكي وعثماني

وفي مصر الإسلامية وتحديداً في العصر الفاطمي ظهرت الأوبئة بمصر لغياب فيضان النيل لسبع سنوات كاملة، مما أدى إلى

ظهورالقحط والفقر، فساد المياه وعفونتها وركودها أول الفيضان والمجاعات التى تسبب كثرة الموتى والأوبئة، ووصفها

المؤرخون بـ “الشدة المستنصرية” نسبة إلى الخليفة الفاطمي المستنصر بالله.

 

أما فى العصر المموكى ضرب الطاعون مصر عبر السفن القادمة من الخارج، خاصة وقت تفشي المرض بأوروبا، فيما عرف

وقتها بإسم الموت الكبير، وتسبب وقتها في مقتل نحو 900 ألف من المصريين في شهري شعبان ورمضان فقط بين عامي

1347 و1349م، وسادت وقتها حالة من الهلع وساءت الأوضاع الاقتصادية بسبب تفشى المرض، بحسب المؤرخ المصري ابن

إياس.

 

اقرأ أيضا| سر سعادة وزير السياحة والآثار بشعار السلامة الصحية في شرم الشيخ

 

وفى العصر العثمانى فى القرن 17م ظهر الطاعون الرئوى المميت،وكان عبارة عن زكام يفتك في الأسابيع الأولى بما يتراوح

ما بين مائة إلى مائتين في اليوم الواحد، وكان يشتد فتكه عندما يشتد البرد، وتحكى المصادرعن ضحايا كانوا يبصقون

دما،ويذكرن الجبرتي ان العديد من الأثرياء والأمراء وكبار التجار وآخرين، كانوا يشاركون في دفن عدد كبير من الموتى بالطاعون

في المقابر الشرقية والجنوبية.

 

اقرأ أيضا| متاحف جديدة وفنادق مخالفة وموكب المومياوات وأشياء أخرى..تفاصيل

 

وفى القرن 18 هاجم الطاعون مصر في عهد إمارة المملوكي إسماعيل بك الكبير عام 1791م، لذا أطلق المؤرخين على ذلك

الوباء إسم “طاعون إسماعيل”، وطبقًا للإحصاءات قضى الوباء على ثُلث سكان القاهرة، وبلغت أعدادالوفيات أكثرمن 86 ألف

نسمة، وكان بينهم إسماعيل بك نفسه.

 

# وباء مصر الحديثة

وفى مصر الحديثة فى القرن 19 وتحديدًا في عام 1800م ظهر وباء الطاعون أثناء وجود الحملة الفرنسية ومحاولة دخول الشام

حينها قتل نابليون عددا كبيرا من الأسرى وترك الجثث تحللت في الشوارع ما أدى إلى إصابة جنوده بالوباء وإنتشر المرض

ومات الاف المصريين,ورغم محاولات نابليون بونابرت في استقدام الاطباء الاوروبيون لمكافحة هذا الوباء والعمل على اكتشاف

علاج له الا انهم فشلوا في ذلك ولم يستطع أحد من الاطباء الاوروبيون ان يجدوا علاج لمرض الطاعون.

 

اقرأ أيضا| أطباء الحضارة نجحوا بإمتياز في إختبار متحف المركبات الملكية .. صور

 

ثم جاء محمد على باشا 1805موإتخذ عدد من الإجراءات لمواجهة ظهورالمرض ففرض حجرًا صحيًا بحريًا على السفن القادمة،

قام بإنشاء أول نظام صحي قروي تدعمه الحكومة، وإستقدم المستشارين الطبيين الأوربيين في الممارسات الإكلينكية،

يتقدمهم الطبيب الفرنسي أنطوان كلوت باشا، والذي اسس في عام 1827م المستشفى التعليمي الأول على النمط

الأوروبي في مصر، وهو مستشفى قصر العيني.

وعاد الطاعون مصر مرة أخرى عام 1834م من خلال المواني المصرية المطلة علي البحر المتوسطو إنتشر وقتها بكثرة فى

الأسكندرية وتم تطبيق مبدأ العزل علي الحالات المصابة، و مراكز الحجر الصحي في حافة المدينة وكان كل من يخالف قرار

الابلاغ عن مُصاب أو متوفي بالطاعون تعرض للقتل بالرصاص حيث كانت المؤسسات الصحية في مصر وقتها تابعة لوزارة

الداخليةفتم فرض تدابير قوية جدا والتعامل بكل حزم وقسوة وكان يتم عزل القرى المصابة بأكملها دون دخول أو خروج أي

شخص، وداخل القرية كان يتم حرق ملابس المصابين، وفصل المصابين ببعضهم البعض.

 

# الأوبئة الأشد قسوة

ثم فى عام 1883م جاءت الكوليرا لتكون من الأوبئة الأشد قسوة على المصريين بعد الطاعون، حيث كشر الوباء عن أنيابه

بمصر، وفى شهرين فقط حصدت أرواح 150 ألفا من وذلك نتيجة رحلات التجار وزوار مصر من الخارج، حيث ظهر المرض

بمحافظة دمياط وكانت تكتب على جوازات البواخر وشهادات المراكب الشراعية عبارات للتحذير من تفشي المرض مثل “توجد

الكوليرا الآسيوية بدمياط، أما الصحة العامة في باقي المدن المصرية فهي جيدة”.

 

وفى القرن 20 ظهر وباء الكوليرا مرة ثانية عام 1902م فى قرية موشا بأسيوط عن طريق الحجاج العائدين حيث كان المرض

منتشر وقتها فى الحجاز لدرجة وصول الجراثيم لماء زمزمو إنتشربعدها فى الجيزة وحى بولاق وأصبحوا مناطق موبوءة، وفى

ذلك الوقت عزلت الأستانة مصرومنعت المراكب القادمة من مصر عن الدنو من الشواطئ وشددت الإجراءات العثمانية القيود

على مصر ومدت فترة الحجر الصحى، وتوسعت السلطات فى إصدار النصائح والتعليمات بدءاً من غلى المياة وتجنب أكل

الفواكه وتوفير المياة النظيفة للأهالى الذين عرفوا المطهرات وإستخدموها فى أوانيهم من بلاليص وزلع وأزيار.

 

اقرأ أيضا| حكاية مصر الجديدة..كتيب يكشف تحول صحراء قاحلة إلى مدينة عامرة

 

بالإضافة إلى عزل المصابين لفترة تتراوح بين إسبوعين أو ستة وحتى ثلاثة أشهر،وقرر موظفوا صندوق الدين وقتها بإحصاء ما

لديهم من مبالغ كانت متوفرة لمجابهة عودة الطاعون وخصصوا وقتها 30ألف حنيه لمواجهته ، ذكرت وقتها صحيفة الأهرام فى

أحد أعدادهاكحملة توعية مقال عن الوقاية من الوباء وعرض أسانيد دينية لوجوب اللجوء إلى الأطباء ، وذكرت أيضا عن مطالب

للصحة بتعيين خفراء على الترع لمنع الناس من إستخدامها فى غسل ملابس ضحايا المرض أو التخلص من النفايات ،سجل

أمير الشعرء أحمد شوقي وقتها الوباء في إحدي قصائده ذاكراقرية موشا”فالموت عند ظلال موشا رائع كالموت في ظل القنا

الخطار”.

 

# ناموسة قطارات الإنجليز

 

و فى الفترة بين 1942 و 1945م ضرب وباءالملارياصعيد مصركإعصار يجتاح كل من امامة وموت آلاف المصريين،أتت ناموسة

الملاريا مع الإنجليزعلى ظهر القطارات الذاهبة والآتية لتحمل الإمدادات حتى تواطنت فى مزارع القصب فى أرمنت وكوم أمبو،

كانت بؤرة التفشى وقتهافى أسيوط والإجراءات الاحترازية كانت بالغة التشدد، والبيوت التى يضربها الوباء توضع عليها من

الخارج علامة إكس حمراء ومن يموت يدفن فى مكانه.

 

وفى عام 1947م عاد وباء الكوليرا فى الظهور للمرة الأخيرةفقد كانت القوات البريطانية تتخذ من قناة السويس محطة

للاستراحة قبل الانتقال إلي بريطانيا تسبب الجنود البريطانيون الحاملون للمرض في نقل العدوى حيث ظهرتحديدا في قرية

القرين بمحافظة الشرقية ووصلت نسبة الإصابات إلى نحو 20 ألفا توفى نصفهم تقريبا، وحشدت وقتها حكومة النقراشى

باشا إمكانيتها لمواجهة الوباء بنصف مليون جنية ،اصبحت الدولة في حالة طوارئ، فأنشأت معسكرات عزل المصابين في حجر

صحي.

وتردد المواطنون على المستشفيات لفحص أنفسهم وذويهم،وإنتشرت حملات تعقيم الأراضى ومجارى المياة فى الريف

بالرش من الطائرات ، تغيرت مشاهد الحياة اليومية للمصريين، فصارت المواد الغذائية القادمة من المناطق المصابة تعامَل

كسلعٍ محظورة التداول، ووجدت اﻷقفال الحديدية لنفسها مكانًا على بوابات المصانع التي تمدّهم بالثلج والمشروبات

والمطاعم الفقيرة إذا ثبت مساهمتها في تيسير انتشار الوباء، أما مواصلاتهم العامة فأصبحت تحت الرقابة الرسمية من

السلطات التي علّقت أيضاً رحلات الحج والعمر، تمت السيطرة على الوضع بعد نحو 6 أسابيع تدفقت خلالها المساعدات

الخارجية لمصر للحد من انتشار المرض.