فن قبطي في العصر الإسلامي..دراسة مهمة تكشف أسرار النسيج القباطي وبراعة صانعه المصري عبر التاريخ
ورقة بحثية ضمن أوراق أخري لتقديم دراسات توثيقية للنسائج المسيحية المحفوظة بالمتاحف
>> متحف النسيج المصري يزخر بمجموعة من النسائج المسيحية التي يمتد تاريخها من القرن الرابع الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي
فن قبطي في العصر الإسلامي كشفته دراسة بحثية بعنوان مجموعة من النسائج المحفوظة بمتحف النسيج المصري
بالقاهرة.
فمن المعروف أن النسيج القبطي من أكثر الآثار القبطية الباقية، والتي تعكس مدي ما وصل له النساج المصري من براعة في
نسج الخيوط واخراج متطلبات حياته من المنسوجات،وقد كشفت دراسة مهمة كثيرا من أسرار هذا الكنز الذي تتشرف به
مصر في عدة متاحف لديها،وإن كان أبرزها متحف النسيج في شارع المعز.
الدراسة جاءت بعنوان”مجموعة من النسائج المحفوظة بمتحف النسيج المصري بالقاهرة – نشر ودراسة”،وقام بها كل من
الدكتور أحمد عبد الحميد النمر عضو المكتب العلمي لوزير السياحة والآثار والدكتور ممدوح محمد السيد مدرس الفنون
الإسلامية بكلية الآثار بجامعة أسوان،وذلك في ورقة بحثية مشتركة بمجلة مركز الدراسات والعلوم الأثرية بجامعة المنيا،
وهذه الورقة البحثية بمثابة شهادة ميلاد أو سجل توثيقي لتلك المجموعة من النسيج المصري.
الورقة البحثية التي كشفت عن وجود فن قبطي في العصر الإسلامي جاءت ضمن مجموعة من الأبحاث العلمية لتقديم
دراسات توثيقية للنسائج المسيحية المحفوظة بالمتاحفالمصرية، لذا كان الهدف الرئيسي لهذه الورقة تقديم دراسة توثيقية
جديدة ﻟﻤﺠموعة من النسائج المسيحي التي نسجتفي العصر الإسلامي المحفوظة بمتحف النسيج المصري بالقاهرة،والتي
تم فحصها بواسطة العين اﻟﻤﺠردة والعدسات المكبرة والميكروسكوب.
اقرأ أيضا| شكوي وحيدة تلقاها وزير السياحة والآثار من زوار قصر البارون..ما هي؟
وقد أمكن التعرف على المواد والخامات التي استخدمها النساج في نسجها، فقد اعتمد النساج على الألياف الطبيعة
المصنوعة من الصوف والكتان، ونُسجت هذه المواد بطرق تطبيقية مختلفة.بالإضافة إلي ذلك تميزت باحتوائهما على
موضوعات تصويرية وعناصر زخرفية متنوعة، تعكس روح الفن القبطي وسماته الفنية والتي استمرت خلال العصر الإسلامي.
ومتحف النسيج المصري بالقاهرة يزخر بمجموعة من النسائج المسيحية، التي يمتد تاريخها من القرن الرابع الميلادي حتى
القرن التاسع عشر الميلادي، وهذه المنسوجات آلت إلى متحف النسيج المصري من مصادر عديدة منها؛ مخازن المتاحف
المصرية المختلفة ومنها على سبيل المثال لا الحصر متحف الفن الإسلامي، والمتحف القبطي، والمتحف المصري، ومتحف
جاير أندرسون.
حفائر دير البنات بالفيوم
ومجموعة أخرى من مناطق الآثار المختلفة والحفائر منها حفائر دير البنات بالفيوم وحفائر البجوات، وتضم هذه القطع مجموعة
كبيرة من المنسوجات الأثرية التي لم يسبق دراستها أو نشرها من قبل، ومن ضمن تلك اﻟﻤﺠموعة ثلاثة نسائج مسيحية
من نسيج الكتان والصوف، التي جاءت في صورت جزء من منسوجة، واتسمت هذه القطع بتنوع أشكالها، كما نُسجت بطرق
تطبيقية مختلفة.
من هنا جاءت هذه الورقة لتضع عدة تساؤلات أمام البحث لتقدم دراسة توثيقية ونشر للنسائج موضوع الدراسة من أهمها ما
هي المكونات النسجية التي شكلت هذه القطع؟ وما الطرق النسجية التي استخدمها النساج؟ ماهية الزخرفة التي تحتويه
النسائج؟ وتأريخها؟، من خلال فحص التحف موضوع البحث واستخدام المنهج الوصفي والمنهج التحليلي والمنهج المقارن في
دراستها،إتضح أن القطع موضع البحث تخص المسيحيين،وذلك بناء على عديد من الاعتبارات كموقع العثور؛ حيث تم اكتشافها
في جبانات دفن مسيحية حفائر دير المدينة بالأقصر وجبانة زبيدة بالفسطاط، كذلك احتوائها على عناصر زخرفية تحمل معاني
رمزية تخص المسيحية كالصلبان.
وقد خلص الباحثان في دراستهما إلى عدة نتائج مهما،علي رأسها نشر الدراسة ل 7 قطع من النسيج القبطي، لم تسبق
دراستها أو نشرها من قبل. ،كما أن القطع موضوع البحث نسجت من ألياف طبيعة؛ إذ صنعت خيوط السداء واللحمة من
ألياف الكتان والصوف،وكما هو الغالب في المنسوجات المصرية برمت خيوط السداء واللحمة اتجاه اليمين إلي اليسار.
طريقة النسج
كذلك من النتائج أن النساج إستخدم الطرق القديمة في نسج قطعة موضوع البحث وهي طريقة السادة (1/1) واللحمة غير
الممتدة واللحمة الزائدة الحقيقية في تنفيذ الزخارف،واستخدم النساج خيوطا ذات سمك مختلف مما ساعد على وجود
نسبة تشريب كاف أدى إلى اختفاء خيوط السداء تماما بحيث لا يظهر لها أي أثر سوى تضليع خفيف على سطحه،كما تزداد
عدد خيوط اللحمة وتصبح أكثر تماسكا في المناطق المزخرفة مما اكسب القطعة المتانة.
وزخرفت قطعة موضوع الدراسة بزخارف آدمية ونباتية، وتميزت هذه الزخارف بالبساطة والتحوير مع الحركة، بالإضافة إلي
الأشكال الهندسية والأشكال الصلبانية، التي جاءت بنفس السمات الفنية التي تخص المرحلة الفنية المعروف بمرحلة الفن
القبطي شكلا ومضموناً، وبمقارنة القطع موضوع الدراسة بقطع النسيج القبطي المحفوظة بالمتاحف العالمية والمحلية، أمكن
تأريخها بالفترة ما بين القرن السابع إلى القرن الثامن الميلادي / القرن الأول إلي القرن الثاني الهجري.