>> كان من عادة المسلمين حينما يفتحون بلدا جديدا اول ما يبدأون إنشائه المسجد،فمنه كانت تخرج الغزوات وتعقد الجلسات ويتعلم فيه المسلمون امور دينهم
علاء الدين ظاهر
كشف مؤمن محمود مفتش آثار منطقة آثار الشرقية حكاية أحد المساجد الأثرية والتاريخية في مصر،والذي يرجع تاريخ انشائه الى فترة دخول عمرو بن العاص مصر سنة 18هجريا،وهو مسجد سادات قريش بالشرقية،حيث قمنا معه بجولة أثرية وتاريخية إفتراضية في المسجد للتعرف عليه،والذي يقع في شارع بور سعيد بمدينة بلبيس،وقد اجريت عليه تجديدات فى ازمنة مختلفة ولاحقة لتاريخ البناء،ومنها في عهد الامير مصطفى الكاشف فى العصر العثمانى,كما اجريت عليه تجديدات مؤخرا من قبل احد رجال الاعمال فى الوقت الحالى .
وقال:كان انشاء المسجد على غرار مسجد الرسول”ص” من حيث بساطة الانشاء،وكان من عادة المسلمين حينما يفتحون بلدا جديدا ان اول ما يبدأون إنشائه هو المسجد لقيمته لديهم،فمنه كانت تخرج الغزوات وتعقد الجلسات ويتعلم فيه المسلمون امور دينهم،بالاضافة الى اقامة الصلوات،وقد بنى هذا المسجد على انقاض قصر الحاكم الرومانى ومر بمراحل تجديد،وجاء الامير مصطفى الكاشف والحق به المنارة والتى لم يتبق منها الا قاعدة المئذنة وتقع خلف الجدار الشمالى الغربى للمسجد.
والمسجد من الداخل عبارة عن بيت صلاة مستطيل الشكل حوالى 24م×17.60م،وهذه المساحة مقسمة باربعة اروقة موازية لجدار القبلة ومقسمة بثلاثة صفوف من البوائك,وكل بائكة مكونة من 6 عقود محمولة على اعمدة ذات تيجان مختلفة الشكل ولها قاعدة مربعة،وهى عقود مدببة الا الوسطى منها،وهو باتجاه المحراب وعبارة عن عقد نصف دائرى كبير مما يعطى احساس بالتنوع والجمال ايضا.
وتوجد مساحة صغيرة مستطيلة الشكل موازية للجدار الشمالى الشرقى ومتعامدة على جدارالقبلة،وهى عبارة عن بلاطة مستطيلة الشكل لا تعلوها عقود وانما عبارة عن كمرة مستقيمة تحمل السقف مباشرة،وتنتهى هذه المساحة بجدار مسمط فى نهاية الجدار الشمالى بالقرب من المدخل الرئيسى للمسجد.
والمسجد به 18 عمود رخامى 16 منها تحمل العقود مع دعامتين فى البائكة الثالثة المواجهة للجدار الغربى،والاعمدة تتكون من بدن رخامى ذات قاعدة مربعة الشكل وتعلوها تيجان مختلفة الاشكال والزخارف،ومنها تيجان على شكل السلة ومزينة بزخارف واوراق نباتية،والاختلاف والتنوع فى زخارف التيجان الخاصة بالاعمدة يدل على انها جمعت من عدة مناطق مختلفة ومتنوعة فى الطابع الزخرفى،وأهم أروقة المسجد الأربعة هو رواق القبلة ويقع فى الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد ويتوسطه المحراب والمنبر.
والجدار الجنوبي الشرقى يعد أهم جدران المسجد ويتوسطه المحراب وبجواره المنبر الخشبى،وهذا الجدار عليه كسوة حجرية بارتفاع 1.50تقريبا،ويلي هذه الكسوة كورنيش جبس به زخارف نباتية وهذه الكسوة والكورنيش تلتف حول جميع جدران المسجد الداخلية بنفس الارتفاع وهى من التجديدات الحديثة للمسجد،وينتهي الجدار من اعلي بست نوافذ مستطيلة الشكل ومعقودة بعقد نصف دائرى،وتتوسطها قمرية معشقة بالزجاج الملون وتعلو المحراب.
والجدار الشمالى الشرقى بجانب الكسوة الحجرية والكورنيش،وتوجد به ثلاثة نوافذ شبابيك مستطيلة الشكل،ويغلق على كل منها ضلفتين خشبيتين وتعلو كل منها نافذتان مستطيلة الشكل ومعقودة بعقد نصف دائرى للاضاءة والتهويهة،ويوجد فى هذه الواجهة المدخل الرئيسى للمسجد وتحتل المرتبة الثانية من حيث الاهمية بعد الجدار الجنوبى الشرقى،وذلك لاحتوائه على المدخل الرئيسى للمسجد وهو عبارة عن فتحة مستطيلة عليها مصراعين خشبيين وعليهما زخارف هندسية عبارة عن اطباق نجمية،وتعلو الباب ثلاثة فتحات مستطيلة الشكل الوسطي منها معقودة بعقد مدبب،واليمني واليسري منها مسحوبتين من اعلي.
والجدار الشمالى الغربى تتوسطه فتحة باب حديدي مزخرف بزخارف هندسية،ويؤدى الباب الى حرم المئذنه المسجلة فى عداد الاثار الاسلاميه برقم 10357 وتعلوه قمرية معشقة بالزجاج الملون،والجدار الجنوبى الغربى لاتوجد به اية فتحات شبابيك وانما به فتحتا باب تؤديان الى الميضأه والمراحيض الخاصة بالمسجد،والباب الثانى يتوسط دخلة مستطيلة معقودة بعقد نصف دائرى،ولكل منها مصراعين من الخشب تغلق على المصلى الملحق بالمسجد،وتوجد فى الزاوية الجنوبية الغربية للبائكة الرابعة من الناحية الجنوبية منها غرفة الامام وهى مخصصة لامام المسجد ويعلو قمتها كورنيش جبس ارتفاعه 3م.
والمسجد من الخارج له 3 واجهات حرة اكبرها واهمها الواجهة الشمالية الشرقية،فهى الواجهة الرئيسية للمسجد حيث تحتوى على المدخل الرئيسى وتطل على شارع بور سعيد،ويبلغ عرض الواجهه من الشارع18.65م وبها ثلاث فتحات شبابيك مستطيلة وتعلو كل شباك نافذتين معقودتين بعقد نصف دائرى،ويزين الواجهة من اعلى شريط بداخله زخارف نباتية وهندسية عبارة عن زخرفة هندسية تتوسطها زهرة اللوتس ويعلوها صف من العرائس تزين الواجهة من اعلى.
